معاناة النساء الحوامل والأطفال تجر وزيراً مغربياً إلى المساءلة

أثارت الظروف القاسية التي تعيشها النساء الحوامل وحديثي الولادة والأطفال الرضع في مناطق أعالي جبال الأطلس حفيظة الأحزاب في المغرب

حنان حارت
المغرب ـ ، التي وجهت مجموعة من الأسئلة لوزير الصحة في قبة البرلمان، وذلك حول الحالة المزرية التي تعيشها هذه الفئة خلال هذه الأيام الباردة.
فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب تساءل في وثيقة وجهها إلى وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب عن سياسة وزارته في التعامل مع الحالات الصحية الطارئة للنساء الحوامل اللواتي على وشك الولادة، وكيفية التخفيف من معاناتهن في هذه المناطق الجبلية التي تعرف تساقطات ثلجية كثيفة.
كما تطرق الفريق للصعوبات التي تواجه أغلب سكان المناطق الباردة، الذين يعيشون في أعالي جبال الأطلس المتوسط، والذين يعانون أوضاعاً معيشية واجتماعية قاسية؛ نتيجة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة إضافة إلى تراكم الثلوج بكميات كبيرة والتي أدت إلى قطع عدد من الطرق والمسالك، مما يجعل الوصول إلى بعض الدواوير "القرى" مستحيلاً.
وأفاد الفريق الحزبي، في الوثيقة بأن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة والرضع بهذه المناطق هم من أكثر الفئات تأثراً وتضرراً، خاصة في ظل غياب أي مبادرة من الحكومة والسلطات المعنية لمرافقة هذه الفئات للتخفيف عنها في هذه الظروف القاسية، وضمان الحد الأدنى من الخدمات الصحية الضرورية لإنقاذ النساء الحوامل أثناء الوضع وتوفير وسائل نقلهن للمستشفيات، وتقديم الرعاية لمواليدهن الجدد وكذلك الرضع.
ومن جهتها وجهت البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية ثريا الصقلي سؤالاً شفوياً إلى وزير الصحة، بخصوص التدابير المتخذة والإجراءات التي تعتزم الوزارة القيام بها للحد من نزيف ومعاناة النساء الحوامل بالمناطق الباردة والمهمشة.
وتسببت التقلبات الجوية والتساقطات الثلجية الأخيرة التي عرفتها العديد من المناطق الجبلية بالمغرب في قطع الطرقات، ما جعل سكان هذه المناطق يعيشون في عزلة. إذ غالباً ما تتزايد حالات الوفيات خلال فصل الشتاء لدى النساء الحوامل عندما يكن على وشك الوضع، بحيث يكون من الصعب عليهن الوصول إلى المركز الصحي فتبقين تصارعن قدرهن المحتوم. 
كما حدث لسيدة حامل والتي توفيت قبل أيام في منطقة إملشيل الواقعة في جبال الأطلس الكبير، بسبب التأخر في إيصالها إلى المركز الصحي، إذ رغم مجهودات السلطات المحلية لإزاحة الثلوج عن المسالك الطرقية الجبلية الوعرة لم يتم الوصول إليها إلا بعد فوات الأوان، حيث توفيت وهي تضع  مولودها بطريقة تقليدية.
وليس فقط النساء الحوامل وحديثي الولادة من يعانون في مناطق جبال الأطلس جراء الظروف المناخية القاسية، ولكن أيضاً الأطفال، فقبل أسبوع تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع فيديو لطفل من قرية آيت عباس النائية بإقليم أزيلال، التي تقع بين جبال الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، حيث ظهر الطفل وهو يستغيث بالناس، من أجل مساعدته وسكان منطقته المحاصرة بالثلوج، عبر إرسال الملابس الدافئة والأحذية، حتى يتمكنوا من مواجهة قساوة البرد والثلوج التي فاقت  80 سنتمترا في مجموعة من المناطق الجبلية.