مؤتمر صحفي في اليمن يكشف عن انتهاكات جسيمة ضد الصحفيين
أكدت عدة صحفيات خلال مؤتمر في اليمن على أن الصحفيات أكثر تعرضاً للانتهاكات والمضايقات بحكم بيئة العمل، والعادات والتقاليد اليمنية.

رانيا عبد الله
اليمن ـ أطلق مرصد الحريات الإعلامية في اليمن أمس الخميس 20 أذار/مارس، تقريراً حقوقياً بعنوان "محاكمات يغيب عنها القانون"، وسلط الضوء حول واقع الصحافة والإعلام في اليمن، والتحديات التي تواجه الصحفيين والصحفيات والعاملين في المجال الإعلامي.
جينت وندمان مسؤولة الأمن وإنفاذ القانون في سفارة مملكة هولندا في اليمن أكدت خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه مرصد الحريات الإعلامية (مرصدك) لإطلاق تقريره السنوي، أن الوضع لايزال صعباً؛ فالمخرجات تؤكد أنه لا تغيير مقارنة بالأعوام الماضية "تبدو المؤشرات سلبية، لكننا من خلال تعاوننا لدعم الصحفيين نسعى لتحقيق أي نجاح مستقبلي من أجل صحافة يمنية مستقلة".
ووثق التقرير 98 انتهاكاً خلال عام 2024، شملت جرائم خطيرة أبرزها اعتراف تنظيم القاعدة بإعدام الصحفي محمد المقري، إضافة إلى 15 حالة اعتقال، و6 حالات احتجاز مؤقت، و3 حالات اعتداء، و17 حالة تهديد، و40 حالة استجواب ومحاكمة أمام جهات غير مختصة. كما أصدرت محكمة تابعة للحوثيين حكماً بالإعدام على الصحفي طه المعمري، مع مصادرة ممتلكاته دون أي سند قانوني، التقرير كشف أيضاً عن استهداف 6 مؤسسات إعلامية، من بينها قصف إذاعتي "ريمة" و"الحديدة FM" من قبل الطيران الأمريكي، إضافة إلى 9 انتهاكات أخرى متفرقة.
وأوضح التقرير التجاوزات القانونية التي تمارسها الجهات الأمنية والقضائية بحق الصحفيين، مما أثر سلباً على واقع الصحافة في اليمن.
عمل الصحفيات أكثر خطورة
وعلى هامش المؤتمر قالت الصحفية لمياء الشرعبي "تزداد المخاطر ضد الصحفيين في اليمن وخاصة على الصحفيات، حيث أن بيئة العمل بيئة خطرة وتحد من العمل الصحفي وحرية التعبير".
وأضافت "هناك الكثير من القيود التي تقف عائق أمام عمل الصحفيات، منها القيود المجتمعية والقيود الأمنية التي تتعرض لها الصحفيات خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين".
من جهتها قالت الإعلامية آفاق الحاج "نشارك اليوم مرصد الحريات الإعلامية إطلاق تقريره السنوي الخاص بالانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين، أكثر ما لفت انتباهي في هذا التقرير المحاكمات الغير قانونية التي تطال الصحفيين، وهذا يشير إلى حجم تطور الانتهاكات بحق الصحفيين".
وأوضحت "أن الصحفيات أكثر تعرضاً للانتهاكات والمضايقات بحكم بيئة العمل، والعادات والتقاليد اليمنية فتتضاعف هذه التحديات وتتنوع بالنسبة للصحفيات منها التحديات الأمنية والمجتمعية والأسرية وغيرها من التحديات"، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الصحفيات مازلن تعملن رغم هذه التحديات، لكنها تظل عائقاً كبيراً أمام عملهن".
وأعربت الإعلامية نعائم خالد عن فرحها لإقامة مثل هذه الفعاليات وإطلاق التقرير الذي يوضح حجم الانتهاكات التي تطال الصحفيين والصحفيات، موضحة "أن هناك انتهاكات تتضاعف ضد النساء سواء الكترونياً أو أثناء العمل في الميدان".
وكشف المدير التنفيذي للمرصد أن الصحفيين في اليمن تعرضوا لـ 2,613 انتهاكاً خلال العقد الأخير، كان الحوثيين مسؤولين عن 1,881 منها، بما في ذلك حجب أكثر من 200 موقع إخباري، مما جعل المناطق الخاضعة لهم خالية تماماً من الإعلام المستقل أو المعارض، أما الحكومة المؤقتة المعترف بها دولياً فقد سجلت 342 انتهاكاً.
وخرد التقرير بعد توصيات منها ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية ومحلية مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وإيجاد آليات قانونية فعالة لإنهاء الإفلات من العقاب، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الصحفيين ووقف الانتهاكات التي تهدد حرية الإعلام في البلاد.