منظمة الصحة العالمية تحذر من حالات انعدام الأمن الغذائي في القرن الأفريقي
يعاني نحو 37 مليون شخص في القرن الأفريقي من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة تغير المناخ والصراع وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتداعيات جائحة كورونا.
مركز الأخبار ـ أعلنت منظمة الصحة العالمية أن منطقة القرن الأفريقي الكبرى تشهد واحدة من أسوأ المجاعات خلال الأعوام السبعين الماضية.
أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء 2 آب/أغسطس، على أنه يواجه أكثر من 37 مليون شخص في القرن الأفريقي الجوع الحاد، ويعاني نحو سبعة ملايين طفل، دون سن الخامسة، من سوء التغذية الحاد.
وقالت المنظمة إن ضمان استجابة قوية للطوارئ الصحية أمر ضروري لتلافي الأمراض والوفيات التي يمكن الوقاية منها، ويعد الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب أولوية مطلقة.
وأشارت المنظمة إلى أن "الوضع كارثي بالفعل، ونحن بحاجة إلى التحرك الآن. لا يمكننا المتابعة في ظل أزمة نقص التمويل هذه"، موضحةً أن "تغير المناخ والصراع وارتفاع أسعار المواد الغذائية وجائحة كورونا أدت إلى تفاقم واحدة من أسوأ حالات الجفاف في المنطقة في العقود الأخيرة".
وقالت مديرة الحوادث في منظمة الصحة العالمية صوفي مايس "مضت أربعة مواسم لم تهطل فيها الأمطار مثلما كان متوقعاً، ومن المتوقع حدوث ذلك في الموسم الخامس أيضاً. في الأماكن التي تعاني من الجفاف تستمر المشكلة في التدهور والتفاقم. في أماكن أخرى مثل جنوب السودان، كانت هناك ثلاث سنوات من الفيضانات المتتالية التي غمرت ما يقارب 40% من البلاد، وقد يسوء الأمر في المستقبل القريب".
وتتوقع المنظمة أن يصل أكثر من 37 مليون شخص في المنطقة إلى المرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC3)، مستوى أزمة أو أسوأ، خلال الأشهر المقبلة، وهذا يعني أن الناس يمرون بأزمة، وهم قادرون فقط على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية من خلال استنفاد أصول سبل العيش الأساسية أو من خلال استراتيجيات مواجهة الأزمات، بحسب ما أوضحته المنظمة.
ولفتت المنظمة إلى أن انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان وصل إلى أقصى مستوياته منذ الاستقلال في عام 2011، حيث يعاني 8.3 مليون شخص، أي 75% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيرةً إلى أن سوء التغذية الحاد يؤدي إلى زيادة هجرة السكان بحثاً عن الغذاء والمراعي.
وأوضحت المنظمة أن الاضطرابات تؤدي غالباً إلى تدهور خدمات النظافة والصرف الصحي مع تزايد تفشي الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والحصبة والملاريا، لافتةً إلى أنه يمكن أن يؤدي ضعف تغطية التطعيم والخدمات الصحية مع عدم كفاية الموارد إلى زيادة واسعة النطاق في عدد الأمراض المتفشية في البلاد وعبر الحدود.
وأشارت إلى أن الرعاية الصحية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والذين يعانون من مضاعفات صحية، سوف تتأثر بشدة، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات وفيات الأطفال.