مراسم ومسيرة في الشهباء وديريك لاستذكار شهيدات مجزرة حلنج
استذكر أمس الأربعاء 23 حزيران/يونيو نساء وأهالي إقليم الجزيرة وعفرين في شمال وشرق سوريا شهيدات مجزرة حلنج، وأكدوا على متابعة مسيرتهنَّ النضالية للوصول إلى الحرية
مركز الأخبار ـ .
بتاريخ الثالث والعشرين من حزيران/يونيو 2020 استهدفت طائرة مسيرة للاحتلال التركي منزلاً في قرية حلنج بمدينة كوباني بشمال وشرق سوريا، أدى إلى استشهاد عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات زهرة بركل، وعضوة الإدارة في مؤتمر ستار هبون ملا خليل، وصاحبة المنزل أمينة ويسي.
"زهرة وهبون وأمينة مثال للتضحية والإرادة في سبيل تحرر المرأة والمجتمع"
نظم مجلس عوائل الشهداء أمس الأربعاء 23 حزيران/يونيو في ناحية ديريك مراسم استذكار لشهيدات مجزرة حلنج في مزار الشهيد خبات، بحضور أهالي إقليم الجزيرة إضافة لوفد من تجمع نساء زنوبيا من مدينة دير الزور.
وتحدثت خلال المراسم الناطقة الرسمية لمؤتمر ستار في روج آفا رمزية محمد، مُستذكرة الشهيدات اللواتي ضحينَّ بأرواحهنَّ في سبيل الحرية "الشهداء هم قادتنا المعنويون، وهم أساس بناء تاريخ وثقافة الشعوب، مجزرة حلنج استمرارية لمؤامرة 15 شباط/فبراير التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان الذي يناضل من أجل حرية المرأة، واستهداف الاحتلال للمرأة الحرة المنظمة دليل واضح لانتقامه من تطورها ومنجزاتها".
وقالت "هدف الدولة التركية الفاشية من استهداف رفيقاتنا الثلاث زهرة بركل، وهبون ملا خليل، والأم أمينة كسر إرادة المرأة الحرة الواعية، والنيل من فكرها الحر الذي استمدته من فلسفة القائد عبد الله أوجلان".
وكان قد تعرض القائد عبد الله أوجلان لمؤامرة دولية، بدأت في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عندما خرج من سوريا، وانتهت باعتقاله في 15 شباط/فبراير عام 1999 في العاصمة الكينية نيروبي على يد الاستخبارات التركية بمشاركة أجهزة استخبارات عالمية.
وبينت "نحن اليوم هنا لنستذكر شهدائنا الأحرار، ولنقول بصوت واحد لا للاحتلال، وأننا بوقفتنا معاً سنهزم سياسة تركيا القمعية التوسعية، ونجابه ضد جميع الانتهاكات التي تُرتكب بحق المرأة والسياسيات".
ونوهت إلى أنه "على الرغم من هجمات الاحتلال التركي للقضاء على الثورة في شمال وشرق سوريا، إلا أن شعوب المنطقة وعلى رأسها المرأة برهنوا بتلاحمهم ووحدتهم وتكاتفهم على أسس التعايش المشترك أن إرادتهم أقوى من جميع مخططات الأعداء، وأن القوة واللحمة هي الرد الأكبر في وجههم".
وأكدت الناطقة الرسمية لمؤتمر ستار في روج آفا رمزية محمد في الختام "كمؤتمر ستار نجدد العهد في الاستمرار على خطى الشهيدات، وانتهاج مسيرتهنَّ النضالية، حتى نحرر جميع النساء".
فيما تحدثت إدارية مؤتمر ستار لمدينة قامشلو ريفان محمد قائلة "لا أحد يستطيع أن يكسر إرادة المرأة الكردية لا بالقتل ولا حتى بالهجمات، لأنها استلهمت الحرية والفكر الحر من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان"، وأكدت على أنهنَّ يداً بيد سيواصلنَّ كفاحهنَّ حتى النصر، ولن يتقاعسنَّ عن تحقيق أهداف الشهيدات.
