مجزرة جديدة في جنوب كردفان تكشف وحشية الحرب وصمت العالم

وسط صمت دولي يثير مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية واتساع رقعة النزوح والمعاناة في السودان، ارتكبت مجزرة جديدة أسفرت عن مقتل 79 مدنياً بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.

مركز الأخبار ـ شهد السودان تصاعداً جديداً في أعمال العنف، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا ونزوح واسع للسكان، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار الانتهاكات بحق المدنيين. 

أفادت وسائل الإعلام أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة مروعة في مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان، يوم الخميس الرابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري، أسفرت عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً و6 نساء، إضافة إلى 38 جريحاً. الهجوم جاء في سياق حملة وُصفت بأنها إبادة جماعية تستهدف المجتمعات السودانية، وخلف خسائر بشرية كبيرة. 

وكما ورد فإن المجزرة نُفذت بطريقة تستهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين، حيث قصفت قوات الدعم السريع روضة أطفال بواسطة طائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من الأطفال، وعندما حاول الأهالي إنقاذ المصابين، عاودت القوات القصف، مما تسبب بسقوط المزيد من الضحايا، بينهم أطفال لم يتعرضوا للإصابة في الضربة الأولى، كما لاحقت القوات الضحايا والمسعفين داخل المستشفى الريفي الذي نقل إليه المصابون، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى بشكل مأساوي. 

ووصف استهداف الأطفال والمصابين بهذه الطريقة بأنه "إرهابي وبشع"، ويمثل سابقة غير معهودة حتى لدى "أكثر الجماعات تطرفاً"، هذه الجريمة الأخيرة تعكس استغلال قوات الدعم السريع لصمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكاتها المتكررة، باعتباره دعماً وتشجيعاً لمواصلة جرائمها. 

يرى مراقبون أن ما يحدث يبرهن أنه لا سبيل للتعايش مع هذه المجموعات التي تفتقر لأبسط القيم الإنسانية ولا تلتزم بأي قانون أو عرف. 

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) منذ أسابيع معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت بنزوح عشرات الآلاف من السكان مؤخراً.

ووفق المعطيات الميدانية، فإن قوات الدعم السريع تفرض سيطرتها على كامل ولايات إقليم دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء بعض المناطق الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت قبضة الجيش السوداني، أما بقية الولايات وعددها 13 بما فيها العاصمة الخرطوم، فهي في الغالب تحت سيطرة الجيش السوداني.