مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء: استهداف القياديات دليل على خوف تركيا من المرأة المنظمة
أكد البيان الذي أصدرته "مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام"، على أن الاحتلال التركي يسعى بممارساته إلى توجيه رسالة ضد كل النساء اللواتي تدافعن عن قضيتهن في سبيل تحقيق الحرية، للحد من جهودهن وتطلعاتهن لنيل الحرية.
مركز الأخبار ـ نددت "مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام"، بهجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، والاستهداف الذي طال ثلاثة قياديات في وحدات حماية المرأة.
استهدفت طائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي سيارة ثلاث قياديات من وحدات حماية المرأة بعد مشاركتهن في فعاليات اليوم الأول للملتقى الأول لثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، الذي أقيم يوم الجمعة 22 تموز/يوليو 2022، تزامناً مع الذكرة العاشرة لثورة روج آفا.
وجاء في بيان المبادرة الذي صدر أمس الجمعة 29 تموز/يوليو، "إننا نشهد ما يرتكب بحق النساء من اعتداءات وعنف وقتل يصل حد الإبادة من قِبَل العقلية الأبوية والأنظمة الدولتية والرأسمالية على مستوى الشرق الأوسط والعالم"، مشيراً إلى أن "هذه الأنظمة تسعى للحفاظ على كينونتها من خلال ارتكاب أفظع الجرائم بحق القياديات، كونها تخشى قوة المرأة المنظمة، إذ تراها خطراً حقيقياً يهدد عرش سلطتها".
وأضاف البيان "تهاجم تركيا بكافة الأساليب اللاإنسانية والوحشية لحفظ هيمنتها، وتسعى بممارساتها هذه إلى توجيه رسالة ضد كل النساء اللواتي تدافعن عن قضيتهن في سبيل تحقيق الحرية، للحد من جهودهن وتطلعاتهنّ إلى نيل الحرية"، لافتاً إلى أن "هذه الهجمات هي حرب أيديولوجية وفكرية تستهدف شخصيات نسائية ريادية بهدف كسر إرادة المجتمع من خلال كسر إرادة النساء اللواتي تتصدين لكافة أشكال العبودية والظلم والاحتلال".
وأوضح البيان أنه في 22 تموز/يوليو 2022، وفي قلب مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا التي كانت تشهد انعقاد الملتقى النسائي الإقليمي بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق الثورة النسائية في شمال وشرق سوريا، استهدف الاحتلال التركي بطائرةٍ مسيرة ثلاثة قياديات كنّ مشاركات في هذا الملتقى، وهن الرفيقة جيان تولهلدان، القيادية في وحدات حماية المرأة وفي قوات سوريا الديمقراطية وفي القيادة العامة لوحدات مكافحة الإرهاب، والتي كان لها مداخلة ثمينة في الملتقى حول آليات الدفاع عن الذات في وجه المخاطر التي تهدد استدامة منجزات ومكتسبات الثورة النسائية؛ والرفيقة روج خابور، القيادية في وحدات حماية المرأة؛ والرفيقة بارين بوتان، المقاتلة في وحدات مكافحة الإرهاب.
وأشار البيان إلى أن بعدها بأيام قليلة، وبالتحديد في 28 تموز/يوليو استهدف الاحتلال التركي بطائرة مسيَّرة سيارةً لقوات الأمن الداخلي في منطقة عين عيسى، فاستشهد جراء ذلك أربعة عناصر، ثلاثة منهم نساء، وهن جيهان محمد مصطفى، وسارة محمد الحسين، وسلمى علي مصطفى.
ولفت إلى أن "هذا الهجوم دليلاً قاطعاً على مدى خوف الاحتلال التركي من قوة المرأة المنظمة التي تعمل على تطوير وتعزيز طاقاتها لتحقيق تطلعاتها نحو الحرية والسلام والديمقراطية؛ فإننا نجد بالمقابل أنها تستهدف بصورة خاصة القياديات اللواتي حاربن مرتزقة داعش بشراسة في جميع الجبهات، واللواتي أسسن الأرضية المتينة للوحدة النسائية، واللواتي انتقمن بذلك لكل الإيزيديات والآشوريات والعربيات بإنقاذهن من براثن داعش".
وأضاف البيان "لعل هذا دليل قاطع آخر على أن الدولة التركية وداعش هما وجهان لعملة واحدة اسمها الإرهاب. وبالتالي، فإن كل مساعي الدولة التركية تصب في خانة إحياء داعش، الذي حاربته وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية نيابةً عن البشرية جمعاء".
وأكد البيان على أن "هذه الهجمات شبه اليومية على مناطق شمال وشرق سوريا تُعَدُّ انتهاكات سافرة ومنافية لكافة القوانين الدولية، بل وترقى إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت دولي مُطبق ووسط التغاضي عن هذه الانتهاكات من قبل المؤسسات الدولية والحقوقية المعنية".
وأشار إلى أن "قوات التحالف الدولي وروسيا والتي تعد قوى ضامنة للأمن في شمال وشرق سوريا، تلتزم الصمت حيال هذه الجرائم أيضاً، ما يشجع الدولة التركية على خروقاتها واستهدافها لرياديي وقياديي المجتمع، وكذلك المدنيين منهم النساء والأطفال، مثلما جرى في مجزرة زاخو التي راح ضحيتها عشرات المدنيين".
وطالب البيان بفرض حظر الطيران على سوريا والعراق، وأن على المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية القيام بمهامها الإنسانية والحقوقية، ودعا كافة النساء والمجتمعات الداعية للحرية والسلام والديمقراطية على المستوى العالمي، أن "يدعموا مقاومة قوات حماية المرأة، وأن يساندوا الثورة النسائية الوليدة في شمال وشرق سوريا، إيماناً منا بأن هذه الثورة هي ثورتنا جميعاً وبأن نضالهن هو جزء من نضالاتنا جميعاً، وبأن مكتسباتهن تُزيد من مكتسباتنا جميعاً".