لحمايته من الكوارث الإنسانية والطبيعية... المقاومة على سد تشرين مستمرة
منذ أكثر من 40 يوماً وأهالي مناطق إقليم شمال وشرق سوريا يتوجهون إلى سد تشرين ويبدون مقاومة تاريخية ستسطر في صفحات التاريخ، داعمين بتواجدهم على السد قواتهم التي تحمي مناطقهم من الكوارث الإنسانية والطبيعية.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250217-almadt-jpgc65cad-image.jpg)
مركز الأخبار ـ اكدت النساء من مختلف المناطق بأن مقاومة الشعب على سد تشرين هي حق مشروع لأهالي المنطقة، والهجمات التركية على السد ما هي إلا خرق للقوانين والمواثيق الدولية.
حول الانتهاكات والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال التركي بحق شعوب مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والمقاومة التي يبديها الشعب في سد تشرين لحماية مكتسباته بروح حرب الشعب الثورية، قالت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مدينة قامشلو منال فخري، التي كانت من بين قوافل الأهالي المتجهة لسد تشرين "وحدة الأهالي ووقفتهم القوية رسمت في مخيلتهم لوحة للمقاومة وحرب الشعب الثورية"، مؤكدة "لن نتخلى عن المكتسبات التي حصلنا عليها بدماء الشهداء ومقاومة قواتنا العسكرية والأهالي".
وأوضحت أنه رغم الهجمات المتكررة الأهالي متواجدين على سد تشرين "مقاومة الأهالي كانت أقوى وأكبر من أسلحة الاحتلال، فالأهالي بإصرارهم مستمرين في هذه المقاومة حتى آخر رمق من دمائهم".
ومن جهتها قالت الإدارية بلجنة الصلح لمجلس تجمع نساء زنوبيا زريفة السيد أن "سد تشرين المصدر الأساسي وشريان الحياة بالنسبة للمنطقة، كونه يغذيها بالمياه والكهرباء". لافتة إلى خطورة استمرار الهجمات عليه "إن استمرار استهداف السد بالطائرات الحربية والمسيرات قد يؤدي إلى انهياره وهذا يعتبر كارثة حقيقية تهدد حياة الملايين".
وحول مقاومة الأهالي أكدت "يبدي الأهالي مقاومة آبية من خلال ذهابهم إلى السد للوقوف صفاً وصوتاً واحداً أمام هذه الهجمات، معبرين عن رفضهم وغضبهم حيال تلك الاستهدافات التي زادتهم عزيمة وإصرار على المقاومة".
وأوضحت أن حماية السد واجب وطني "تواجدنا على السد اليوم هو وجه من أوجه المقاومة فقد قدمنا المئات من الشهداء الأبرار، ولن نستسلم ولن ترهبنا طائراتهم ومسيراتهم"، مؤكدة "علينا أن نرفع من وتيرة نضالنا ومقاومتنا، من خلال التضامن الشعبي والتكاتف الذي سنتمكن من خلاله مواجهة هذه الاستهدافات وإفشال مخططات الاحتلال".
"بالمقاومة سننتصر"
من جانبها وصفت عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا ذكريات الموسى مقاومة الأهالي على سد تشرين بأنها "أساس الصمود والنضال في وجه الاحتلال التركي، وبالرغم مما يتعرض له الأهالي المناوبون على سد تشرين بشكل يومي من استهدافات، إلا أنهم صامدون بروح الإرادة القوية والإصرار في حماية السد، ودعم قوات سوريا الديمقراطية".
وشددت على أهمية التضامن الشعبي في ظل المرحلة الراهنة "لن نتمكن من حماية السد إلا من خلال روح التضامن الشعبي والتكاتف شيوخاً ونساء وشباباً من كافة المكونات".
وبدورها قالت الحقوقية زركة طيار من مدينة كوباني بمقاطعة الفرات "الشعب السوري عاش على مدار أعوام الكثير من الصعوبات والنزاعات، لذلك حان الوقت اليوم لكي يعيش بحرية في بلاده، دون حروب ونزاعات، ولكن مع الأسف الشيء الواضح والمعطيات التي نشاهدها على الأرض الواقع عكس هذا، والأكثر وضوحاً هو الهجمات والانتهاكات التركية ومرتزقتها على الأراضي والمناطق السورية".
وأوضحت "تركيا هي دولة جارة بالنسبة لسوريا وحدودها واحدة، نرى بأن على مدار أعوام وبشكل خاص بعد انطلاقة ثورة روج آفا، لم يكن هنالك أي انتهاكات من قبل مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بحق الأراضي التركية من الناحية العسكرية والمدنية، ولكن بالرغم من ذلك مناطقنا تشهد انتهاكات واعتداءات من قبل الاحتلال التركي ويوماً تلو الآخر وتزداد هذه الاعتداءات وبشكل خاص بعد سقوط النظام السوري".
ومن الناحية القانونية قالت إن "الهجمات التركية التي يتعرض لها شعوب إقليم شمال وشرق سوريا وبشكل خاص الأهالي المناوبين على سد تشرين والذين يبدون مقاومة تاريخية، فهي تخترق القوانين والمواثيق الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف التي تنص على أن المنشآت الحيوية والبنية التحتية وبشكل خاص السدود، يجب أن تكن منطقة أعين محمية ويمنع دخول النزعات المسلحة إليها". مشيرة إلى أن انهيار السد سيؤثر على جميع المناطق.
وأوضحت أن الهجمات التركية تسببت في حرمان ما يقارب من 413 ألف مدني من خدماته الأساسية وهي المياه والكهرباء، كما أنها أودت بحياة العشرات من الأهالي وإصابة المئات "استمرار هذه الهجمات سيؤدي إلى كوارث بيئية وبشرية، ونناشد العالم والمجتمع الدولي بأن يبدي ردود فعل جدية حول ما تعيشه الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا، ويأخذون بعين الاعتبار بأن تركيا تخترف القوانين الدولية في مناطقنا".