مؤتمر "نحو سوريا الواحدة الموحّدة" في السويداء... دعوة للحوار والوحدة الوطنية
بهدف تعزيز الحوار الوطني، وترسيخ مفاهيم السلم الأهلي، والتأكيد على وحدة البلاد، شهدت مدينة السويداء السورية انطلاق فعاليات مؤتمر "نحو سوريا الواحدة الموحّدة" بمشاركة واسعة من شخصيات دينية واجتماعية ومدنية وممثلو منظمات المجتمع المدني.

روشيل جونيور
السويداء ـ أكدت المشاركات أن المؤتمر كان مساحة لطرح رؤيتهم كسوريين، ومحاولة لتصحيح المفاهيم التي حاول البعض تشويهها حول موقف السويداء من الخط الوطني السوري "حمل المؤتمر رسالة وطنية راقية، وكان الهدف الأساسي منه هو أن يتحدث أبناء السويداء بصوت واحد يعبر عن كرامة وحقوق أبنائه".
انطلقت مدينة السويداء السورية أمس الثلاثاء 17حزيران/يونيو فعاليات مؤتمر "نحو سوريا الواحدة الموحّدة"، بتنظيم من مغتربين من أبناء المدينة، شارك فيها شخصيات دينية، اجتماعية، ومدنية، وحضره ممثلون عن مشيخة العقل، ووجهاء من مختلف المكونات، وممثلو منظمات المجتمع المدني، بهدف تعزيز الحوار الوطني، وترسيخ مفاهيم السلم الأهلي، والتأكيد على وحدة البلاد.
وتخلل المؤتمر جلسات نقاش مفتوحة بين المشاركين، ركزت على ضرورة تجاوز الخلافات، وبلورة رؤية سياسية مشتركة تنبع من الداخل السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية، وأكد المشاركين على أن المطالب التي يريدها أبناء السويداء هي مطالب محقة نابعة من هموم واقعية، مطالبة بحقوقهم كشركاء في النصر لا كغرباء "لن نقبل بأن تفرض علينا قوانين من خارج سياقنا الوطني".
وعلى هامش المؤتمر قالت عضوة اللجنة التحضرية للمؤتمر ميساء العبد الله، إن المؤتمر وصل إلى مرحلته الأخيرة وهي انتخاب الأمانة العامة، مشيرةً إلى أنه تم طرح أسماء المرشحين، ووافقت الهيئة العامة المؤلفة من نحو 128 عضواً على آلية الانتخاب، حيث سيتم اختيار 31 عضواً يشكلون الأمانة العامة، لتقسم لاحقاً إلى 3 لجان رئيسية "المؤتمر كان ناجحاً، شهدنا حواراً سورياً خالصاً، تضمن طروحات تعكس تطلعات أبناء السويداء وسوريا بأكملها، الجميع أكد على وحدة سوريا وأن السويداء جزء لا يتجزأ منها".
من جانبها أكدت لبنى الباسط من "تجمّع شباب سوريا الأحرار" على أهمية المؤتمر من حيث التمثيل المدني والسياسي، مشيرةً إلى أن الدعوة شملت مختلف النقابات والتيارات السياسية، وكان تمثيل المرأة واضحاً ومؤثراً "نحاول اليوم أن نعكس صورة لمدينة السويداء، ونطالب بدولة مدنية حقيقية، المؤتمر هو مساحة لطرح رؤيتنا كسوريين ومحاولة لتصحيح المفاهيم التي حاول البعض تشويهها حول موقف السويداء من الخط الوطني السوري".
ولفتت إلى أن مدينة السويداء كانت وما تزال جزءاً أساسياً من المشروع الوطني السوري، لكنها تجد نفسها دوماً في موقع الدفاع لإثبات وطنيتها "هناك خلافات مع السلطة لكنها لا تنفي الانتماء للدولة السورية، لذلك نريد تفعيل الحالة التنظيمية من خلال مخرجات هذا المؤتمر، للوصول إلى عمل مؤسساتي منسق مع الوزارات، نؤمن أن بناء الدولة يحتاج لجهد وعمل طويل من الطرفين، وعلينا تجاوز حالات التجييش وردات الفعل".
أما أسيمة النبواني وهي إحدى المشاركات في المؤتمر فقد أكدت على أهمية عقد هذا المؤتمر بعد فترة من الاستعصاء السياسي والتوترات بين أبناء المدينة ومؤسسات الدولة "كنا بحاجة لهذا اللقاء لنضع خارطة طريق جديدة، تعالج الأزمات الداخلية وتواجه التحريض الطائفي الذي أضعف النسيج الاجتماعي، أن المؤتمر شكل منصة حقيقية للتعبير عن الرؤى متمنية أن تؤتي الجهود ثمارها، وألا تذهب هذه المبادرة سدى، أتمنى أن يتوحد الصف وتنظم الحالة الأمنية في سوريا".
أما المشاركة تيجان شلهوب فأكدت أن المؤتمر ناقش ملفات حساسة، من أبرزها تفعيل الضابطة العدلية في السويداء، تنظيم الفصائل المحلية، إعادة طلاب الجامعات إلى مقاعد الدراسة، توحيد الموقف والكلمة داخل المدينة "حمل المؤتمر رسالة وطنية راقية، وكان الهدف الأساسي منه هو أن يتحدث أبناء السويداء بصوت واحد يعبر عن كرامة وحقوق أبنائها، ويعكس التزامها بوحدة سوريا".