مشغولات وزاويا مختلفة للنساء مجتمعة في "بازار غزة"

تترجم كلمة بازار المشتقة من الفارسية بالمعجم العربي على أنه سوق عام تُباع فيه جميع أنواع البضائع

رفيف اسليم
غزة ـ تترجم  كلمة بازار المشتقة من الفارسية بالمعجم العربي على أنه سوق عام تُباع فيه جميع أنواع البضائع، من هنا جاءت فكرة إنشاء معرض لعدد من الشابات الفلسطينيات اللواتي ما زلن في مقتبل العمل ليساعدن غيرهن من النساء صاحبات المشاريع الصغيرة على تسويق منتجاتهن عبر معرضهن الأول الذي أطلقن عليه اسم "بازار غزة" الذي أنطلق أمس الأحد 13شباط/فبراير، وسيستمر لثلاثة أيام على التوالي.
تقول هديل حماد صاحبة شركة العنقاء للخدمات الإعلانية والإعلامية أحد الشركات الراعية للمعرض ومنسقة  المشروع أن "بازار غزة" يقام لأول مرة من قبل فريقها على أرض الشاليهات في قطاع غزة لدعم المشاريع الصغيرة للنساء بمشاركة  150 زاوية مختلفة تضم المشغولات اليدوية والأطعمة والمطرزات والإكسسوار والشمع والهدايا والكتب إضافة للعديد من المشاريع المتعلقة بتقديم الخدمات الإلكترونية والإعلانات. 
وأشارت هديل حماد إلى أن غالبية تلك المشاريع أو الزوايا تتبع لخريجات أنهوا تخصصاتهن الجامعية ربما بتقدير مرتفع ولم يجدن فرص عمل فقررن البدء بمشاريعهن الخاصة كي لا تذهب أعمارهن سدى في انتظار الوظيفة، لافتة إلى أن تلك المشاريع تساعد كل امرأة على إظهار ما لديها من إبداع، كما له دور كبير في توطيد العلاقة بين المنتج والمستهلك وبالتالي زيادة الثقة وتسهيل التعامل بين الطرفين المبني على المحبة والاحترام.
ووجهت هديل حماد رسالة إلى جميع الفتيات أن يبدأن مشاريعهن الخاصة دون الخوف من الوضع الاقتصادي أو المعوقات الأخرى التي سيواجهنها لأنهن مع المحاولة المستمرة سيتمكن من التغلب عليها، لافتة إلى أن كل فتاة أو امرأة تدور في ذهنها فكرة ما قد تكون بداية الطريق في العمل والاستقلال المادي، فيما ستستمر هي في دعم تلك الفتيات ومشاريعهن من خلال شركتها المختصة بالحملات الإعلامية والتسويق.
ورغبت عروب أبو شوارب أن تستغل تخرجها من تخصص ديكور وتصميم وتحوله من مساق درستها في الجامعة إلى مشروع خاص بها عن طريق التركيز على مجال الجرافيك دون غيره وتدعيم قدراتها بعدة دورات مختصة لتستطيع بعد فترة وجيزة أن تنتج عدة تصميمات لشركات وتعرضها عبر صفحة أنشأتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها كانت سعيدة بتلك البداية التي مكنتها فيما بعد من تحقيق حلمها.
وأوضحت عروب أبو شوارب أنها استطاعت فيما بعد العمل مع شركات في دولة عربية مختلفة كالإمارات والأردن وغيرها من خلال انتاجاها لعدة أعمال كالهوية البصرية والشعار الخاص بالمؤسسة أو الشركة إضافة للبطاقات الخاصة بسيدات ورجال الأعمال ودعوات الزفاف ورسم الشخصيات من خلال الحاسوب المشابه للوحات اليدوية، مشيرة إلى أنها تشعر بالرضا عن نفسها عندما تجمع صورة شخص قد وافته المنية مع آخر حي خاصة عندما تكون ابنته التي لطالما حلمت بصورة تجمعها مع أبيها.
 
 
وتحلم عروب أبو شوارب أن يكون لها اسم خاص خلال السنوات المقبلة تعرفها الناس من خلاله كمصممة محترفة لذلك ستبذل الكثير من الجهد لتحقيق هدفها واستقلالها المادي عبر مشروعها الخاص، لافتة إلى أن الأسعار لديها تختلف بحسب المطلوب من قبل الزبون فيما تعتبر هي أن الأسعار التي تطلبها مقابل المنتج أو الخدمة مقبولة تناسب الجميع وتوازي السوق المحلي والعربي.
واستطلعت الشابة ياسمين الحلاق أحد المشاركات في المعرض حاجة لسوق قبل أن تبدأ مشروعها الخاص فوجدت أن صناعة المستحضرات التجميلية هي الأنسب لتبدأ مشروعها الخاص تحت مسمى "ياسمين بيوتي"، مضيفة أنها قد التحقت بالعديد من الدورات التدريبية على أيدي مختصين لتتعلم كيفية إضافة النسب الكيمائية لتحصل على منتجات آمنه خاصة بالبشرة والشعر والعطور.
التجربة والخطأ أساس النجاح حسبما أكدته ياسمين الحلاق التي لطالما شعرت بالإحباط والفشل في بداياتها لكنها استطاعت التغلب على كافة المعوقات بدعم من حولها وتشجيعهم لها، مضيفة أنها تعلن عن منتجاتها من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كما وتستقبل أثر رجعي إيجابي بعد استخدامهم للمنتجات خاصة أن الأسعار في متناول أيدي الجميع وهذا ما ساعدها على تكوين علاقات إيجابية مبنية على الثقة مع زبائنها.
ألاء مرتجى صاحبة زاوية "خزف ستور" دفعها حبها للتراث والمقتنيات القديمة للعمل في الخزف وهو زجاج منقوش باللون الأزرق يتم استيراده من الخارج وبيعه في قطاع غزة، مبينة أن تلك القطع يتم صنعها يدويا لذلك تعتبر مرتفعة الثمن مقارنة بالمشغولات اليدوية الأخرى ويعد تعرضها لخطر الكسر من أبرز المعوقات التي تواجهها خلال العمل إضافة للتسويق فتحاول المشاركة في المعارض واللجوء لإعلانات ممولة كي تصل لعدد أكبر من الزبائن.
 
 
واضطرت أمل أبو شعبان لإغلاق مقر مشروعها بسبب الوضع الاقتصادي السيء في قطاع غزة وتحويله لإلكتروني من المنزل بسبب عدم تغطيته للتكلفة، مشيرة إلى أن غلاء البضائع وتضارب الأسعار يعتبر من أبرز التحديات التي جعلتها تقلص المبيعات للأصدقاء والأهل لكنها لم تفكر في إنهائه لأن تلك المشاريع الصغيرة تحقق للمرأة الاستقلال المادي وتجعلها قادرة على مواجهة الحياة وتحدياتها.
أنوار الوكيل أحد المشاركات في المعرض بزاوية للهدايا والأشغال اليدوية كأختام الشمع والرسائل البريدية والتغليفات تقول أنها افتتحت مشروعها منذ 3 سنوات وأعلنت عنه من خلال أشخاص وإعلانات ممولة، لافتة إلى أنه من المهم أن يكون للفتاة مصدر دخل خاص بها من خلال تطوير موهبتها بالرغم من الصعوبات المتمثلة بعدم تقدير الزبائن للأعمال التي تستغرق الكثير من الوقت والجهد.