لقاء "انجح مع النساء" لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة في العمل البلدي بلبنان
"انجح مع النساء" يهدف إلى تسليط الضوء على الانتخابات البلدية القادمة، وتشجيع النساء على المشاركة فيها.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ اختتمت منظمة "الشركاء الدوليين للحوكمة وتعزيز السياسات التمثيلية"، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" أمس الأحد 19حزيران/يونيو، لقاءاً امتد على مدى يومين، تحت عنوان "انجح مع النساء: تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في لبنان"، تمحور حول بناء التحالف مع أفراد المجتمع ولا سيما الرجال لدعم مشاركة المرأة في السياسة، وتحضيراً للانتخابات البلدية القادمة في أيار/مايو 2023.
تضمن اللقاء الذي نظم تحت عنوان "انجح مع النساء: تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في لبنان"، جلسات نقاش حول دور المرأة في السياسة والمعوقات ومواقع القوة والضعف، وشهادات حية من المشاركات لمسيرتهن في مجال العمل الاجتماعي والسياسي.
وقالت رئيسة منظمة الشركاء الدوليين للحوكمة وتعزيز السياسات التمثيلية (GPGF) إميلي ديث لوكالتنا "عملنا لمدة 3 سنوات على برنامج "نساء للنساء" بالتعاون مع جمعية (LOST)، مع حوالي 47 امرأة من كافة المناطق اللبنانية، وهن مرشحات للانتخابات البلدية، وهن قائدات في مجتمعاتهن"، مشيرة إلى أن "اللقاء يسعى إلى تمكين النساء عبر استقطاب دعم لهن من أفراد المجتمع ولا سيما الرجال، ودعت النساء للتعاون في دعم حملاتهن الانتخابية خلال الانتخابات البلدية القادمة".
وعن توصياتها ونصائحها للمرشحات قالت "النساء ناشطات في مجتمعهن وبصورة تفوق نظيراتهن في دول أخرى، وخلال هذا الأسبوع زرنا العديد منهن في قراهن وبلدياتهن في طرابلس وعاليه وبعلبك والبقاع، وقد شاهدنا العديد من المشاريع، وكيفية عملهن داخل مجتمعاتهن مع الرجال والأطفال والنساء، ولكن يجب على الحكومة العمل بشكل يمكن هؤلاء النساء من التحرك بصورة أكثر سهولة للانتقال من نشاطهن المجتمعي إلى مراكز هامة في نشاطهن السياسي".
وأضافت "في المرحلة اللاحقة سنعمل على استقطاب الحلفاء الرجال للعمل مع النساء، على برامج سياسية مبتكرة وفريدة من نوعها وخاصة بمنظمتنا في المناطق المختلفة، وبناء برامج مختلفة لمقاربة العملية السياسية وقضاياها المختلفة ومن منظور مختلف".
وبدورها قالت مستشارة (GPGF) الدكتورة جوزيفين زغيب "جمع النشاط أكثر من 45 امرأة من كافة المناطق اللبنانية، خضعن خلال عام لتدريبات تحت إشراف خبراء في العملية الانتخابية، والقانون البلدي والحملات، وكان مع هؤلاء النساء 25 رجلاً لدعمهن، وهذا التحالف الذي يضم رجالاً ونساء يهدف إلى دعم المرأة للوصول إلى المجلس البلدي في انتخابات 2023".
وأضافت "خلال اللقاء عرضت 20 امرأة مشاريعهن التنموية واقتراحاتهن وتجاربهن في هذا المجال، وكيفية مساعدتهن لتنفيذها، ومنها مشاريع الري، التنمية السياحية وغيرها".
وأوضحت "النساء في العالم كله وليس في لبنان فحسب حقوقهن مهدورة"، مشيرة إلى أن "مشاركتي تهدف لمساعدة النساء على مواجهة التحديات التي تعترضهن وتحويلها إلى فرص للنجاح، وهو عمل تراكمي لجهد الكثيرين من ناشطين وجمعيات ومنظمات محلية وعالمية للوصول إلى الحقوق".
وعن مشاركتها في هذا اللقاء، قالت وزيرة المهجرين السابقة وعضوة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية الدكتورة غادة شريم "يهدف اللقاء إلى تسليط الضوء على الانتخابات البلدية القادمة، وعلى مساندة الرجال للنساء وتشجيعهن على المشاركة فيها ترشيحاً وانتخاباً، وكلنا أمل أن يكون عدد النساء في الانتخابات البلدية كبيراً، وأن تكن فاعلات".
