ندوة للتعريف بمشروع "نساء نحو القيادة" في لبنان
يهدف مشروع "نساء نحو القيادة" إلى تعزيز مشاركة المرأة اللبنانية في العملية السياسية في المجالس البلدية والاختيارية والنيابية، والوصول إلى مواقع صنع القرار.

سوزان أبو سعيد
بيروت ـ على الرغم من مواجهتهن للعديد من التحديات، ترشحت بعض النساء في مناطق عدة من لبنان للانتخابات الاختيارية والبلدية والنيابية، مؤكدات أنهن ستعملن على خدمة مجتمعهن من خلال خبرتهن وعلاقاتهن الاجتماعية وكفاءاتهن.
نظمت منظمة "فيفتي فيفتي" ندوة حول مشروع "نساء نحو القيادة" لمدينتي بيروت وجبل لبنان، وذلك في بلدية سن الفيل أمس الثلاثاء 11 آذار/مارس، بمشاركة مرشحات للانتخابات البلدية والاختيارية المزمع إجراءها في أيار/مايو 2025 والنيابية في عام 2026.
وبدأت الندوة بعرض بعض عضوات البلديات إنجازاتهن في قراهن، بعدها تحدثت منسقة المشاريع في منظمة "فيفتي فيفتي" ديانا الهاني عن أهداف المشروع وأهمها تعزيز مشاركة المرأة اللبنانية في السياسة عامة وفي الانتخابات النيابية والبلدية من خلال وسائل عدة تتضمن جلسات تدريبية ومنح فرص التشبيك والدعم عبر الظهور في الإعلام وتسليط الضوء على إنجازات المرشحات، حيث سيتم تجهيز أكثر من 300 مرشحة محتملة من كافة المناطق اللبنانية والخلفيات السياسية بالمعرفة والمهارات اللازمة للترشح للانتخابات البلدية والنيابية وتعزيز حضور النساء في مواقع صنع القرار السياسي، وذلك عبر عقد جلسات توعوية في مختلف المناطق اللبنانية لتسليط الضوء على أهمية مشاركة المرأة في السياسة.
وقالت من أهداف المشروع أيضاً تزويد النساء بالمعلومات التي تحتاج إليها المرشحة وعقد جلسات تدريبية مكثفة عبر الإنترنت حول مواضيع سياسية وتقنية، بالإضافة إلى تنظيم جلسات تشبيك مع قيادات نسائية وسياسية، حيث يؤمل في نتيجة هذا المشروع زيادة نسبة المرشحات والمنتخبات في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة، وتعزيز المساواة السياسية بين الجنسين، وبناء شبكة دعم بين مرشحات محتملات وقيادات نسائية وسياسية، كما ويتضمن المشروع دعم 20 مبادرة مجتمعية مختلفة، كما تطرقت إلى موضوع الكوتا الذي قد يدعم وصول مزيد من النساء إلى البلدية وفي البرلمان.
وعلى هامش الندوة، قالت منسقة المشاريع في منظمة "فيفتي فيفتي" ديانا الهاني "نسعى من خلال مشروع "نساء نحو القيادة"، دعم النساء اللواتي تتجهن لترشيح أنفسهن للانتخابات خصوصاً النيابية، من خلال الذهاب إلى كافة المناطق وعقد جلسات استقطاب وتوعية النساء على الآلية الانتخابية والعملية السياسية ودورهن في ذلك خاصةً في التحضير للمستقبل".
وأشارت إلى أنه نظراً للعدد الكبير والشبكات التي تابعت المنظمة في السنوات الماضية تم تقديم العديد من المشاريع والتدريبات للنساء حيث استفادت أكثر من 3 آلاف امرأة من مشروع "النساء نحو القيادة" وسيتم اختيار 300 امرأة لتنضم له بهدف تعزيز قدراتها على كافة الأصعدة لتتهيأ للانتخابات النيابية في عام 2026.
وقالت عضوة الاتحاد النسائي التقدمي هلا منذر من قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان "أنا مرشحة على المقعد الاختياري لأنه لدي رسالة أريد إيصالها، على الرغم من أنني لا أتلقى أي دعم من عائلتي التي تتسم بالذكورية، وتجعلني أتردد ولا أقدم على هذه الخطوة، حيث يقولون لي (لا يوجد رجل غيرك انت للترشح لهذا المنصب)".
