منيرة عثمان: المرأة والأمة من أهم الأيديولوجيات السياسية
أكدت البرلمانية منيرة عثمان، على أهمية توحيد المواقف الوطنية وتعزيز دور المرأة في السياسة، مشيرةً إلى ضرورة تكثيف الجهود لضمان استمرار عملية السلام.

هيرو علي
السليمانية ـ طالب القائد عبد الله أوجلان في دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" ببناء مجتمع ديمقراطي كردي، وما لبث أن استجابت حركة التحرر الكردستانية للدعوة كجزء من الالتزام بإنهاء الكفاح المسلح كخطوة نحو نجاح عملية السلام، والتي تضمنت إنشاء مجتمع ديمقراطي.
في إطار تلبية دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" عُقد في 28 و29 أيار/مايو الماضي في مدينة آمد (ديار بكر) في شمال كردستان، المؤتمر الأول "للبرلمانيات الكرديات في شمال كردستان"، الذي نظمته حركة المرأة الحرة "TJA"، بهدف مناقشة قضية السلام ودور المرأة في صنع القرار.
"قضية الأمة والمرأة كانت محور أعمالنا الأساسية"
وعن المؤتمر تقول عضوة الدورة الرابعة لبرلمان إقليم كردستان منيرة عثمان "إن هذا المؤتمر كان مخصصاً للنساء الكرديات من جميع أجزاء كردستان الأربعة، حيث تمكنا من بناء علاقات قوية فيما بيننا، وتوحيد المواقف الوطنية والقومية، بعيداً عن التوجهات الحزبية المختلفة"، مؤكدةً أن "قضية الأمة والمرأة كانت محور أعمالنا الأساسية".
وأضافت "استمر المؤتمر لمدة يومين، حيث تضمن اليوم الأول عدة جلسات شاركت فيها البرلمانيات من إقليم كردستان وشمال كردستان وأوروبا، وشمال وشرق سوريا، أما اليوم الثاني، فقد تم تقسيم المشاركات إلى أربع مجموعات، حيث ناقش كل فريق موضوعاً معيناً، وخاصة حول دور المرأة وعملية السلام، وفي النهاية، تم جمع الأفكار والتوصيات وصياغة البيان الختامي للمؤتمر".
وأشارت مونيرة عثمان إلى الإنجازات التي تحققت خلال المؤتمر "من أهم النقاط التي اتفقنا عليها دعم المرأة في جميع مناطق كردستان، وخاصة تلك التي تتعرض فيها للاضطهاد وتنتهك حقوقها، وإنشاء شبكة تعاون لدعم القضايا الخاصة بالنساء، كما اتفقنا على أن تكون اللغة والثقافة الكردية أساساً يمتد داخل الأسر، بحيث تكون الأمهات نموذجاً إيجابياً، لنتمكن من تقديم أفراد صالحين لمجتمعنا، لأن المرأة، سواء كانت أماً أو أختاً، تلعب دوراً رئيسياً".
وأضافت "كما ناقشنا كيفية تقديم الدعم السياسي لتعزيز عملية السلام في شمال كردستان، لأنه من وجهة نظرنا، من المهم أن تكون العملية سلمية وجادة وتتقدم إلى الأمام، بالإضافة إلى ذلك، اتفقنا على تشكيل شبكة من البرلمانيين، بحيث نشارك جميعاً فيها ونعقد اجتماعات ومؤتمرات عندما يكون ذلك ضرورياً، لذلك كانت هذه النقاط محورية في نقاشاتنا".
"المرأة والأمة في مقدمة قوائمنا"
وأضافت "لقد قدمنا نموذجاً رائعاً للنساء في كردستان لرفيقاتنا في المناطق الأخرى من كردستان، لأنه عندما قررنا هنا الانطلاق، اخترنا ترك جميع الأيديولوجيات السياسية في إقليم كردستان جانباً، لأننا توجهنا نحو قضية المرأة والأمة، إذ أنهما بالنسبة لنا أهم من الأيديولوجيا السياسية، لذلك، عملنا معاً خلال المؤتمر وتعاونّا".
وشددت على أنه "يجب أن ندرك أن العنف القائم على النوع الاجتماعي وانتهاك حقوق المرأة لا يقتصران على إقليم كردستان، بل يشملان أيضاً مناطق أخرى من كردستان، والشرق الأوسط، والعالم، وهذا يتطلب نضالاً مستمراً، ولذلك، نساء إقليم كردستان قررن مع نساء شمال كردستان والمناطق الأخرى أن نتكاتف ونتحد كلما دعت الحاجة في القضايا المتعلقة بالمرأة، فالقضية كبيرة جداً وبالنسبة لنا، من المهم أن نتخذ خطوات جدية نحوها".
ولفتت الانتباه إلى أنه "من الأمور الإيجابية، أننا جميعاً تلقينا الدعم في البرلمان، سواء في برلمان كردستان أو برلمان العراق، حيث تم بذل جهود لتطوير العمل حول قضية المرأة واتخاذ خطوات أكبر، لاسيما فيما يتعلق بالقوانين الخاصة بحقوق المرأة وحمايتها".
"النساء تبذلن جهوداً كبيرة لتحظى عملية السلام بأهمية خاصة"
وقالت منيرة عثمان إن "نضال النساء في إقليم كردستان يختلف عن النضال في شمال كردستان، لأن هناك حقوقاً في الأولى توصلنا إليها بالفعل مثل حقوق الأمة واللغة والثقافة، بينما لا تزال هذه الحقوق محظورة في الشمال، ولهذا تختلف أساليب عملنا، لكن الأهم هو أننا استطعنا التوصل إلى تفاهم جيد بيننا، حيث تم تبادل الاقتراحات بين إقليم كردستان وشمال كردستان بشكل مثمر، لأننا نعتبر أن هذا التفاعل الفكري بيننا أمر بالغ الأهمية، كما أن البيان الختامي عكس نتيجة هذا التفاعل بين البرلمانيات من إقليم كردستان وشمال كردستان وأوروبا".
وفي حديثها عن عملية السلام، أوضحت "هناك تغيرات كبيرة تجري في الشرق الأوسط، لذلك من المهم أن يدرك الكرد كيفية الاستفادة من هذه التغيرات لصالح شعبنا والعمل من أجلها، كما أننا ندرك أن النساء والأطفال هم أول الضحايا في أي حرب، ولهذا بذلنا جهوداً كبيرة داخل المؤتمر لضمان أن تحظى عملية السلام بأهمية خاصة".
وأفادت أنهم "كنساء إقليم كردستان، وبعد أن استعدنا بعض الحقوق، قررنا ضمن أحزابنا السياسية تكثيف جهودنا لدعم عملية السلام وجمع أكبر عدد من الأصوات لهذا الغرض، وذلك لضمان دعم الجهات السياسية والرسمية في إقليم كردستان لمواصلة عملية السلام".
في ختام حديثها، قالت منيرة عثمان "في الأيام القادمة، نحن منشغلون بإنشاء عدة مجموعات معاً، حتى نتمكن من تنفيذ العديد من الأنشطة، خاصة تلك المرتبطة بقضية أمتنا والمرأة، نحن بصدد وضع برنامج شامل ومتعدد الجوانب لهذه القضايا، كما قررنا الإبقاء على هذه المجموعات قائمة لضمان استمرار تبادل الأفكار والآراء، حتى يكون هذا المؤتمر خطوة جادة تمكن البرلمانيين، بمختلف توجهاتهم، من جعل قضية المرأة والأمة أساساً لعملهم".