ندوة رقمية تسلط الضوء على ريادة المرأة وحلول اللامركزية في سوريا

برعاية مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، عقدت ندوة رقمية عبر منصة "زوم"، ناقشت أهمية دور المرأة في صياغة الحل السياسي وقيادة المرحلة المقبلة، إلى جانب إبراز اللامركزية والديمقراطية كخيار يضمن استقرار المنطقة وحقوق مكوناتها.

مركز الأخبار ـ ركزت الندوة الرقمية التي شاركت فيها ناشطات وسياسيات إلى أهمية دور المرأة في صياغة الحل وقيادة المرحلة، في ظل الحروب والنزاعات القائمة في الشرق الأوسط وجعل من نضالها في سوريا نموذجاً مثالياً لضمان حقوقها.

برعاية مؤتمر ستار، وتجمع نساء زنوبيا نظمت ندوة رقمية عبر منصة الزوم تحت شعار "من باشور إلى روجافا ... تضامن النساء الكردستانيات من أجل سوريا حرة لا مركزية وديمقراطية"، وذلك ضمن برنامج حملة "بتحالف النساء سنبني سوريا حرة ديمقراطية لا مركزية".

وشاركت في الندوة التي عقدت مساء اليوم الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 9 ناشطات في مجال قضايا المرأة ودبلوماسيات وسياسيات من شمال وشرق سوريا ومن إقليم كردستان.

 

"المرأة الحرة تحرر الأوطان"

وبينت الناطقة باسم لجنة العلاقات والاتفاقيات السياسية لمؤتمر ستار روناهي حسن الهدف من هذه الندوة قائلة "عقدنا هذه الندوة لنتبادل النضال من أجل مناهضة السلطة، واليوم نحن هنا لنناقش واقع المرأة في سوريا وإقليم كردستان، ونوحد صفوفنا، لأن عندما لا تكون المرأة حرة لا يمكن أن تتحرر الأوطان، ووجود المرأة في أماكن صنع القرار، ليس مطلباً بل حقاً نستحقه".

وطرحت ممثلة الديانة الزردشتية في إقليم كوردستان والعراق آوات حسام الدين طيب محورها الذي تناول مخاطر صعود التيارات الدينية والإسلامية في العراق وسوريا وتأثيرها على المرأة والمجتمع والحلول للحد من هذه التيارات، وكيف ستناضل المرأة ضد هذه الذهنية محلياً وإقليمياً.

واعتبرت أوات حسام الدين طيب أن "هذه القضية تمس حاضرنا ومستقبلنا جميعاً، فتصاعد تيارات الدينية المتطرفة مؤخراً عبر بروز جماعات متطرفة تهدف الهيمنة على السياسة والمجتمع"، مشيرةً إلى أن "هذه الذهنية أضعفت دور المرأة وتهدف إلى إبعادها عن أماكن صنع القرار وفرض عليها صمتاً قسرياً".

وتطرقت إلى أساليب مواجهة هذا التصعيد المتطرف مؤكدة "لمواجهة هذه العقلية المتطرفة يلزم نضال متواصل وأعمال تنظيمية واجتماعية في المؤسسات المدنية، عن طريق إشراك المرأة فيها".

ولفتت خلال حديثها إلى خصوصية الديانة الزردشتية مبينة "تعتبر الديانة الزردشتية أقدم الديانات على وجه الأرض، وتقوم على الأخلاق، وتدعوا إلى الخير والسلام وتكرم المرأة والإنسان، وترى أن الخلق والإعمار من صفات المرأة وأساس أي مشروع ديمقراطي، تطمح لمواطنة متساوية".

 

"اللامركزية الحل الوحيد لضمان الديمقراطية في سوريا"

فيما تناولت العضوة في تحالف ندى والناشطة في مجال قضايا حقوق المرأة سارة رضا محوراً عن أهمية ريادة المرأة للمرحلة وجعل اللامركزية والديمقراطية نموذجاً للاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام.

ولفتت إلى أن الشرق الأوسط تعيش مرحلة صراع وحرب، والمرأة ضحية هذه النزاعات، مبينة خلال نصف القرن الأخير قادت المرأة نضالاً جعلت منها نموذجاً يحتذى به ليس على صعيد كردستان فقط بل على صعيد العالم، وظهرت ثمار هذا النضال في ثورة روجافا بروح فلسفةJIN JIYAN AZADî ، استناداً على أطروحات القائد عبد الله أوجلان، والذي يعتبر أول فيلسوف آمن بإرادة المرأة وطرح قضية حريتها، مشيدة "بإرادة المرأة في شمال وشرق سوريا  التي استطاعت أن تكسر شوكة داعش الذي كان يهدد أمن واستقرار العالم".

وبينت سارة رضا بأن سوريا بحاجة لنظام لا مركزي ليضمن حقوق كافة المكونات مستدركةً بأن "اللامركزية لا تعني الانفصال، بل على العكس تعتبر خطوة تحمي إرادة المجتمع وتعتبر تمثيل حقيقي لضمان حقوق كافة المكونات والأطياف".

فيما تطرقت المحاور الأخيرة من الندوة الرقمية إلى أهمية التدريب والتنظيم لتقود النساء هذه المرحلة الحساسة في الشرق الأوسط وسط الحروب القائمة، إلى جانب دور النساء الكرديات في توحيد الصف الكردي ووضع سياسة مشتركة تضمن حقوقهم.