معتقلات إيرانيات تعربن عن قلقهن بشأن أزمة المناخ

أعربت معتقلات إيرانيات عن قلقهن البالغ إزاء قضية تغير المناخ وحقوق الأجيال القادمة في العيش في عالم آمن وصحي.

مركز الأخبار ـ طالبت ناشطات وحقوقيات معتقلات في سجن إيفين بإيران، بحماية البيئة والتعامل مع الأخطار التي تهدد مستقبل البلاد بسبب تغير المناخ، ودعين الجميع لدعم تلك المطالب والانضمام إلى "حركة المناخ" في العالم.

وجهت مجموعة من المعتقلات في سجن إيفين بإيران، رسالة جماعية أمس السبت 1 نيسان/أبريل، أعربن فيها عن قلقهن بشأن الظروف المناخية والبيئية في إيران.

ومن الموقعات على الرسالة الجماعية نرجس محمدي، سبيده قليان، ناهد تقوي، فاريبا كمال أبادي، مريم حاج حسيني، ويدا رباني، فايزة هاشمي، نيلوفر بياني، سبيده كاشاني، مهوش ثابت، زهرة زهتابجي، فاطمي متني، سارة أحمدي، رها عسكر زاده، نوشين جعفري، نرجس ظريفيان، جيلا مكوندي، موزجان إينانلو، وعسل محمدي.

وجاءت في الرسالة الجماعية "تعد البيئة من أهم اهتمامات البشرية وقد تشكلت حولها العديد من الحركات باعتبارها تحدياً عالمياً كبيراً، كانت "حركة المناخ" واحدة من أكثر الحركات تأثيراً وشمولية حول العالم وترتبط ارتباطاً وثيقاً بمختلف جوانب الحياة البشرية".

وأوضحت الرسالة أنه "وفقاً للأدلة التي لا جدال فيها، فإن تغير المناخ هو نتيجة الأنشطة البشرية؛ لذلك نعتقد أن الحفاظ على البيئة أمر حيوي ليس فقط لبلدنا ولكن أيضاً للعالم، ولا يمكن ولا ينبغي تجاهله"، مشيرةً إلى أن انبعاث الغازات الدفيئة من ثنائي أكسيد الكربون والميثان الناجم عن الوقود الأحفوري بما في ذلك النفط والغاز، وتدمير النظم البيئية الطبيعية تؤدي إلى حدوث تغيرات مناخية غير مسبوقة وظاهرة الاحتباس الحراري "إن لتلك التغيرات آثار مدمرة واسعة النطاق على حياة الإنسان والحيوان والنبات. الظروف خطيرة للغاية لدرجة أن الحياة على كوكب الأرض تعرضت لتغيرات مدمرة لا يمكن السيطرة عليها على نطاق لا يصدق".

وأشارت الرسالة إلى أن "الجميع في وضع حرج الآن، لأن العقد القادم سيكون حاسماً للمسار العالمي الذي يتجه نحو كارثة مناخية في الوضع الحالي. إن إيران تتشاور وتتخذ قراراً هاماً بشأن مساهمة بلادنا في منع أو تفاقم هذه الأزمة. بالنظر إلى هذه الأحداث المهمة، نعلم أنه من واجبنا أن نشارك معكم قلقنا البالغ بشأن قضية تغير المناخ وحقوق الأجيال القادمة في العيش في عالم آمن وصحي، وحول العملية التي تهدد مستقبل البلاد. والحياة على كوكب الأرض".

وأضافت "لسوء الحظ، يجب الاعتراف بأن إيران التي تحتل المرتبة السادسة في العالم، ليست فقط واحدة من أكبر منتجي غازات الاحتباس الحراري، ولكنها أيضاً واحدة من أكثر الدول عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، وانبعاث ثنائي أكسيد الكربون. في الوقت نفسه، إيران عرضة للجفاف، وندرة المياه، والغبار الناعم، والعواصف الترابية، والفيضانات المفاجئة وغيرها من الظواهر الجوية الشديدة التي تتفاقم بسبب تغير المناخ ولها آثار مدمرة على الزراعة والاقتصاد وإمدادات مياه الشرب والصحة".

ولفتت الرسالة إلى أنه حتى الآن تم إهدار العديد من الفرص ولم يقم المجتمع الدولي بمنع حدوث الكوارث بشكل فعال ولكن في السنوات الأخيرة تعهدت العديد من البلدان بالتزامات أكثر جدية تحت ضغط مطالب "حركة المناخ"، مشيرةً إلى أنه في غضون ذلك، لم تفشل إيران في الوفاء بالتزاماتها الضرورية فحسب، بل قد تنسحب أيضاً من التزاماتها المحدودة من أجل الاستمرار في تطوير صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات الملوثة كما في الماضي، وبدلاً من تقليل الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإن مكب "أرادكوه" في جنوب طهران وحده أصبح أحد أكبر ثلاثة مصادر لغاز الميثان في العالم، وهو ثاني أخطر الغازات الدفيئة ويسبب 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقالت السجينات السياسيات "نحن سجناء هذا السجن السياسيون والعقائديون والناشطون الاجتماعيون والبيئيون، نعبر بقوة عن حرصنا على مستقبل بلادنا وأطفالنا. على الرغم من الصعوبات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي ألقت بظلالها على حياتنا كلها، فإننا نطالب بتحقيق أهداف اتفاق باريس والالتزامات والتدابير اللازمة. نطلب من جميع مواطنينا الانتباه إلى القضية الحيوية لتغير المناخ مع فهم أعمق لإلحاح الوضع الحالي واعتباره جزءاً مهماً من مطالبهم".

ودعت السجينات من خلال الرسالة إلى "الانضمام لحركة المناخ العالمية، فمن خلالها يمكننا أن نصبح جزءاً من الحل بدلاً من أن نكون جزءاً من المشكلة. لذا يجب التحول من الوقود الأحفوري والتوجه نحو استخدام قدرات الدولة في مجال الطاقة المتجددة (الشمسية وطاقة الرياح)".

وطالبت الرسالة بـ "حماية واستعادة أنظمة امتصاص ثنائي أكسيد الكربون للرافعة (الغابات والأراضي الرطبة ومستودعات المياه الجوفية المرجانية في الخليج الفارسي، إلخ) والتنوع البيولوجي الذي يضمن صحتها. والتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون وتنمية مستدامة، والحد من مخاطر الظواهر الجوية المتطرفة من خلال إدارة العواصف وحماية النظم البيئية، واتخاذ إجراءات التكيف الأساسية مع الآثار الحتمية لتغير المناخ في الصناعات الزراعية، والإدارة المتكاملة للمياه وما إلى ذلك.