مبدعات: الفن مسار إبداعي تتلاقى عبره كل الثقافات

تعتبر النساء المبدعات العصاميات مرآة للمجتمع والواقع المعاش ونتاج تعبيري تشكيلي لجملة من التجارب المختلفة والمتنوعة، والتي تنبع عن فكر وإحساس يسعى لتطوير الواقع والنظرة التفاؤلية للمستقبل في مجال الفن بصفة عامة ومجال الفنون الجميلة بصفة خاصة.

زهور المشرقي

تونس- يسلّط المنتدى الوطني للمبدعات العصاميات الذي تحتضنه محافظة المنستير بالساحل التونسي الضوء على الفنانة العصامية المبدعة التي لم تتلقى تدريباً أكاديميّا برغم قيامها بتجارب إبداعية تتيح لها فرصة في المشاركة في الملتقيات ذات الصلة.

خلال المنتدى الوطني للمبدعات العصاميات، الذي بدء يوم الاربعاء 22حزيران/يونيو، ويختتم اليوم السبت 25 حزيران/يونيو، أكّدت الممثلة عن هيئة تنظيم الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي، لطيفة القريشي لوكالتنا، أنّ 60 امرأة تشارك في الدورة الـ 19 الحالية، من جميع محافظات تونس، إضافة إلى مشاركات أجنبيات. لافتة إلى أن الدورة تتميز بتنوعها على مستوى التقنيات والمحامل التي تستعملها العصاميات فضلاً عن المعرض الجماعي، وتخلل المنتدى ورشات مختلفة للعصاميات من أجل صقل مواهبهن.

وبدورها ترى أستاذ مساعدة بالمعهد العالي للفنون الجميلة بمحافظة سوسة هالة الهذيلي، أن المنتدى هو بمثابة الفرصة للتعريف بالطاقات النسائية الإبداعية التونسية وخصوصياتها والتنويعات في المشهد التشكيلي التونسي وما تقدّمة المرأة، معتبرةً أن مثل هذه المنتديات من شأنها أن تعرّف بالطاقات المتميزة العصامية لا الأكاديمية، مؤكدة أنها تقدم مداخلة حول (انشائيات الجماليات والفن الجمعي) في زمن القلق وانتشار وباء كورونا وكيف ساهمت هذه الجائحة في بروز طفرة نوعية في التعابير الفنية عمّقها وعي جمعي بضرورة الإبداع الذي لم يفرّق بين الأكاديمي والعصامي المكتسب بل كان هناك عامل مشترك واحد يتمثّل في قانون الشاشة التي أجمعت بين تعابير مختلفة وأمكنة متنوعة في غياب فارق بين الزمان والمكان لكي يجتمع كل الفنانين في العالم حول لغة واحدة وهي اللغة البصرية والمشهد التعبيري للبوح بهذه الإبداعات المشتركة.

من جانبها أوضحت هاجر بن مصباح وهي فنانة عصامية تشكيلية، بأنّها لم تتلقى تدريباً في الفنون الجميلة، مشيرةً إلى أن مشاركتها تأتي كنتاج لموهبة، وهي عصامية الدورة التدريبية، شاركت منذ 2014 في عدة دورات من هذا المنتدى الذي مكّنها من معرفة ذاتها وفنّها أكثر وفهم اللغات التعبيرية المختلفة في كل اللوحات.

وأوضحت هاجر بن مصباح أن المنتدى فرصة لكل العصاميات اللواتي لم يتلقين تدريباً أكاديمياً للقاء مختصات متكونات أكاديمياً في الفن التشكيلي لتبادل الخبرات والأفكار واكتساب مهارات جديدة تتماشى والتطور الذي يشهده عالم الفن التشكيلي، مؤكدةً أن الفن هو مسار إبداعي تتلاقى عبره كل الثقافات باختلافاتها لتنسجم.

وعبّرت عن رغبتها في تعميم مثل هذه المنتديات في مختلف أنحاء تونس، لتستفيد منها النساء وتعطي الفرص للعصاميات في كل المجالات لإبراز مواهبهن وأفكارهن ومناقشتها مع المختصين والأكاديميين.

 

 

وقالت سيرين العجمي، وهي طالبة في علم النفس وفنانة تشكيلية، إنّها تشارك لأول مرّة في مثل هذه الملتقيات الثقافية النسوية، واصفة التجربة بالمميزة، وقد شاركت بلوحة عنونتها بـ "انتظار"، تعتبر بداية مرحلة جديدة وهي مزيج بين التجريدي والواقعي بألوان لم تتعود استعمالها وخطوط جريئة تحمل قضايا متنوعة.

وأضافت أنّ الورشات مميزة وتمكن الفنانة التشكيلية العصامية من اكتساب نظرات مختلفة للفن الذي تمارسه، وتزرع فيها روحاً جريئة.

وقالت ماني تشيلا وهي فنانة تشكيلية عصامية تايوانية تقيم في تونس منذ 27 عاماً، عن مشاركتها في المنتدى للمرة الثامنة على التوالي "هذه المشاركة مكنتني من تعلّم تقنيات جديدة تنمّي موهبتي في الرسم، فضلاً عن الاحتكاك بعصاميات مبدعات أتبادل معهن الخبرات كلٍ في اختصاصها التشكيلي".

وأكّدت الفنانة التايوانية ماني تشيلا أنّ المنتدى نظم احتفاءً بالعصاميات لتطوير مهاراتهنّ الفنية والتعريف أكثر بتجاربهن في الساحة الثقافية والاحتكاك بفنانين محترفين.

وتتّفق لبنى الحمروني وهي فنانة تشكيلية عصامية أيضاً مع ماني تشيلا كون المنتدى فرصة للاحتكاك بالفنانين المختصين، وقالت إنّ الملتقى يعتبر نموذجاً في مجال الفنون التشكيلية الخاصة بالفنانات العصاميات اللواتي لم يتمكنّ من تحصيل تكوين أكاديمي في المعاهد العليا للفنون الجميلة ويشتركن في العديد من الخصال التي تمكنهنّ من المشاركة في مثل هذا الملتقى، مشيرةً إلى أنها تعتمد في طريقة رسمها على اليد.

وأكّدت أنه من ركائز هذا المنتدى المعرض الجماعي لأعمال المشاركات والذي يتواصل بعد المنتدى لمدة 15 يوماً بالمركب الثقافي، فضلاً عن الورشات التكوينية المحترفة في مجالات فنية مختلفة تتجدد في كل دورة وتختلف.