معاً لحماية الأسرة بعد الطلاق ... مبادرة جمعية نور للمرأة والأسرة والطفل
أطلقت جمعية نور للمرأة والأسرة والطفل، يوم السبت 27 آذار/مارس، مبادرة نور، من أجل مراجعة مواد الحضانة في قانون الأسرة الجزائري بمقر الجمعية بالجزائر العاصمة، بالتعاون مع أساتذة متخصصين في الشريعة وعلم النفس وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى قانونيين ومحامين وناشطين في المجتمع المدني، وشهادات حية من النساء الحاضنات

الجزائر ـ .
افتتحت الجلسة رئيسة الجمعية دليلة حسين بالحديث عن المبادرة وقالت "المشكلة إنسانية أكثر منها قانونية، وجاءت هذه المبادرة من أجل مراجعة المواد القانونية لقانون الأسرة، وهدفنا الأساسي تمثيل المرأة لتعيش في إطار قانوني، وحماية الطفل والأسرة بعد الانفصال".
والهدف العام من المبادرة ضمان مصلحة المحضون، وإتاحة الفرصة للمرأة المطلقة للزواج مرة أخرى دون الخوف من فقدان حضانة طفلها، وضمان حسن الرعاية من الناحية النفسية والعلمية والاستقرار العاطفي، وكذا من أجل حماية الأم الحاضنة، وضمان كامل حقوقها وحقوق المحضون.
حملة نساء حاضنات على مواقع التواصل الاجتماعي
تصدرت الحملة مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ "معاً لإسقاط المادة 66 من قانون الأسرة"، والتي أطلقتها نساء حاضنات، تعرضن لمشاكل بعد الطلاق، حيث تسببت هذه المادة في سلب حقهن في حضانة أطفالهنَّ.
وعرفت الحملة تضامناً كبيراً من طرف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من خلال التعليقات والتغريدات التي غزت الشبكات الاجتماعية منذ شباط/فبراير الماضي.
شهادات حية من نساء حاضنات
حضرت الجلسة نساء حاضنات "أمهات مطلقات" وعرضن تجاربهن في الطلاق مع أزواجهن. وقالت واحدة من المتحدثات "عمري 35 سنة مطلقة ولدي ابنة عمرها 7 أشهر، تزوجت برجل غير مسؤول كان يضربني باستمرار بسبب ودون سبب، إلى أن وصل الأمر بنا إلى الطلاق، ومنذ طلاقنا لم يرى ابنته ولا لمرة واحدة، لا يعرفها إطلاقا، ولكن حينما سمع بأن هناك من يريد خطبتي والزواج بي، هددني بسلب حضانة ابنتي، وعدم رؤيتها مرة أخرى"، وأضافت "لماذا لا يحق لي الزواج مرة أخرى؟
مختصون يقدمون حلول ومقترحات لحماية الأسرة بعد الطلاق
ألقت الدكتورة في علم النفس الاجتماعي نجاة بوطاوي مداخلة حول الأثر النفسي الذي يحدثه الطلاق بين الزوجين على الأطفال، كما أعطت أمثلة عن الانفصال منها الطلاق العاطفي والذي يضع الأطفال في حالات نفسية مستعصية. لذلك من الضروري تقديم الدعم العاطفي للطفل والمراقبة الدورية والمستمرة لحالته النفسية في الأسرة والمدرسة عن طريق مساعدين نفسيين، وتوفير الأمن له حتى لا يتعرض لأي عنف أسري.
وقالت فطيمة سعيدان وهي مستشارة قانونية وناشطة حقوقية بأن هناك الكثير من النقاط الواجب الوقوف عندها، منها عدم منح الحضانة مباشرة للأب حتى يخضع هو ومساعدته (زوجة ـ أم ـ أخت ...) في الحضانة إلى فحوصات نفسية، وتحقيقات حول حالتهم الأخلاقية والمادية، مضيفة أن العلاقة الإنسانية التي تجمع بين الزوجين لا يمكن أن تكون كما العلاقات الأخرى.