واعتبرت أن ترشحها للانتخابات الاختيارية هي رسالة لها كامرأة لتثبت نفسها بأي مشروع أو مجال توضع فيه "ما أتمناه لكل امرأة هو الترشح سواءً في الانتخابات الاختيارية والبلدية أو النيابية، لأننا بحاجة للمساواة بين الجنسين فنحن لسنا ضد الرجال بل على مسافة واحدة بين الرجل والمرأة".
بدورها قالت ريتا خليل من بلدة ميروبا قضاء كسروان "ترشحي على المقعد البلدي للانتخابات هو نتيجة لعملي على الأرض في بلدتي على مر السنين، أشعر أن هذا المقعد لي ولو لم أربح فأنا موجودة في ميروبا دوما"، مشيرةً إلى أنها تواجه العديد من التحديات منها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وقد اخترت ملفات عدة أهمها الملف البيئي، كونه يشكل تحدياً كبيراً بسبب وجود الكسارات والمرامل التي غيرت وجه ميروبا الطبيعي إلى مشهد ثان.
وقالت المرشحة للانتخابات الاختيارية نيكول غصن من بلدة عجلتون قضاء كسروان "أنا مرشحة على المقعد الاختياري في عجلتون وهدفي من الترشح خدمة مجتمعي من خلال خبراتي وعلاقاتي الاجتماعية والعملية، ودور المختار جذبني للغاية لأني درست الوساطة لأجل إعادة صلة الوصل وتثبيت جسور الحوار في المجتمع، ومن هذا المنطلق ترشحت، ولأن دور المختار إنماء بشري وليس دور يقتصر على العمل فحسب، أتمنى وضع خبراتي بخدمة الناس لنصل إلى النمو والازدهار".
من جهتها أوضحت الرئيسة السابقة لبلدية كفرنبرخ (قضاء الشوف ـ محافظة جبل لبنان) وسام الشامي "لا شك بأن أول تجربة خضتها في الانتخابات البلدية كانت إنجازاً وتخطيت عقبات كثيرة، لكن للأسف فالحرب التي قامت ضدي لم تسمح لي بالاستمرار فقد هناك تهديداً واضحاً بعدم السماح لي بالمتابعة، ربما لأني امرأة وعملت في 6 مجالس بلدية متتالية، فقد كان لدي 13 مشروع تمكنت من جلبها لقريتي ولم أستخدم أموال البلدية، وربما هذا ما أدى لحالة من الإحباط لبعض الرجال"، معبرةً عن سعادتها لأن العديد من العائلات اختاروها لتكون موجودة في هذه الدورة "يشرفني وجودي كمرشحة مدعومة من أغلب العائلات".
وعن التحديات التي واجهتها أكدت أن "كفرنبرخ معروفة بوجود فالق صخري ضخم منذ عام 1962، وأقر ضرورة تحويله لجلول (طريقة متبعة منذ القدم لتمهيد المناطق المنحدرة وتحويلها لأراض زراعية) لذلك فالقرية مهددة بالانقسام إلى نصفين، لذلك أعتبر هذا المشروع من أولوياتي، أما المشروع الثاني وباعتبار أن 70 % من سكان قريتي من المزارعين ولا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم، فمن الضروري فتح الطرقات، وتأمين المستلزمات المختلفة، لأننا نعود شيئاً فشيئاً للزراعة لنأكل من أرضنا لنعيش"، مؤكدةً أنها ترشحت على الرغم من أنها واجهت العديد من التحديات.
وقالت الناشطة السياسية والخبيرة في مجال الطب التكاملي كوثر شيا "أحاول تحديد إمكانية ترشحي أو عدم ترشحي، خصوصاً بوجود الكثير من العوائق، لكن المشكلة الأساسية هو إن كنت أرغب بالترشح بقرية زوجي فالأمور سهلة، لكن إن أردت الترشح في قريتي الأم، فلا زال سكانها غير مقتنعين بالقانون الذي أقر في العام 2017، والذي يمكنني من الترشح في قريتي الأم، وهذه أولى التحديات، أما التحدي الثاني فهو تشكيل اللائحة ووجود أشخاص حولك، فما النفع من النجاح والفوز وليس حولك فريق عمل نتعاون فيه معاً لخدمة القرية والبلد، والأهم هو الأشخاص العاملون في البلدية منذ زمن بعيد بأسلوب رجعي".