اغتيال إداريتين... تنديد واستنكار وداعش يتبنى الجريمة

أدانت منظمات نسوية في شمال وشرق سوريا عملية الاغتيال التي استهدفت الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة تل الشاير سعدة فيصل الهرماس ونائبتها هند لطيف الخضير في 24 كانون الثاني/يناير

مركز الأخبار ـ .
أعلن مرتزقة داعش في الـ 24 من كانون الثاني/يناير عبر صفحاتهم الرسمية تبنيهم لجريمة اغتيال الإداريتين في مجلس ناحية الدشيشة بعد خطفهما، وأكد أن عناصره هي من أقدمت على خطف واغتيال سعدة الهرماس وهند الخضير.
وكان مجهولون قد أقدموا مساء الجمعة 22 كانون الثاني/يناير على خطف الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة تل الشاير التابعة لناحية الدشيشة الواقعة جنوب مقاطعة الحسكة، سعدة فيصل الهرماس ونائبة الرئاسة هند لطيف الخضير، واغتيالهما رمياً بالرصاص لأسباب مجهولة.
 
بيانات منددة... استنكار واسع
لقيت الجريمة استنكاراً واسعاً من قبل المؤسسات النسوية في شمال وشرق سوريا حيث أصدرت مجموعة من البيانات المنددة لها.
وأصدرت منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا بياناً كتابياً إلى الرأي العام، في 24 كانون الثاني/يناير أكدت فيه أن عملية الاغتيال "جريمة بحق الإنسانية لأنها تستهدف إرادة المرأة ومكانتها في المجتمع وريادتها للثورة".
ونددت بالصمت الدولي وصمت المنظمات الدولية والمنظمات النسائية الحقوقية، وطالبتهم بالخروج عن صمتهم بالضغط على تركيا لإنهاء احتلالها لمناطق شمال وشرق سوريا.
كما أنها حملت النظام السوري والضامن الروسي وقوات التحالف مسؤولية الانتهاكات والمجازر التي ترتكب بحق شعوب شمال وشرق سوريا.
فيما عدَّ مجلس "المرأة السورية" و"المرأة في شمال وشرق سوريا" من خلال بيانين منفصلين الأحد 24 كانون الثاني/يناير، اغتيال سعدة الهرماس وهند الخضير "جريمة بحق الإنسانية"، وأكد أنه "استهداف للمشروع الديمقراطي الذي تقوده المرأة"، ودعا إلى "أخذ الحيطة والحذر في وجه المخططات التي تستهدف المرأة".
واستهل البيان بالتأكيد على أن "هذا الاعتداء الوحشي يعد جريمة بشعة بحق الإنسانية أولاً، وبحق المرأة ثانياً، وهو استهداف للمشروع الديمقراطي الذي تقوده المرأة في شمال وشرق سوريا، مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية والذي تأسس نتيجة لتضحيات الآلاف من الشهداء من جميع مكونات شمال وشرق سوريا في نموذج فريد من الديمقراطية وأخوة الشعوب، الأمر الذي لم يرق لأعداء الإنسانية والشعوب".
وأدان مجلس المرأة السورية في شمال وشرق سوريا "الاعتداء الإرهابي الوحشي بحق المرأة وبحق مكونات شمال وشرق سوريا"، وأكد أن المخططات الإرهابية "تستهدف المرأة التي تقود ناصية التغيير واستطاعت تحقيق الكثير من المكتسبات وفي جميع المجالات، وأصبح مثالاُ يحتذى به لجميع نساء العالم"، كما دعا "كافة المنظمات النسائية في سوريا وفي شمال وشرق سوريا إلى التكاتف والتلاحم في وجه ما يحاك من مخططات تستهدف نضال المرأة والمكتسبات التي حققتها بهدف كسر إرادتها الحرة".
فيما أشار بيان مجلس المرأة السورية إلى الأزمة السورية وتأثيرها على المرأة "تتحمل النساء السوريات العبء الأكبر من هذا النزاع المفتوح... تقع المرأة السورية تحت وطأة العنف الكبرى، العنف القائم على النوع الاجتماعي، والذي ينزع إلى التفاقم في الأوقات الصعبة، إن التنظيمات الإرهابية وداعميها يؤذيهم ويقض مضجعهم ما وصلت إليه المرأة في سوريا من وعي وجرأة، حيث أصبحت الركيزة الأساسية لبناء مجتمع تسوده قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية".
وطالب المجلس "بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم... وأن يكون هناك تفعيل أكبر لدور المرأة في المباحثات والمؤتمرات التي تجري من أجل إنهاء الأزمة في سوريا، كون المرأة هي من تدفع الضريبة الأكبر لهذا النزاع والذي بسببه فقدت الكثير من النساء السوريات حياتهن وأمانهن، وتفعيل جميع المواثيق والاتفاقات والقرارات التي تخص حقوق المرأة وحقوق الإنسان".
ومن جانبه استنكر مؤتمر ستار في العاصمة دمشق، اغتيال الإداريتين، وأصدر بياناً قرأ في حي زور آفا بحضور عدد من أعضاء المؤتمر. واتهم البيان الدولة التركية بتدبير هذه الجريمة كونها الداعم الرئيسي للجماعات المرتزقة وعلى رأسها داعش "إننا اليوم لندين ونستنكر تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها تلك الجماعات الإرهابية المدفوعة من قبل الدولة التركية والتي أقدمت قبل يومين في منطقة الدشيشة بمقاطعة الحسكة، على خطف عضوتين من المكون العربي في مجلس منطقة الشدادي وقتلهن، وإننا كنساء كرديات نقف ونساند كل امرأة إن كانت عربية أو كردية أو سريانية أو من أي قومية أخرى ونقف مع كل نساء العالم للوصول إلى الحرية والقضاء على الذهنية السلطوية والإجرامية بحق النساء".
منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة كانت من بين المنددين لهذه الجريمة وأصدرت بياناً حولها جاء فيه "أصبحت المرأة الهدف الأول للعنف، فتُخطف وتُغتصب وتُضرب وتُقتل، لنشر الرعب والذعر في نفوس النساء الأخريات، لجعلها مجرد أداة... هذه الجريمة هي صورة أخرى من الصور التي تضاف إلى التاريخ الأسود للإرهاب، وتندد بها كل ضروب الإنسانية وترفضها كل الأعراف والأديان السماوية".
من جانبها أصدرت هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً أشارت فيه إلى أن أعداء مشروع الإدارة الذاتية يحاولون النيل من المشروع الذي يهدف إلى حرية المرأة.