خطف وابتزاز ونهب… معاناة لا تنتهي في المناطق الخاضعة للجهاديين في سوريا
تعرضت امرأة كردية إلى ابتزاز بعد خطف أبنها، فيما يسرق محاصيل الزيتون في عفرين من قبل الاحتلال التركي، بينما اللاذقية تشتكوا من عمليات السطو، هذا ما تعانيه سوريا في ظل سيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام.
 
					مركز الاخبار ـ تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام، وكذلك المحتلة من قبل الاحتلال التركي إلى انتهاكات واسعة وسط غياب الرادع والرقابة القانونية.
وسط غياب القانون والأمن تتحول المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية، والخاضعة لسيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام، إلى بؤرة من الفوضى والفلتان، نتيجة تكرار حالات الخطف والقتل، ونهب وسلب ممتلكات المدنيين باستخدام العنف والسلاح.
اختطاف متكرر وابتزازات
وقتد تلقت امرأة كردية في ريف حلب الشرقي ابتزازات تطالبها بمبالغ مالية بعد اختطاف أبنها إلى جهات مجهولة من قبل الاحتلال التركي، وقد ناشدت في وقت سابق بالكشف عن مصير أبنها وسط تدهور حالتها الصحية ومحاولة الانتحار.
تداول مؤخراً فيديو لامرأة كردية بشكل واسع على مواقع التواصل الافتراضي تطالب بالكشف عن مصير أبنها الذي اختطف من قبل مرتزقة الاحتلال التركي فصيل "العمشات" في 9 تشرين الأول /أكتوبر الجاري في بلدة تل عرن ريف حلب الشرقي ذات الغالبية الكردية، وقد حاولت الأم الانتحار قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى، وسط حالة ضغط نفسي شديد، وحالة صحية متدهورة.
ورغم كافة المناشدات الأهلية والحقوقية لم تُقدم الجهات المعنية أي معلومات عن مكانه أو ظروف اعتقاله، في حين تلقت والدته المكلفة بمسؤولية رعاية ابنها تهديدات مباشرة وابتزازاً مالياً من أرقام أجنبية تطالبها بمبالغ تتراوح بين 7 و10 ألف دولار مقابل الكشف عن مصيره بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعيش الشعب الكردي في ريف حلب الشرقي حالة من الذعر والخوف المستمر نتيجة الممارسات التعسفية للمرتزقة الموالية لتركيا، والتي تشمل الاعتقالات التعسفية، المداهمات، الابتزاز، الاستدعاءات غير القانونية، واختطاف المدنيين، دون أي تدخل رسمي لوضع حد لهذه الانتهاكات أو حماية المدنيين.
وبدوره ناشد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجهات المعنية بالتدخل الفوري للكشف عن مكان الشاب المعتقل وإطلاق سراحه فوراً، وضمان سلامة والدته التي تعيش حالة صحية حرجة نتيجة الضغوط النفسية، والتحقيق بشكل علني مع المسؤولين عن الانتهاكات، ووقف الابتزاز والترهيب الممنهج ضد المدنيين الكرد، وضمان محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم، وإتاحة المعلومات أمام الرأي العام لتوضيح مصير المعتقلين والكشف عن جميع الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في مناطق ريف حلب الشرقي.
الاحتلال التركي يستهدف المزارعين بلقمة عيشهم
وفي تقرير آخر لمرصد السوري لحقوق الإنسان أكد على "تعرض بستان زيتون يخص أحد الفلاحين الكُرد في منطقة سهل كتخ بريف عفرين لعملية نهب واسعة لموسم الزيتون"، وذلك من قبل مرتزقة الاحتلال التركي.
وقد أظهر فيديو متداول أثناء جمعهم لثمار الزيتون من الأشجار وينقلونها بسياراتهم، في غياب تام لحماية حقوق المزارعين، وقد كشفت تقارير أصدرت من جهات معنية عن حجم معاناة الشعب الكردي في مقاطعة عفرين المحتلة من الانتهاكات وسط ضغوط اقتصادية كبيرة نتيجة الاستيلاء المتكرر على الأراضي والمحاصيل، الامر الذي يزيد من هشاشة معيشتهم.
وفي 27 تشرين الأول تعرض أحد أهالي قرية بيلا التابعة لناحية بلبل بريف عفرين لعملية نهب كاملة لمحصوله من قبل مرتزقة الاحتلال التركي وما يسمى بفصيل "جيش النخبة"، حيث سُرقت نحو 900 شجرة زيتون، ضمن حملة ممنهجة لنهب ممتلكات المزارعين.
ازدياد عمليات السطو وسط الفلتان الأمني
ومن جانب آخر بين المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أغلب مدن وقرى وأحياء مدينة اللاذقية تشهد فوضى أمنية واسعة، نتيجة انتشار السلاح المنفلت، وظاهرة السرقة والسطو المسلح المتكرر بشكلٍ يومي، مشيراً إلى أن "ظاهرة السرقة، وظهور مجموعات مسلحة تقوم بالنهب والسلب في المدن والقرى على حدٍ سواء للسيارات والمنازل، وفي كثير من الحالات يتم القبض على السارقين، إلا أن سرعان ما يطلق سراحهم، ما يحول دون محاسبة فعلية للمجرمين، ويرسخ ظاهرة الانفلات الأمني.
هذا وتتكرر العمليات الإجرامية من نفس الأشخاص المطلق سراحهم، ويذكر سكان الأحياء، الذين تعرضوا للسرقة، بأن اللصوص يتبعون لجهاديي هيئة تحرير الشام أو موالون لهم، وأن الأهالي لا يتوجهون للإعلام للإعلان والكشف عن هذه الحالات تخوّفاً من العواقب من الجهاديين.
وتخلق هذه الانتهاكات حالة من الذعر والخوف بين الأهالي نتيجة إطلاق الرصاص بشكل عشوائي في الاحياء السكنية.
