ناشطة تشدد على ضرورة تشكيل كونفدرالية نسائية على مستوى الشرق الأوسط

قالت جيان حسين عضوة منسقية مجلس المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا إن قرن الإبادة الجماعية بدأ ضد قرن حرية المرأة، لذا حان الوقت لتأسيس الكونفدرالية النسائية.

سوركل شيخو

قامشلو ـ دخلت الحركات والمنظمات النسائية على مستوى الشرق الأوسط والعالم، مرحلة النضال المشترك مع ثورة المرأة 19 تموز، إلى ماذا تحتاج المرحلة، وكيف ينبغي أن يتم النضال، وكيف ينبغي للمفاوضات أن تتقدم، وما هو دور وسائل الإعلام في خلق أجندة رئيسية للمرأة؟.

 

"تتعرض لقمع الحقوق والضغوط الأمنية"

قالت عضوة منسقية مجلس المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا جيان حسين إن نضال المرأة مر بمراحل عديدة "سورية إحدى دول الشرق الأوسط، ولسنا بعيدين عن وضع المرأة في الشرق الأوسط لأنه كان هناك العديد من الانتفاضات النسائية، كما ولدت التضحيات، لكننا لا ننسى أن كل امرأة متمردة تعرضت لاضطهاد الحقوق والضغوط الأمنية حتى لا تبني نظامها الخاص ولا تشارك في النظام العام، وفي خضم الأزمة التي شهدها الشرق الأوسط في القرن الأخير، لا تحظى المرأة بالاحترام ويتم إعاقة قيادتها بحيث تظل دائماً ضعيفة من حيث الإدارة والتنظيم الذاتي".

وركزت على تصريحات القائد عبد الله أوجلان حول المرأة، حيث قال "إن القرن الحادي والعشرين هو قرن حرية المرأة"، مضيفةً "في كردستان، قامت المرأة ببناء نظامها الخاص وقادت الثورة والحرب العسكرية في إقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك في المجال الدبلوماسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيرها، تمكنت من تحديد مسار لنفسها، كما تركت ثورة روج آفا بصمتها على التاريخ وأثرت على نساء الشرق الأوسط أيضاً، وإذا رأينا اليوم جهود المرأة على مستوى الشرق الأوسط في التنظيم والتواصل مع نساء إقليم شمال وشرق سوريا، يجب أن نعلم أن هذه هي بذور ثورة المرأة، ولكي يصبح هذا القرن قرن حرية المرأة، لا بد من تضامن المرأة والخطوة الأولى نحو هذا الاتحاد هو أن تعود وتقرأ تاريخها وتكتشف أين فقدت قوتها، وستجدها هناك".

 

نضال المرأة وتمردها في الشرق الأوسط

وعن الانتفاضات والحركات والمنظمات النسائية في دول الشرق الأوسط، قالت "من العراق ومصر ولبنان وفلسطين إلى الجزائر، في كل مكان هناك الأزمات والحرب والصراع والقتل، ومن يدفع الثمن هم النساء والأطفال. إذا تحدثنا عن فلسطين رغم الاعتداءات وسفك الدماء الحالية، فسنرى أن المرأة لم تتخلى عن مقاومتها ونضالها، وبعد عشرين عاماً مشرقاً، سقطت أفغانستان مرة أخرى في وضع سيئ مع حركة طالبان. يفرضون مثل هذه الظروف على المرأة ويحاولون منع نضالها، لكن هذه المرة لم تستسلم تماماً، فالآن هي في خضم التمرد والمشاركة في تغيير المجتمع، وأيضاً في إيران، وتحت اسم شرطة الأخلاق، قُتلت جينا أميني، فاندلعت انتفاضة وامتدت أولاً إلى الشرق الأوسط ثم إلى العالم".

واستذكرت جيان حسين قرارات إعدام الناشطات والصحفيات في شرق كردستان وإيران "من الواضح جداً مدى خوف أعداء المرأة من القرن الحادي والعشرين، فإذا صدرت قرارات بإعدام النساء في هذا القرن، فلا ينبغي لجميع المنظمات الحركات النسائية أن تقبل بذلك، ويجب أن ترفضه جميع النساء وتعزيز الحوار والعلاقات، ونظراً لأن التجربة التي عاشتها نساء كردستان ونساء الشرق الأوسط لا تختلف عن بعضها البعض، نحتاج إلى أن نستمد القوى ونستفيد من مقاومة ونضال بعضنا البعض".

وأضافت إن تضامن واتحاد النساء هو تمرد ضد أنظمة السلطة التي تنتهك حقوق المرأة وتعارض السلام والمساواة والعدالة، لذلك تخلق الدولة الكثير من العوائق أمام النساء حتى لا يجتمعن مع بعضهن البعض "ينبغي أن نكون قادرين على الاستماع إلى بعضنا البعض أكثر من خلال برامج الإنترنت، ونعرف ما هو مطلوب لهذه المرحلة، وما هي البلاد التي تحتاج نسائها إلى الدعم لأن قضية المرأة واحدة، ومن أجل جعل هذا القرن حقاً قرن حرية المرأة ويصبح بديلاً لنظام السلطة الأبوية، وتحقيق الحرية والمساواة والعدالة، ينبغي تعزيز علاقات المرأة ودعم الأرضية التي تم بناؤها".

 

دور الصحافة والإعلام في توثيق وبناء أجندات المرأة

ولفتت جيان حسين إلى دور الإعلام في بناء أجندات المرأة "هناك قصور من جهة الإعلام ولا يقوم بدوره على المستوى المطلوب. الحوادث المتعلقة بالمرأة ليست هي الأجندة الرئيسية للصحافة، وضد قرن حرية المرأة بدأ قرن إبادتهن ويجري تنفيذ ذلك رسمياً ولذلك، فإن توثيق العديد من الجرائم ضد النساء أمر مهم للغاية حتى نتمكن في المستقبل من القول في المحاكم أن النساء تتعرضن للقتل والشنق والاغتصاب في العديد من البلدان. يجب أن تكون وسائل الإعلام الحالية هي آذان وأعين ولسان النساء. لا ينبغي تغطية الأحداث النسائية بالأخبار الروتينية، بل يجب أن تصبح أجندة عالمية ويجب أن تتابعها المنظمات النسائية، وإذا أصبحت تلك الأحداث أجندة عالمية، فإن المؤسسات الدولية والقانونية ومؤسسات حقوق الإنسان ستشعر بالمسؤولية وتهتم بها بالإضافة إلى ذلك، سيتم تسليم الوثائق إلى الجهات المعنية، وحينها سيتم محاسبة قتلة النساء والدول التي ارتكبت الانتهاكات والمجازر".

وقالت إن الوقت قد حان لتأسيس الكونفدرالية النسائية "بالمقاومة المشتركة، سينمو نضال نساء العالم. يجب أن نكون حذرين ونعزز تضامننا في مواجهة المرحلة التي نمر بها. يمكننا أن نبني نظاماً ديمقراطياً متساوياً وحراً في المجتمع ونصل إلى القرن الذي تحدث عنه القائد أوجلان. هناك حاجة إلى إنشاء كونفدرالية نسوية وضمان دعم المرأة حتى نعمل بموقف وقرار واحد ولا نخالف معايير المرأة، لذلك حان الوقت لتشكيل كونفدرالية نسائية على مستوى الشرق الأوسط في البداية من أجل التأثير على العالم أجمع ووضعها موضع التنفيذ".