نازحات سري كانيه يطالبنَّ بعودة آمنة

نظم مجلسي مخيمي سري كانيه وواشوكاني، مسيرة حاشدة في مخيم واشوكاني بريف مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا استنكاراً للاحتلال التركي على مدينة رأس العين/سري كانيه والمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان

الحسكة ـ
خرج نازحي مخيمي واشوكاني، وسري كانيه اليوم السبت 9 تشرين الأول/أكتوبر بمسيرة حاشدة ضمن فعاليات حملة "عودة من دون احتلال" التي أعلن عنها أمس الجمعة 8 تشرين الأول/أكتوبر، من خلال بيان تم إلقاءه في مخيم واشوكاني.
قالت عضو مجلس مخيم واشوكاني مها شيخموس أن المسيرة نظمت تنديداً بالاحتلال التركي على مدينة رأس العين/سري كانيه منذ عامين وكذلك المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان "نستذكر اليوم مرور عامين على الاجتياح التركي لمناطقنا وكذلك مرور 23 عاماً على بداية المؤامرة على القائد عبد الله أوجلان الذي سجن دون سبب أو جرم يعاقب عليه القانون".
وأضافت "نطالب المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال التركي، وكذلك الهجمات الإرهابية وإعادتنا إلى أراضينا"، واستدركت بالقول إنهم لم يجدوا حتى اليوم أي رد فعل من المجتمع الدولي رغم استمرار المطالبات "رغم  أن المجتمع الدولي والمنظمات التابعة له مطلعة على الوضع في المخيم، وأقاموا عدة مؤتمرات وندوات حوارية إلا أنهم لم يبدوا أي استعداد لإنهاء معاناة الأهالي".
وعن الوضع في المخيم قالت إن الإدارة الذاتية تحاول تأمين ما تستطيع حسب إمكانياتها إلا أن هناك نقص كبير ولا يوجد دعم من المنظمات الإنسانية ولا من أي جهة.  
وقالت عضو مجلس مخيم واشوكاني ناريمان إبراهيم "هجرنا قسراً من بيوتنا منذ عامين والتجأنا إلى مخيم واشوكاني، ونظمنا العديد من الفعاليات والمسيرات ووجدنا تفاعل كبير من قبل النازحين. هدفنا هو تحرير أراضينا من الاحتلال التركي".
وعلى هامش المسيرة قالت فوزية عيسى محمود (36) عاماً وهي نازحة من قرية الطويلة في مدينة رأس العين/سري كانيه منذ عامين "نزحنا من بيوتنا سيراً على الأقدام لمدة يومين ووصلنا القرى القريبة من مدينة الحسكة وبقينا هناك فترة حتى افتتح مخيم واشوكاني وانتقلنا إليه".  
وعن الوضع في المخيم قالت "في الصيف نعاني من ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه، وفي الشتاء الخيمة لا تحمينا من المطر لذلك اتجه البعض من النازحين لبناء غرف من الطين تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء".
ومن جهتها قالت أركان الأحمد (39) عاماً وهي نازحة من قرية تربو الواقعة بين مدينتي تل تمر ورأس العين "عندما بدأ القصف على قريتنا خرجت مع أطفالي الخمسة بثيابنا فقط سيراً على الأقدام حتى وصلنا إلى الطريق العام، ومن ثم أقلتنا سيارة وأوصلتنا إلى كراج تل تمر ومن ثم إلى الحسكة. بقيت عند أهلي ثم التجأت إلى المخيم".   
إحدى النازحات كانت تضع الإسمنت حول خيمتها عندما طلبنا منها الحديث لنا، قالت بحزن إنها ترفض الكلام لأنه يثير ذكرياتها المؤلمة قائلة إن الشكوى لا تفيد بشيء طالما لا أحد يستطيع مساعدتهم على العودة. 
ترفة محمود علوه وهي نازحة من قرية كنيهب طالبت بتأمين حياة آمنة للعودة إلى منازلهم "نحن نازحون منذ عامين ونود العودة إلى أراضينا ولكن لا يوجد مأوى لنا؛ لأن الاحتلال التركي دمر بيوتنا ونهب أملاكنا، فحتى إن تحررت أرضنا نطالب بتأمين سكن قبل العودة".
يذكر أن مخيم واشوكاني الذي يقع على بعد 30 كم من مدينة الحسكة في بلدة توينة، و12 كم على طريق تل تمر افتتح في بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وضم 1900 عائلة و12200 شخص.  
وعملت الإدارة الذاتية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي على تقديم المستلزمات اللازمة للمهجرين حسب الإمكانيات المتوفرة في ظل تقاعس المنظمات الدولية عن تقديم المساعدة لهم.