منتدى حواري يبرز تأثير المجازر والاتفاقيات على النساء

بمشاركة أكاديميات وباحثات وناشطات نسويات من عدة بلدان، سلط منتدى حواري على مستوى الشرق الأوسط الضوء على الحقائق التاريخية للابادات وتأثيرها على النساء، ودورهن في إحياء حسن الجوار.

الحسكة ـ أكدت المشاركات في منتدى حواري على مستوى الشرق الأوسط، على أهمية دور المرأة في إعادة بناء العلاقات والعيش المشترك ضمن إطار ديمقراطي.

تحت عنوان "بقوة وتضامن النساء سندحر سياسة التقسيم وإبادة لوزان بحق الشعوب"، نظم كل من مؤتمر ستار ومجلس المرأة في كل من حزب الاتحاد الديمقراطي وسوريا المستقبل، اليوم الخميس 13 تموز/يوليو، منتدى حواري في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، بمشاركة أكثر من 60 ممثلة وشخصية سياسية، بالإضافة إلى أكاديميات وباحثات وناشطات نسويات من بلدان عدة منها لبنان، وجنوب أفريقيا، والأردن، ومصر، عبر تطبيق الزووم.

وجاء المنتدى على خلفية المجازر التي ارتكبت في ميزوبوتاميا، وتأثيرها على النساء، حيث سلط الضوء على المذابح والمجازر التي ارتكبت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين أي المرحلة الأخيرة من عهد الإمبراطورية العثمانية، إلى جانب التركيز على الدور الذي تلعبه المرأة في إعادة بناء العلاقات والعيش المشترك ضمن إطار ديمقراطي.

وتضمنت الندوة أربعة محاور، الأول منه تناول الحقائق التاريخية للإبادات، أما الثاني كان حول التدخلات الأجنبية بعد عام 1850 في جغرافية الشرق الأوسط، والثالث يتطرق لنظام الإبادة في ميزوبوتاميا، والرابع يتناول دور المرأة في إحياء حسن الجوار.

وعلى هامش المنتدى قالت عضوة مكتب العلاقات التابع لمؤتمر ستار منال محمد "نظم هذا المنتدى تزامناً مع الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان التي وقعت في عام 1923، لتعريف النساء بخطورة هذه المعاهدة وتأثيرها عليهن"، مشيرةً إلى أن العديد من السياسيات والحقوقيات والناشطات شاركن في المنتدى عبر تطبيق الزوم.

وأوضحت أن الآثار السلبية لمعاهدة لوزان التي قسمت كردستان لأربعة أجزاء لا تزال مستمرة "منذ التوقيع على المعاهدة وحتى الآن لا يزال الشعب الكردي يتعرض للمجازر وتم تغيير ديمغرافية المنطقة"، مضيفةً "هدفنا مساندة النساء لبعضهن البعض والتكاتف من أجل منع تكرار هذه المعاهدة في الوقت القريب وأن نصل إلى حل ونتيجة تفيد جميع مكونات المنطقة".

ومن جهتها قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا شيراز حمو "مضمون معاهدة لوزان وسياستها تجاه النساء والشعوب المطالبة بالحقوق والحرية مستمرة، على رأسهم الشعب الكردي الذي تأثر كثيراً بهذه المعاهدة وارتكب بحقه العديد من المجازر ولا يزال يتعرض لسياسة التطهير العرقي".

وأوضحت أن النساء دائماً ما تكن ضحية الاتفاقيات السياسية رغم عدم مشاركتهن فيها وتتعرضن على إثرها للعنف والاستغلال "دائماً ما تكون المرأة الضحية الأولى للسياسات البعيدة عن القيم الإنسانية والأخلاقية، لذا كان من الضروري عقد هذا المنتدى الحواري".

وفي ختام حديثها قالت شيراز حمو "بالمقاومة والإصرار ومعرفة التاريخ نستطيع التصدي لكافة حملات الإبادة التي تتعرض لها المرأة والوقوف في وجه كافة المخططات التي تستهدف مكتسباتها".