مرشحة: سنقوم بالتغيير ونعيد البناء

المرشحة الأولى في الترتيب لحزب اليسار الأخضر في ملاطيا بريهان يوجاكايا تؤكد في تقييمها للوضع الأخير للمدينة، بعد نيلهم حق العضوية في البرلمان، أنهم سيكونون بجانب أهالي المدينة كما كانوا في اليوم الأول من الزلزال.

ملاطيا ـ مدينة ملاطيا واحدة من المدن الأكثر تضرراً جراء كارثة الزلزال، وبعد مرور شهرين على الكارثة لم يتم وضع أي نوع من الحلول لمساعدة المواطنين، حيث تدمر فيها 3670 مبنى وآلاف المباني التي لحقتها أضرار جسيمة وفقد آلاف الأشخاص حياتهم.

 

"هناك أنقاض لم تُرفع"

مر شهران على كارثة الزلزال المدمر والمشاكل المتواجدة في مدينة ملاطيا لم يتم وضع حلول لها حتى الآن، وخاصة أنه هناك معلومات تفيد بأنه لا يزال هناك أنقاض لم يرفعها أحد رغم مرور كل هذا الوقت، وبحسب الأقوال المتداولة، فقد تم استخدام المبيدات لإخماد الرائحة المنبعثة من تحت الأنقاض، وهذا يدل على أنه لا يزال هناك جثث لم يتم انتشالها، كما أن الناجين من الكارثة لا زالوا يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية بعد الزلزال، ووجدوا أنفسهم في وضع مجبرين فيه على الكفاح مع سوء الطقس الذي تجلى بالأمطار الغزيرة والفيضانات، يكافح الناجون الذين امتلأت خيامهم بالمياه من أجل البقاء في مناطق غير محمية.

ومع ذلك حاول الناجون من سكان المدينة البقاء على قيد الحياة على الرغم من الظروف القاسية منها الطقس البارد وعدم وصول المساعدات ولم تكن هناك عملية بحث وإنقاذ فعالة وسريعة حيث قام الأهالي بإخراج ذويهم من تحت الأنقاض باستخدام وسائل بدائية، كما بقي الآلاف من الناجين أياماً عديدة دون طعام وماء.

تعتبر ملاطيا مدينة الزراعة وتربية الحيوانات، ولكن ضاع الإنتاج أيضاً تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال، يذكر أن أطناناً من فاكهة المشمش ذهب هباءً في المدينة التي كانت تُعرف بأنها عاصمة المشمش، وبينما يؤكد المزارعون والمنتجون أن الحياة التجارية قد توقفت في هذه المدينة، لم يتم اتخاذ أي خطوات أو إجراءات بهذا الشأن بعد، فحالياً هناك عملية نقل لركام المباني الذي يحتوي على مادة الأسبستوس إلى الأراضي الزراعية، ويصف المنتجون هذه العملية "بالتدمير الاقتصادي".

تتجه تركيا نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار/مايو المقبل، في ملاطيا المتضررة بشدة سيقوم الشعب باختيار مرشحيهم، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في 24 حزيران/يونيو 2018 أرسلت المدينة 6 نواب إلى المجلس، وكان خمسة من هؤلاء النواب مرشحين عن تحالف الشعب ومرشح واحد عن تحالف الأمة، وحينها حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 33 ألف و757 صوتاً في هذه الانتخابات، والانطباع الذي تمت ملاحظته في الساحة هناك، هي أن هذه اللوحة ستتغير في المدينة وبالأخص بعد أحداث الزلزال.

 

"الشعب يؤيد التغيير"

نزل أعضاء أحزاب ملاطيا إلى الساحة للقيام بالعملية الانتخابية، وقالت لوكالتنا المرشحة الأولى في الترتيب لنواب حزب اليسار الأخضر في ملاطيا بريهان يوجاكايا، وهي إحدى الناجيات من كارثة الزلزال، إن سكان ملاطيا يؤيدون التغيير الآن وسيظهرون هذا الأمر بشكل أقوى وأوضح في صناديق الانتخابات، مؤكدةً على أنه تم انتخاب خمسة مرشحين من حزب اليسار الأخضر في هذه المدينة، وتجري الأنشطة الانتخابية في مركزها والقرى المتضررة التابعة لها.