في الثالث والعشرين من حزيران/يونيو 2020، أراد الاحتلال التركي طمس هوية المرأة الحرة، والقضاء على وجودها وإرادتها والحديث لـ ريفان محمد "أرادوا القضاء على إرادة الشعب، وزرع الخوف في قلب كل امرأة مطالبة بحريتها، إلا أن النساء بوحدتهنَّ وإصرارهنَّ أكدنَّ أنهنَّ لن يهبنَّ المؤامرات والمخططات التركية".
وبدورها أشارت الإدارية في مجلس عوائل الشهداء لمدينة قامشلو هيفي سيد إلى أن الدولة التركية بطائراتها وأسلحتها الثقيلة المتطورة لن تنال من إرادتهم "بفضل التضحيات الجسام لشهدائنا أصبحنا أصحاب عزيمة وقوة، وتحررنا من الاضطهاد والظلم، إلى جانب أننا أصحاب الأرض والمبدأ ونسير على فكر القائد عبد الله أوجلان".
وأضافت "حققت المرأة قفزات نوعية في جميع المجالات التي انخرطت فيها، وأثبتت دورها الطليعي والريادي في قيادة مجتمعها وثورتها، فأصبحت مثالاً تحتذي به نساء العالم".
وأكدت "نحن كعوائل الشهداء سنظل صامدين لمجابهة خطط الدولة التركية الفاشية، وليس بمقدور أحد أن يكون عقبة أمام حريتنا، وسنستمر في المقاومة، وبإيماننا وتصميمنا سنكون الرادع القوي وسنحقق الحرية والسلام والديمقراطية".
وفي نهاية مراسم الاستذكار قدمت نساء تجمع زنوبيا القادم من مدينة دير الزور صوراً لشهيدات مجزرة حلنج زهرة بركل وهبون ملا خليل وأمينة ويسي، وشهيدات دير الزور إلى مجلس عوائل الشهداء في ناحية ديريك.
وكان قد عُقد المؤتمر التَّأسيسي الأول لتجمع نساء زنوبيا في الأول من حزيران/يونيو الجاري، على مستوى المناطق المحررة "الرّقة، الطّبقة، منبج، ودير الزّور"، بمدينة الرَّقة بشمال وشرق سوريا، بهدف الوصول إلى كافة النساء وتمكينهنَّ على كافة المستويات ليكون لهنَّ دور بارز في المرحلة القادمة نحو الحل السياسي في سوريا وإحلال السلام في البلاد.
نساء عفرين والشهباء يجددنَّ عهد ضمان حرية المرأة
استذكاراً لاستشهاد المناضلات الثلاث وإجلالاً لأعمالهنَّ ونشاطاتهنَّ في ثورة روج آفا وثورة المرأة، وتنديداً بهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته المُستمرة حتى يومنا الراهن ضد المرأة، نظم أمس الأربعاء 23 حزيران/يونيو مؤتمر ستار بمقاطعة عفرين مسيرة حاشدة.
وشارك في المسيرة المئات من نساء عفرين والشهباء، وأهالي المنطقة، ممثلات وممثلين عن هيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وانطلقت من الطريق الواصل لقرية تل قراح مروراً بالشوارع الفرعية وصولاً لساحة مخيم سردم/العصر في قرية تل سوسن بمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا.
وتحدثت لوكالتنا ريحان علو إحدى المشاركات في المسيرة وقالت "نحن نساء عفرين خرجنا استذكاراً للمناضلات الثلاث، ونستنكر استهداف الاحتلال التركي للمرأة في شمال وشرق سوريا، إذ أن الشهيدات اللواتي استشهدنَّ بمجزرة حلنج كنَّ القدوة للشعب والمرأة في التنظيم".
وبينت "الاحتلال التركي يستهدف بهجماته البربرية كل امرأة تملك حس المسؤولية، والروح الوطنية الغيورة على تراب الوطن، ولديها التطلع نحو الحرية والدفاع عن شعبها وعن النساء المضطهدات". مضيفةً أن "هذه الهجمات لن تثنينا عن المقاومة، ولن نتوقف عما بدأنا به في سبيل النضال والتحرر، وتحقيق حرية النساء في الشرق الأوسط كافة، وستكون الهزيمة لأعداء المرأة".