جرح ينتظر الشفاء: مذبحة تل عزير وسيبا شيخ خضر

قالت عضو منسقية TAJÊ، شمه رمو، التي شهدت مجزرة تل عزير وسيبا شيخ خضر قبل 17 عاماً، إنه في ذلك الوقت، كانت قوات البيشمركة PDK هي السبب في المجزرة.

هيفيدار شنكالي

شنكال - قبل 17 عاماً، في 14 آب/أغسطس 2007، تم تنفيذ هجوم بأربع سيارات مفخخة في تل عزير وسيبا شيخ خضر وهي قرى تابعة لشنكال، ونتيجة لذلك فقد ما بين 600-700 من الإيزيديين حياتهم ومازال مصير كثير من الناس غير معروف.

مرت 17 سنة على مجزرة تل عزير وسيبا شيخ خضر، ومن جهة أخرى، مرت 10 سنوات على فرمان 3 آب/أغسطس، لكن على الرغم من هذه المجزرة الكبيرة التي تسمى إبادة جماعية، لا يوجد حتى الآن أي تحقيق من قبل العراق حول تلك الهجمات ولم تتم معاقبة أي شخص مسؤول كما أن مئات الأسر لا تزال تنتظر رؤية المفقودين منذ 17 عاماً.

 

مجزرة تل عزير وسيبا الشيخ خضر  

عن مجزرة تل عزير وسيبا، تحدثت إحدى الشاهدات عليها وهي عضو تنسيقية حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) شمه رمو التي أشارت إلى أنه لم يتم التقاط أي صور أو فيديوهات لانفجار تل عزير عام 2007، وبالتالي لم يتم الكشف عن حقيقة تلك المجزرة حتى الآن.

وأوضحت أن تفجير سيبا وتل عزير وقع حوالي الساعة الرابعة عصراً "في ذلك الوقت لم يكن أحد يشك في حدوث شيء كهذا، لقد قلنا إن السماء نزلت على رؤوسنا، وتصاعد الدخان والتراب من أربع جهات بسبب شدة الانفجار. تساءلنا ماذا حدث، لأنه في ذلك الوقت لم تكن الهواتف المحمولة موجودة كثيراً، ولم نفهم أو نعرف ما حدث ثم جاءت مكالمة هاتفية تفيد بأن شاحنة مملوءة بالقنابل فجرت نفسها عند نقطة التفتيش وكانت هناك 5 شاحنات محملة بالقنابل، اثنتان منها ذهبت إلى سيبا واثنتان ذهبتا إلى تل عزير وواحدة ذهبت إلى قرية عزير، لكنها انفجرت قبل أن تصل إلى هدفها لكن الشاحنات التي دخلت إلى تل عزير وسيبا فجرت نفسها بين الناس".

 

"قُتل المئات من الأشخاص"

وبحسب المعلومات التي سمعتها حينها، فقد تم رصد الشاحنة المفخخة عند دخولها إلى سيبا وأطلقت القوات هناك النار عليها، لذا انحدرت الشاحنة إلى الوادي وانفجرت هناك "متأكدة من أن أجزاء الشاحنة المفخخة تناثرت على مسافة حوالي 5 كيلومترات، وأدى ذلك إلى تدمير العديد من المنازل المجاورة وإلحاق أضرار مادية بها، كما تم إطلاق النار على الشاحنة التي دخلت لكنها انفجرت وسط الحشد، ولقي حوالي 600-700 شخص حتفهم في تلك الانفجارات وفي ذلك الوقت جاءت الطائرات لنقل الجثث والجرحى، لكن هوية العديد من الأشخاص الذين أجلتهم الطائرات في ذلك الوقت لا تزال مجهولة. وحينها قالوا إن الطائرات طائرات أمريكية، لكن ما زال الأهالي لا يعرفون مصير مفقوديهم كان الانفجار الذي وقع في تل عزير شديداً وقاسياً للغاية".

 

"قالوا سنحميكم"

وأضافت "رأيت بأم عيني كيف أن الرؤوس انفصلت عن الأجساد. تم جمع أشلاء جميع الضحايا ونقلها إلى شيخمند ودفنها هنا كحزم قش. تلك الأشلاء من الضحايا لا تزال في شيخمند ولم نر حتى الآن أي شخص مسؤول تتم محاكمته. في ذلك الوقت، كانت قوات البيشمركة التابعة لـ PDK هي السبب في الانفجار.  في ذلك الوقت، قالت قوات البيشمركة PDK وعائلة البارزاني إننا سنحميكم. ووقت الانفجار، حذر أهالي سيببا من أن الشاحنات ذات الحمولات الثقيلة آتية ويجب أن تأخذ البيشمركة الاحتياطات اللازمة، لكن البيشمركة قالوا إن قائدهم نائم ولا يستطيعون إيقاظه وإلى أن استفاق القائد، وقع الانفجار ومات مئات الأشخاص. في ذلك الوقت، قالت البيشمركة إننا سنحميكم، ولن نسمح بحدوث أي شيء للإيزيديين، إنهم شعبنا، ولغتنا وثقافتنا واحدة. لكن للأسف لم يصبح الأمر كما قالوا. وللأسف، لم تكن أمتنا الإيزيدية تعرف نفسها في ذلك الوقت كما الآن".

