خوف ورعب... أطفال يعانون اضطرابات نفسية بعد الزلزال

يعاني الأطفال في إدلب ضغوطاً متراكمة منذ سنوات نتيجة القصف والتهجير وعدم توفر مقومات البيئة المستقرة والآمنة، ليأتي الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي أكثر وقعاً على نفسية هؤلاء الأطفال الذين لم يجدوا حتى اللحظة من يخرجهم من حالتهم تلك.

هديل العمر

إدلب ـ أكدت المرشدة النفسية كريمة الرحال على ضرورة النظر في الاحتياجات النفسية للأطفال الناجين من الزلزال، وتوفير مساحات دعم آمنة لهم لممارسة أنشطة ترفيهية، وضرورة طمأنتهم وتهدئة روعهم وإكسابهم مهارات تساعدهم على تجاوز الذكريات المخيفة والمؤلمة التي عاشوها.

بمشاكل سلوكية وتبول لا إرادي وعدوانية واضحة واجه الطفل لؤي البندر البالغ من العمر سبع سنوات كارثة الزلزال والخروج من تحت أنقاض منزلهم وبقاءه على قيد الحياة مع شقيقته التي تكبره بخمس سنوات بعد وفاة والديهما.

وقالت عمة الطفل وتدعى ربيعة البندر (37) عاماً أن ما واجهه الطفل تحت أنقاض منزلهم مؤلم جداً وله أثر نفسي سلبي كبير، ستبقى ذكراه مسجلة في عقله إلى الأبد.

وأشارت إلى حجم الألم الذي ألم بالعائلة بعد فقدان أفراد منها جراء الزلزال ووقع الصدمة على الأطفال كان الأعنف والأكثر مأساوية.

وتعمل ربيعة البندر على مساعدة الطفل بطرق متعدد سواء بتشجيعه على اللعب أو الاندماج مع أقرانه من الأطفال الآخرين بعد أن أصبح منزوياً وحزيناً وخائفاً طوال الوقت.

وطالبت جميع المؤسسات المحلية بتوفير وسائل وطرق الدعم النفسي المتخصص لمساعدة هؤلاء الأطفال بعد ألم الفقد والرعب الذي مروا به.

فاديا البرهوم (31) عاماً ظهرت على ابنتها جنى البالغة من العمر ست سنوات أعراض نفسية متعددة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، ومنها الخوف والقلق واضطرابات النوم الدائم والكوابيس.

وترجع تلك الأعراض لمدى الرعب الذي لامسته الطفلة حين وقوع الزلزال الذي حدث أثناء نومها بعد أن استفاقت مذعورة من شدة اهتزاز المبنى الذي يقطنوه في مدينة حارم "كانت لحظات تحبس الأنفاس، لم يكن لدينا الأمل بالخروج أحياء من المبنى الذي نقيم فيه بالطابق الرابع، لقد بدأت الجدران تتصدع بينما نحاول الهرب مع أبنائنا مسرعين".

ورغم أن فاديا البرهوم لجأت لإحدى مخيمات المنطقة بعد نجاتها من الزلزال المدمر وحصلت مع عائلتها على خيمة من إحدى الفرق التطوعية، إلا أن ابنتها الوحيدة جنى لا تكف عن البكاء والخوف والذعر في كل ليلة.

"صاحبت الأعراض النفسية أخرى عضوية تمثلت بتشنجات ومشاكل هضمية، غثيان وإقياء وفقدان شهية، ولا أعلم إن كانت مؤقتة أم أنها ستطول أكثر من ذلك" تقول فاديا البرهوم.