نساء آمد: لقد كان ٢٠٢٢ عاماً مليئاً بالأزمة الاقتصادية والوفيات
تمنت نساء مدينة آمد بشمال كردستان أن يكون عام ٢٠٢٣ مليئاً بالسلام والطمأنينة، على عكس عام 2022 الذي شهد أزمات مختلفة وجرائم قتل بحق النساء.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ في الأشهر الـ 11 عاماً الماضية، قتلت حوالي 330 امرأة على أيدي الرجال في تركيا، ومع إلغاء اتفاقية اسطنبول، كان هناك زيادة كبيرة في الجرائم وممارسات العنف ضد المرأة في كافة المجالات.
بعد مرور هذا العام الطويل، قمنا بطرح أسئلة على النساء بخصوص الأحداث التي وقعت في عام ٢٠٢٢ وكيف كان العام الماضي بالنسبة لهن، كان الموضوع الرئيسي للنساء اللواتي التقت وكالتنا بهن وسألتهن "كيف كان عام 2022 بالنسبة لكن؟"، هي الأزمة الاقتصادية وجرائم قتل النساء التي حدثت على مدار العام، وهناك من النساء اللواتي قلن إنهن لا تستطعن التعايش مع هكذا وضع، وتمردن على نظام العدالة والصمت الذي يجريان تجاه الانتهاكات التي تحدث بحق المرأة.
"لم يحدث أي تغيير بالنسبة للمرأة"
تقول أوزكول يوجى "أن تكون امرأة في تركيا هو الأمر الأكثر صعوبة، لم يتغير شيء بالنسبة للمرأة هذا العام أيضاً، أنا لا ارى أي تغيير بوضوح، أو بعبارة أخرى، لم يتم سن أي قوانين للحد من انتهاك حقوق النساء والعنف وجرائم القتل ضدهن، فلا تزال حقوق المرأة لا تعطى الأهمية اللازمة، سنرى ما سيحدث بعد هذا كله، إن استغلال طفل يبلغ من العمر ٦ سنوات هو أمر فاضح ومهين، إنه لمن الخطأ أن تلتزم الحكومة والناس الصمت حيال هذا الأمر، لو أن هذا الحدث كان واقعاً في أوروبا، لكان الجميع قد وقفوا ونددوا به، لكن هنا هناك مجموعات معينة فقط تحتج عليها وتندد بها، ليس لدي أي أمل في عام ٢٠٢٣، وكيف إذا كنت امرأة مضطهدة ومقموعة فهذا أصعب"، لافتةً إلى المرأة عندما لا تكون مكتفية ذاتياً ولديها اقتصادها الخاص، فإنها تعاني بشدة.
"لقد مضى عام ٢٠٢٢ بشكل سيء للغاية بالنسبة للنساء"
من جانبها تقول نوران أصلان "لقد كان عام ٢٠٢٢ عاماً سيئاً للغاية بالنسبة لنا نحن النساء، لا يمكننا الموازنة بين أي شيء إن كان اقتصادياً أو حتى ثقافياً، فكل شيء يعتمد في النهاية على الاقتصاد، في أغلب الأوقات لا يمكنك تلبية مطالب أطفالك، ومع إعلان موضوع الحد الأدنى للأجور، ارتفعت أسعار كل شيء الواحد تلو الآخر، ولا يمكنك أن تفعل أي شيء حيال هذا، إن النساء تعانين أكثر من غيرهم، لأنه عندما لا تستطيع المرأة تحضير طاولة طعام في المنزل فإنها تتعرض للعنف إذا كان أمامها شخص غير متعاطف ومتفهم، وذلك يعود إلى الأدوار المعطاة للمرأة في مجتمعنا، تواجه المرأة المزيد من الصعوبات في كل المجالات، فمن أجل تجاوز النساء لهذا يتوجب التعاون فيما بينهن، فإذا استطاعت النساء أن تجتمعن وتنتجن معاً، فإن التضامن سوف ينمو ويكبر".
