من الهامش إلى الواجهة... نضال النساء في الإعلام والمجتمع
تسعى النساء العاملات في مجال الإعلام في حلبجة بإقليم كردستان إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة، بهدف تعزيز مكانتها في المجتمع وعدم التقليل من قيمة نجاحاتها، وذلك لدفع أعمالهن نحو التقدم والازدهار.

مهربان سلام
حلبجة ـ في مدينة حلبجة، تعمل النساء بشكل مستقل في المنظمات والمحلات التجارية والأسواق، كما تساهم مجموعة منهن في قطاع الإعلام، ويطمحن إلى دعم نساء أخريات من خلال توثيق تجاربهن، ومعاناتهن، وإنجازاتهن، وعرضها للرأي العام.
يُسهم عمل النساء في الإعلام في دعم وتمكين نظيراتهن بمختلف المجالات، عبر كسر العقلية التي تهمّش جهود المرأة، هذا التضامن يُعزز وحدة النساء ويُبرز قدراتهن التي طالما غُيّبت في مؤسسات يهيمن عليها الرجال، وقد أكدت الصحفيتان، رَنكين سلام وأفين عطا محمد، أهمية توثيق معاناة وإنجازات النساء عبر الإعلام النسوي.
"يلعب الإعلام الدور الأكبر في قضايا المرأة"
أشارت الصحفية رَنكين سلام إلى أن الإعلام في الوقت الراهن يُعد من أبرز الأدوات تأثيراً في تناول قضايا المرأة، إذ يستطيع أن يعكس هذه القضايا من منظوري الذكورة والأنوثة على حد سواء، مبيّنةً أن الإعلام اليوم يلعب دوراً محورياً في إبراز قدرات النساء، لكنه في الوقت ذاته ساهم في تنامي أشكال العنف الموجه ضدهن، مما يدل على وجود نوع من التهميش والشعور بعدم الإنصاف.
وأكدت أنه "من الضروري أن تتبنى جميع المؤسسات الإعلامية ومنصات التواصل الأفتراضي هذا الدور الحيوي، خاصة أن بعض الجهات غير قادرة على تمثيل النساء بشكل مناسب، لدينا نساء يتمتعن بكفاءة عالية، ولديهن دور ومكانة تستحق أن تُبرز، لذا يجب أن يكون الإعلام داعماً ومسانداً لهن"، فالإعلام، بحسب قولها، قد يكون سبباً في تعرّض النساء للعنف، لكنه أيضاً يمتلك القدرة على توثيق نجاحاتهن وتسليط الضوء على إنجازاتهن.
وفي ختام حديثها، قالت رَنكين سلام "لقد فُتحت أمام النساء فرصة جيدة لرؤية الفروقات والتمييز، ومن الضروري أن تكتب المرأة عن أعمالها وتعرف ما الذي تريده، وألا تتراجع أمام التحديات، حتى الآن، لا ينبغي لنا التراجع عن التقدم الذي أحرزناه في المجتمع".
"النساء يتمتعن بالكفاءة وأعمالهن جميلة وتستحق الدعم"
أفين عطا محمد، مراسلة ميدانية من منطقة شارزور وهورامان في حلبجة، أكدت أن "النساء يتمتعن بكفاءة عالية، ولا ينبغي الحديث عنهن وكأننا من يمنحهن الفرصة لإبراز أعمالهن، بل هن من يصنعن النجاح بأنفسهن".
وأشارت إلى أن "نساء إقليم كردستان، خاصة في منطقتها، خرجن من نطاق العمل المنزلي ليقدمن أفضل وأجمل الأعمال، ونحن نساندهن في نقل هذه الإنجازات إلى العلن، عبر إعداد تقارير وملفات خاصة، وجمعهن في مجموعات عمل لتوسيع دائرة تأثيرهن".
وفي ختام حديثها، نبهت أفين عطا محمد إلى أن الإعلام لا يقتصر فقط على عرض نجاحات النساء، بل يتضمن أيضاً جوانب من التمييز والعنف ضدهن، ومع ذلك، تمكنا من تسليط الضوء على أعمالهن، بهدف منحهن مساحة أوسع وإبراز دورهن الحقيقي في المجتمع.