مستقبلٌ مظلم ينتظر النساء الأفغانيات تحت حكم طالبان
تفاقم القلق الدولي بشأن الانتهاكات التي تُرتكب بحق الأفغانيات بعد خضوع العاصمة كابول لسيطرة طالبان، والمجتمع الدولي يشكك في الوعود التي قطعتها طالبان
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/08/20220306-208202111111-jpga77567-image.jpg)
مركز الأخبارـ .
صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس 19 آب/أغسطس، أن شن حرب في أفغانستان لا يوفر حلولاً حيال انتهاكات حقوق المرأة بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وأوضح جو بايدن في مقابلة بثتها قناة "إيه بي سي" الأميركية، أن "مقولة أننا سنتمكن من ضمان حقوق المرأة في العالم من خلال القوة العسكرية غير سليمة".
وتابع "انظروا إلى ما يجري للأويغور في غرب الصين، انظروا إلى ما يجري في أرجاء أخرى من العالم"، مشدداً على أن السبيل لمكافحة انتهاكات حقوق المرأة "ليس الاجتياح العسكري".
وأشار إلى أن "وسيلة التصدي لهذه المسألة هي ممارسة الضغط الاقتصادي الدبلوماسي والدولي عليهم، من أجل أن يغيروا سلوكهم".
ونوه إلى أن عدداً كبيراً من النساء يحاولن مغادرة أفغانستان عبر رحلات الإجلاء الجويّة الأمريكية في مطار كابول، وأوضح أنه حضّ مستشاريه على وضعهن في الطائرات وإجلاء عوائلهن "ينبغي علينا إجلاء ما أمكننا".
ومن جانبه أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بيانٍ مشترك أصدرته إلى جانب 20 دولة أخرى، الأربعاء 18 آب/أغسطس، عن القلق البالغ بشأن وضع النساء الأفغانيات، وحث طالبان على تجنب كل أشكال التمييز وسوء المعاملة تجاه النساء والحفاظ على حقوقهن.
وأشار البيان إلى أن "النساء الأفغانيات مثل جميع الأفغان، يستحقن العيش بأمان وكرامة، ويجب تجنب جميع أشكال التمييز وسوء المعاملة إزائهن".
وسط الانتهاكات التي ارتكبها طالبان بحق النساء الأفغانيات، وتزايد القلق في المناطق التي اتجه نحوها، خشية منهم لتكرار الانتهاكات الوحشية التي تعرضت لها النساء في ظل حكم طالبان السابق.
وقد تعرضت صور النساء على واجهات المحلات في كابول الأربعاء 18 آب/أغسطس، للتشويه والحجب في علامة على التغير السريع الذي يشهده وجه العاصمة الأفغانية مع خضوع كابول لحكم طالبان.
وكانت قد انتشرت المئات من صالونات التجميل في جميع أنحاء كابل، في العقدين الماضيين منذ إطاحة الولايات المتحدة بحكم طالبان عام 2001، حيث أقدم صاحب أحد تلك المتاجر على تبييض جدرانه الخارجية لتغطية الإعلانات التي تظهر وجوه النساء، ليتكرر هذا الفعل من قبل متاجر أخرى التي رشت واجهات محلاتها بطلاء أسود.
فخلال حكم طالبان سابقاً والذي دام خمس سنوات، حرم الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والنساء من مخالطة الرجال ورجموا المتهمات بالزنا حتى الموت، إلا أنه وبحسب تصريح أحد قادتها، تعهدت طالبان باحترام حقوق المرأة بما تمليه الشريعة.
لكن الأفغان وكذلك المجتمع الدولي يشككون بمثل هذه الوعود، فيما يضع معلقون خطوطاً كثيرة تحت عبارة "وفق الشريعة الإسلامية" إذ يعتبرونها عبارة فضفاضة في ظل التفسيرات المتشددة للدين الإسلامي التي تتبناها طالبان.
ومزاعم احترام حقوق النساء بدأ يظهر على العيان،بعد أن نشرت المذيعة الأفغانية شابنام دوران مقطع فيديو، تستنجد فيه قائلة "لمن يستمع لي، إذا كان العالم يسمعني أرجوكم ساعدونا لأن حياتنا في خطر"، وذلك على خلفية منعها من العمل في القناة التي تعمل فيها، وكذلك قتل امرأة لعدم ارتدائها النقاب.
بالإضافة إلى أن مقطع فيديو نشر على نطاق واسع أمس الخميس، على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق ظهور أحد عناصر حركة طالبان وهو يضحك ويطلب منها إيقاف التصوير، كرد فعل بعدما وجهت له مذيعة سؤالاً قالت فيه "هل سيقبل النظام حصول النساء على أصوات في انتخابات ديمقراطية؟".
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن ما ظهر في الفيديو يفند كل مزاعم تغير عقيدة طالبان بشأن تعاملها مع النساء.
واحتجاجاً على سيطرة طالبان على الحكم، نظمت تظاهرات في ذكرى الاستقلال في مناطق أفغانية عدة، ورفع متظاهرون العلم الوطني في عيد الاستقلال كتحدٍ لحكمها، ولا سيما في المدن الكبرى بولايات شرق البلاد والعاصمة كابول، وحسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، فإن النساء كن متصدرات للمشهد، حيث خرجت مجموعة من النساء والرجال شوهدوا وهم يرفعون علم أفغانستان قرب حي وزير أكبر خان.
كما أثارت الانتهاكات التي ترتكب في أفغانستان موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ونظمت تظاهرات في مدن حول العالم دعماً للمدنيين الأفغان وللنساء والفتيات على وجه الخصوص.