وعن سبب التركيز على الانتخابات البلدية قالت "الانتخابات النيابية أصبحت خلفنا، لذا فالتركيز اليوم على النشاط الانتخابي المرتقب أي الانتخابات البلدية، علماً أن نسبة النساء في المجالس البلدية لا تتعدى 5.4 % وهي نسبة قليلة للغاية، على الرغم من أن النساء اللبنانيات موجودات في كافة المجالات، باستثناء الشأن المحلي والعام حيث تواجدهن خجول للغاية، وحان الأوان لمشاركتهن، فهدف هذا اللقاء ليس تشجيعهن على الترشح بل استقطاب الحلفاء الرجال أيضاً".
وقالت وزيرة الداخلية وعضو مجلس النواب البريطاني السابقة جاكي سميث "هناك أهمية كبيرة لوجود النساء في السياسة وليس في لبنان فحسب بل حول العالم، فإن لم تشارك النساء في السياسة فإنك تفقد نصف الفريق ومجالات مهمة في صنع القرار".
وعبرت عن سعادتها "بمشاركة العديد من النساء ورغبتهن في خوض غمار الانتخابات البلدية، وخدمة وتمثيل المجتمع في بلدياتهن، فقد تم انتخابي على المستوى البلدي والنيابي في بلدي، وما أجده مهماً هو أخذ القرار بالمشاركة، للإضاءة على القضايا التي تهم المجتمع على المستوى البلدي، فانتخابهن يعني أنهن نجحن في استقطاب الناس في حملاتهن وأنهن متحدثات بارعات وبالإضافة إلى جودة استقطابهن للناس لجهة العدد والدعم عندما يأتي وقت الانتخابات".
وقالت "هناك طريق طويل لكي تصل النساء إلى ما تستحقينه، على المستوى الوطني والبلدي".
ومن جهتها قالت الإعلامية راشيل كرم "في أي مشروع أو أي قضية تعنى بمسألة حقوق المرأة، لا بد من الحديث عن مسألة الإعلام، سواء التقليدي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالعمل المشترك والمتعاضد للتشريع والجمعيات والإعلام يساهم بالإضاءة والتنوير والوعي لدى المجتمع حول مسألة حقوق المرأة في المنزل والمجتمع والعمل".
وعن مشاركتها في هذا اللقاء "المرأة في الانتخابات البلدية من المفترض أن تكون في المقدمة، فمن المعروف تعدد مجالات قوى المرأة وطرق التفكير وقدرتها على النجاح على الرغم من تعدد المهام، ونظرتها المختلفة عن نظرة الرجل، فالهدف هو عدم الاستغراب لترشح النساء في البلدية كعضو ورئيس للبلدية، وأهمية البحث في الانتخابات البلدية، حيث أن كل إنماء وتغيير يبدأ من المنزل، فإن تمكنت المرأة من تحقيق الإنماء الذي ينقصنا كثيراً في لبنان، وبالإضافة إلى مركزية السلطة، وقبل فرض النظام اللامركزي، فبإمكان البلدية فرض الكثير من الحلول لمشاكل مثل الطاقة المتجددة والنفايات ومشاريع الإنماء المحلي وغيره، ولدي إيمان بأن البلديات هي أساس أي نهضة بلبنان، وإيمان أكبر بدور المرأة الكبير في الانتخابات البلدية التي تعد مدخلاً للعمل السياسي للمرأة".
وقالت العضو في المجلس البلدي في بلدية عاليه جبل لبنان الدكتورة منى عقل "ساهم اللقاء بتنمية قدرات النساء وكيفية القيام بحملة انتخابية، وحملة مناصرة، ونحن بحاجة إليه إن أردنا الترشح وبطريقة سليمة والنجاح بالحملة الانتخابية".
وأضافت "خضعنا لدورات بإشراف مدربين، وهذه تعتبر الجلسة النهائية، وتعلمنا الكثير من الأشياء خلال هذه الفترة، لأن همنا كان إنجاز النشاط، فضلاً عن أمور تقنية أخرى، أصبحنا نركز ونعمل عليها، ومن المهم لأي امرأة تريد العمل في القطاع العام ولا سيما البلدي أن يكون لديها فكرة عن الوساطة والمناصرة للقيام بحملة انتخابية".
من جهتها قالت رئيسة جمعية قبيع الخيرية وعضو بلدية قبيع في قضاء بعبدا جبل لبنان سناء رافع الأعور "هذه المرة الثانية التي أشارك مع GPGF في هذه الدورات، وقد ساعدتنا جداً في تطوير مهاراتنا في مجال العمل البلدي، ونمت قدراتنا وزادت خبراتنا، كما ساهمت بتعريفنا على العديد من النساء ليصبح هناك تشبيك بيننا، وكانت مشاركتي في هذا النشاط عبارة عن مداخلة تمحورت حول مشاركة المرأة في السياسة وتناول المعوقات التي تواجه المرأة في الحياة السياسية، وتحد من قدراتها وتحرمها من الوصول إلى مواقع صنع القرار".