وأشارت إلى أن السلطة الحاكمة لم تكن في المنطقة منذ اليوم الأول وأن ضحايا الزلزال قد عملوا على مداواة جراحهم من خلال تضامنهم مع بعضهم البعض، كما تركوا بمفردهم يواجهون الموت تحت الأنقاض، وبالتأكيد هم لن ينسوا هذا الأمر لسنوات طويلة، ولن يدعموا حزب العدالة والتنمية كما كانوا يفعلون في الماضي "كان الأهالي تحت الأنقاض، حتى بعد مرور شهرين لا يزال هناك أنقاض في مركز المدينة، كما إنهم يقومون بنقل الأنقاض إلى القرى المأهولة بالسكان، ويلاحظ الأهالي هناك أن الدولة لا تقوم بدورها كما يجب، لذلك نحن نؤمن بأن الشعب سيقدم إجابة ورداً كبيراً للدولة، كما أن الشباب والشابات هنا يؤكدون بأن تاريخ انتهاء صلاحية السلطة هو الآن في هذا الوقت".

 

"عملنا وتضامننا مستمر"

وأكدت بريهان يوجاكايا بأن أعمالهم الانتخابية تحافظ في الوقت نفسه على استمرارية التضامن والتفاعل مع الشعب "هناك انتخابات قادمة في يوم 14 أيار/مايو ستغير مصير تركيا والنساء والشعوب القاطنة فيها، وقمنا مؤخراً بافتتاح مكتب انتخابي، فعلى الرغم من كل شيء فإن التواجد في الساحة والعمل مع الشعب أمر مهم وقيم للغاية، والناس هنا منذ البداية وحتى الآن قاموا بتضميد جراحهم بالتضامن، كما وإن أكبر جهودنا وأعمالنا موجهة بهذا الاتجاه، والتضامن وإعادة البناء من جديد هو ضمن خطة عملنا الانتخابي".

 

"بدأت المخالفات مع اقتراب الانتخابات"

تطرقت بريهان يوجاكايا إلى لجوء الحكومة الحالية إلى الحيل المختلفة في مواجهة غضب الشعب "نعلم أن هناك مخالفات في الانتخابات المقبلة، هناك معلومات عن إحضار ناخبين من الخارج، هناك ردود فعل من الناس بخصوص هذا الموقف لأنهم يرون الآن حقيقة هذه السلطة، ولأنهم تركوا بمفردهم في الكارثة الكبيرة يقولون إن الرد هو ما سيحدث في صناديق الانتخابات، ونعد شعبنا بأننا سنكون مع النساء والعمال والموظفين، وسندعم التجار المتضررين والمواطنين الذين دمرت منازلهم، وسنقف إلى جانبهم حتى نتجاوز هذه المحنة معاً".

 

"سنعيد بناء المدينة من جديد"

وفي نهاية حديثها، دعت بريهان يوجاكايا إلى الدعم والتضامن مع الأهالي، ووعدت بإعادة بناء المدينة التي تم التضحية بها "أكثر المتضررين وضحايا الزلزال هن من النساء وهن من سيعدن بناء الحياة، عندما يتم انتخابنا سنعمل على إعادة البناء من جديد ونيل حقوق المرأة من خلال البرلمان، وسنبذل قصارى جهدنا للقضاء على الظلم الذي عانى منه سكان ملاطيا، وسنواصل التضامن الذي بدأناه في اليوم الأول للزلزال في البرلمان أيضاً، سنعيد إنشاء هذه المدينة التي كانت ضحية الربح وتقسيم المناطق، فخلال الحملات الانتخابية رأينا بوضوح حجم الثقة والصدق تجاهنا من قبل الأهالي، ونحن نستمد قوتنا منهم".