مخرجة عراقية تعرض فيلمها في جلسة نقاشية مع نخب ثقافية وفنية

سلطت المخرجة العراقية إيمان خضير خلال جلسة نقاشية في العراق، الضوء على جدارية شهيرة في باب الشرقي (نصب الحرية) من خلال فيلمها "جواد سليم وسمفونية البرونز"، مؤكدة أن هذا النصب لا يقل أهمية عن معالم المدن الكبرى.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ في حضور جمهور نخبوي من المثقفين والأدباء والفنانين، استضافت رابطة المرأة العراقية بالتعاون مع منتدى "بيتنا" الثقافي، أمس السبت الثالث من أيار/مايو، المخرجة السينمائية إيمان خضير لعرض فيلمها "جواد سليم وسمفونية البرونز".

استعرضت نائبة سكرتيرة رابطة المرأة العراقية سهيلة الأعسم، خلال إدارتها الجلسة النقاشية، السيرة المهنية والفنية للمخرجة.

فيما أعربت المخرجة إيمان خضير عن اعتزازها بفيلمها الذي يعرض للمرة الثالثة في العراق، وقالت "الفيلم هو عمل يمثل قامة عراقية وعربية وعالمية، لا يتحدث عن حياة جواد سليم فقط، بل يتناول موضوعاً يعرفه كل العراقيين، وربما لا يعرفونه بشكل كامل، إنه عن الجدارية الشهيرة في باب الشرقي (نصب الحرية)، التي تُعد إحدى معالم بغداد الحضارية، مثل معالم المدن الكبرى الأخرى مثل بيغ بن أو برج إيفل أو سور الصين العظيم، ولكن القليلين هم الذين يعرفون كيف بدأت فكرة هذا النصب، ومن أين جاءت، وما هي المعاناة التي مر بها النحات جواد سليم لتحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي، الفيلم هو حكاية الجدارية، ويعكس أحد المواضيع الحساسة التي دفع النحات حياته ثمناً لها".

وبينت المخرجة إيمان خضير أن "الفيلم يدور حول نقاشات عديدة نظراً لأننا أمام شخصية ومنجز فني له العديد من الأوجه، خصوصاً في مكونات اللوحة"، مضيفةً أن النحات حاول أن يبعد النصب عن المجالات السياسية، مع إعطائه بُعداً تاريخياً وجمالياً، بهدف الحفاظ على استمراريته، مشيرةً إلى أنه كان رجلاً لم ينتمِ لأي حزب سياسي، وهذه كانت إحدى الأزمات التي واجهها في عمله.

وعن الصعوبات التي واجهتها في إنجاز الفيلم من قبل الجهات والمؤسسات المعنية، أكدت إيمان خضير أنها عملت على الفيلم من خلال العديد من الوثائق التي تم الحصول عليها من المؤسسة الرسمية المعنية بالحفاظ على الوثائق والأرشيف مثل "دار الكتب والوثائق"، بالإضافة إلى تواصلها مع الأشخاص الذين عاصروا النحات الراحل، موضحة أن كل المعلومات الواردة في الفيلم تم توثيقها من أربعة إلى خمسة مصادر موثوقة.

وشهدت الجلسة العديد من المداخلات من الجمهور الحاضر، فقد أشارت القاصة والصحفية منى سعيد إلى أن الفيلم يمثل قيمة تاريخية كبيرة، قائلة "نصب جواد سليم هو العمل الوحيد الذي يخلّد تاريخ العراق وحاضره ومستقبله، لم يتشكل أي عمل فني بقيمته الفنية بعد هذا النصب"، وأشادت بعمل المخرجة إيمان خضير "عملها كان إنجازاً فردياً يعادل جهود المؤسسات".

كما أثنت الدكتورة إيمان الهاشمي على جهود المخرجة إيمان خضير في إنجاز الفيلم، مشيرة إلى أن الفيلم بحاجة إلى بعض اللقطات التي تبيّن أن النصب في ساحة التحرير هو النصب الذي شهد العديد من الاحتفالات والاحتجاجات والمطالبات بتعديل القوانين المجحفة.

من جانبها، قالت شميران أوديشو، سكرتيرة رابطة المرأة العراقية، إن نصب الحرية يشير إلى المراحل التي مر بها الشعب العراقي وحضارته، معبرة عن سعادتها بجهود المرأة العراقية كمخرجة وفنانة، فيما أشادت بحضور المرأة وإبداعها في جميع المجالات.