مقتل خمس نساء في الجزائر خلال شهر

أثار تصاعد وتيرة جرائم قتل النساء في الفترة الأخيرة القلق لدى الجمعيات النسوية، خاصة بعد رصد خمس جرائم أخرى في أقل من شهر في الجزائر.

نجوى راهم

الجزائر ـ وفاء زيادي ٢٤ عاماً أم لطفلة رضيعة، أمال بوشارف ٢٩ عاماً بطلة كاراتيه سابقة، زهرة يحياوي ٣٦ عاماً ممرضة، تغيرت الأسماء والضحايا هن النساء وهذا ما رصدته مجموعة فيمينسيد الجزائر عبر موقعها الرسمي على الإنترنت.

منذ كانون الثاني/يناير الماضي، وإلى غاية 23 حزيران/يونيو الجاري، سجلت مجموعة "لا لقتل النساء" في الجزائر " فيمينيسيد الجيري " خمس جرائم قتل لنساء، آخرها منذ ثلاثة أيام حيث قام زوج مليكة فريج بمحاولة قتلها بمقرّ عملها في ولاية بجاية، وهي الآن متواجدة تحت العناية المركزة بالمشفى.

 

تخاذل المجتمع وتواطؤ الإعلام

واستنكرت مجموعة الجيريان فيمسنيت وهي مبادرة تعمل على التوعية حول النسوية وقضايا العنف وجرائم قتل النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تخاذل المجتمع وتواطؤ وسائل الإعلام بعدم نقل الأخبار التي تتحدث عن جرائم قتل النساء حيث تقول الناشطة وردة سويدي "لقد شهدنا خلال شهر واحد خمس حالات قتل ولايزال قانون العقوبات لا يعترف بمصطلح "الفيمينسيد" وهذا ما يزيد من هذه الجرائم بحق النساء نتيجة توافق المجتمع مع الجناة"، مضيفةً أن إحصاء خمس ضحايا في شهر دون الوصول إلى الرأي العام هو ما يفسر عدم وجود اهتمام تام بما حدث لهؤلاء النساء.

ولفتت إلى أن "أنيسة مراكشي قتلها زوجها أثناء نومها بعد ضربها لعدة مرات بالمارطو (آلة حادة)، لكن كل هذه المعلومات لم نعرفها من وسائل الإعلام بل حصلنا عليها من خلال العمل المُهم الذي تقوم به مجموعة فيمينيسيد الجيري".

وأضافت أن هؤلاء النساء تقتلن مرتين مرة من قبل الأخ، الأب أو الزوج أو القريب ومرة أخرى من قبل المجتمع ووسائل الإعلام، مشيرةً إلى أن مجموعة الجيريان فيمسنيت تتطلع للتعاون مع منصات نسوية أخرى من أجل التوعية ضد هذه الجرائم.

 

٢٣ جريمة منذ بداية العام

وقد أصدرت المجموعة في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ تقرير يرصد جرائم قتل النساء في الفترة الممتدة ما بين ٢٠١٩ ـ ٢٠٢٢ بتسجيل ٢٨٨ امرأة مقتولة في الجزائر.

وتضمن هذا التقرير العديد من الأرقام من بينها 71% من جرائم قتل النساء تحدث داخل المنازل، ويمثل الشركاء نسبة 51% من الجناة مرتكبي الجرائم ضد النساء فيما تأتي نسبة 37% ارتكاب أحد أقارب العائلة هذه الجرائم.

وتقول الصحفية كنزة خاطو وعضو في مجموعة فيمينيسيد ألجيري "رصدنا منذ بداية كانون الثاني/يناير ٢٠٢٤، ثلاثة وعشرون ضحية جديدة من جرائم قتل النساء من بينها خمس حالات تم تسجيلها منذ حزيران الجاري منها حالة واحدة تتواجد حالياً بمشفى الجزائر العاصمة".

 

غياب الأرقام والهيمنة الذكورية

وقالت إن حالات القتل التي تم رصدها ليست مجرد أرقام مع العلم أنها ليست أرقام رسمية، مؤكدة أن العدد الحقيقي أكثر بكثير وإمكانية الحصول على الاحصائيات الرسمية يتطلب منا الوصول إلى الأرقام التي يسجلها الطب الشرعي ومصالح الدرك الوطني والشرطة.

وأضافت أن مجموعة فيمينيسيد الجيري تعمل على التقرب من أهل القتلى والوصول إلى المعلومات الرسمية والصحيحة من أجل تسليط الضوء على كل التفاصيل المتعلقة بالضحية والجرائم، بغرض التوعية من أجل طرح سبل وقائية للتقليل من الجرائم ضد النساء.

وأرجعت سبب حدوث هذه الجرائم كتكملة لسلسلة العنف القائم على النوع الاجتماعي، المبني على الكره الشديد للنساء وتأتي هذه الجرائم بدافع قتل النساء لأنهن نساء تتمة للعنف الجنسي أو الجسدي أو الاقتصادي وغيره، وهذا راجع إلى الذهنية الذكورية المتفشية في المجتمع الجزائري بالإضافة إلى التنشئة الاجتماعية الخاطئة المبنية على السلطة الذكورية.

وتبقى جرائم القتل ضد النساء مسؤولية مزدوجة على عاتق الجهات المختصة التي عليها تطبيق قوانين رادعة على الجُناة من أجل القضاء على التهاون في حماية النساء وحقهن في حياة كريمة خالية من كل أشكال العنف والتهديد والتمييز.