"يقوم الجميع بتمثيل القردة الثلاثة"
بدورها تقول ديلك تميرجان "لقد كان عام ٢٠٢٢ سيئاً للغاية مثل السنوات التي مضت، فقد كان دخل المنزل والمصاريف أكثر من اللازم، فأسعار المنتجات في ارتفاع، هناك الكثير من التحيز والتمييز، وخاصة ضد النساء، إنهم ينظرون إلى المرأة نظرة دونية على أنها جارية للرجل، لكنها ليست كذلك ولن تكون يوماً كذلك أبداً، فعندما لا نقبل هذا، إما أن نقتل أو يتم الافتراء علينا، كما إنهم يقومون بعرقلة طريق المرأة اقتصادياً، سيكون عام ٢٠٢٣ أكثر أسوأ من قبله، يمكننا أن نرى هذا بالفعل والتنبؤ به، فقد تم رفع الحد الأدنى للأجور، لكن الأسواق زادت الأسعار قبل أن نرى وجه النقود، يرى الجميع هذا، لكن لا يستطيع الناس التحدث لأنهم خائفون، الجميع صامت ويلعبون دور القردة الثلاثة، فلو كانت هناك عدالة لما ارتكبت جرائم قتل النساء، إن ما أود قوله "لا للعنف ضد المرأة، ولا أريد أن تتعرض أي امرأة للعنف"، إن الرجل الذي يقدم على قتل امرأة يسجن ويطلق سراحه بعد عام أو عامين، لا ينبغي أن يستمر الأمر على هذا النحو، يجب أن يتوقف قتل النساء والفتيات، ولا ينبغي ترك الأطفال بدون أم".
"يجب أن تعبر النساء عن الظلم الذي عانين منه"
ولفتت لايكى باموك إلى أنه "نستطيع القول بأن هذا العام ٢٠٢٢؛ بالضبط نفس السنوات السابقة ولم يختلف، لقد مر هذا العام بصعوبات اقتصادية وظروف معيشية قاسية واغتيالات وحروب، ومع ذلك آمل أن يكون عام ٢٠٢٣ عاماً مليئاً بالسلام، وألا يتم فيه قتل النساء ويزداد عدد المناضلات، الآن أحصل على الحد الأدنى للأجور بالرغم من أنه لا أحد يعمل من أجل الحد الأدنى للأجور في وقتنا الراهن، نعم لقد جاءت الزيادة لم تعد تهم مقارنة بالظروف التي نعيشها، إن القمع والتحرش بالنساء في بلدنا واضح جداً، إن هذا هو الجانب الذي ينعكس في الإعلام فقط، فهناك العديد من الجوانب التي لا تنعكس فيها، إن هذه الأحداث تخفي ضغوط اجتماعية وعائلية، أنا لا أقف مع الإخفاء والاختباء، لذا فإذا تعرضت المرأة للظلم والاضطهاد فعليها أن تخرج وتقول كل شيء، بهذه الطريقة فقط يمكننا وضع حد لهذه الوقائع ومواجهتها".
"لم يعد هنالك أي قيمة للحياة في البلاد"
ولا تختلف أمنيات وآمال برشين ليلى أوجناك عن سابقاتها حيث تقول "لقد كان عاماً سيئاً للغاية، لم يتمكن أي أحد من الانسجام فيها، إن الاقتصاد غير جيد على الإطلاق، ليس لدي أي توقعات إيجابية لعام ٢٠٢٣، كل ما أتمناه هو أن يكون محملاً بالسلام، كما إن ما أريد رؤيته هو حرية المرأة، فانا أدين قتل النساء، لا يمكنني حتى تشكيل جملة للإفادة بها لرجال من هذا النوع، إننا كمجتمع محكوم علينا لا يتواجد فيه حقوق للمرأة، لقد مررت بنفسي بهذه التجربة، لا يوجد شيء يستحق العيش في هذه البلاد، لا يوجد هنا شيء اسمه العدالة، كما لا يوجد شيء يسمى بالعدالة للمرأة، طالما أن هناك ديكتاتوريين يحكموننا، فالأمر صعب جداً".
"لنضع حداً لقتل النساء"
وأوضحت فيدان باموك "لم أستطع الحصول على ما أريده لنفسي أو لعائلتي هذا العام، أنا أقوم بالعمل وأعتني بأسرتي وأعيلهم، إن الظروف صعبة للغاية، بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يعملون، لا يمكن إعالة المنزل بالشكل المطلوب، إن العبء الأكبر في المنزل وفي كل مجال يقع على عاتق المرأة في المجتمع، ففي هذا العام على أي قناة إخبارية كنت أفتحها رأيت أخباراً عن العنف ضد المرأة، إلى متى سوف يستمر هذا؟ كفى، دعونا نضع حداً لذلك، لقت ناضلت النساء في ظل الجوع والموت في هذا العام، أما الآن بعد أن تجاوزت النساء هذا، يمارسون العنف على الحيوانات أيضاً ولم يسلموا منهم، لا أعرف إلى أي مدى سيذهب هذا الوضع".