 

المخاطر على الإيزيديين في مخيمات إقليم كردستان

ولفتت عضو منسقية TAJÊ، شمه رمو، إلى المخاطر التي يتعرض لها الإيزيديون الذين يعيشون في مخيمات إقليم كردستان "مثلما هربوا في 3 آب 2014 عند هجوم داعش إلى مخيمات إقليم كردستان بنفس الطريقة الآن يهربون من هذه المخيمات إلى شنكال. وبسبب افتقارهم إلى المعرفة، فإنهم ما زالوا غير قادرين على مغادرة المخيمات بشكل كامل. لماذا تفكرون في المال، لماذا تقولون إن بيوتنا وخيامنا باقية في المخيمات، هل في تلك الخيام ذهب وفضة لا تستطيعون التخلي عنها والعودة. الأشياء الموجودة في المخيمات ليست ملكاً لكم وليست منازلكم. بعد انفجار تل عزير وسيبا وفرمان 3 آب 2014، لم تتعاف أمتنا حتى الآن".

 

"هذا يكفي"

كفى، ندعو شعبنا إلى عدم تكرار ذلك للمرة الثالثة. يجب أن يعرف شعبنا نفسه الآن، ويعرف أصدقاءه وأعدائه. يجب على أمتنا الآن أن تفهم حقيقة العدو جيداً. الآن الخطر الأكبر يقع على مخيمات إقليم كردستان. نناشد أهلنا المتواجدين في المخيمات ونطالبهم بالعودة إلى أرضهم. نحن نطالبهم بالعودة إلى أرضهم منذ عشر سنوات، ولا نقول لهم أن يأتوا ويحملوا السلاح من أجلنا أو ينضموا إلى عملنا، فقط عودوا إلى أرضكم. لن يجد الإيزيديون مكاناً أكثر سلاماً مثل شنكال وأنا أدعو الأمة الإيزيدية إلى عدم الانضمام إلى ألاعيب العدو بعد الآن".

 

"لن يستطيع البيشمركة دخول شنكال مرة أخرى"

وأشارت شمه رمو في كلمتها إلى اتفاق 9 تشرين الأول/أكتوبر حيث أن الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية يريدان العودة إلى شنكال بهذا الاتفاق، "بنفس الطريقة التي باعت بها عائلة البارزاني إقليم كردستان، باعت شنكال بنفس الطريقة في 3 آب. وهي الآن لا تعرف كيف ينفذ اتفاق 9 أكتوبر وفي كل مرة يجرب طرق وأساليب مختلفة لتنفيذ الاتفاق ولكن إلى أن يبقى هناك أم وابنة وشاب واحد فقط من شنكال، فإن البيشمركة لن تستطيع دخول أراضينا مرة أخرى. حتى الآن يتم بيع بناتنا في الأسواق ولم تتم محاكمة أي من المسؤولين عن ذلك ولهذا السبب لا يمكنهم دخول أراضي شنكال".

 

مخططات الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني والعراق

ومن ناحية أخرى، تحاول الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية خلق التوتر بين الإيزيديين والعرب باستخدام أدواتهم لزعزعة السلام في شنكال وكجزء من هذه الخطة أمرت محكمة جنايات نينوى بتاريخ 8 آب/أغسطس بالقبض على قاسم شيشو، القائد العسكري الإيزيدي للحزب الديمقراطي الكردستاني، بتهمة الإساءة إلى نبي الإسلام. وبعد يوم واحد من قرار اعتقال قاسم شيشو، هدد بعض رجال الدين في بهدينان المنتمين إلى حزب PDK بمهاجمة الإيزيديين في مخيمات دهوك وبعد تهديدات بعض رجال الدين، غادرت المئات من العوائل الإيزيدية في المخيمات إلى شنكال خوفاً من التعرض لهجوم.

ولفتت شمه رمو إلى هذا الوضع "هؤلاء الملالي الذين نادوا بشن فرمان على الإيزيديين هل عوقبوا أو تمت محاسبتهم، بالطبع لا. في المقابل، لم تتم محاسبة قاسم شيشو أيضاً. كان يجب محاسبة قاسم شيشو أيضاً وإخباره أنك اليوم ألقيت الأمة الإيزيدية، الأمة المسكينة، إلى الذئاب والحيتان. لقد بعتم نسائنا وفتياتنا وأولادنا كما في 3 آب، بعتم شنكال وما زلتم تبيعونها إلى اليوم."

 

"بفضل الكريلا والإعلام رأى العالم كله وسمع بالفرمان"

وفي نهاية حديثها ذكرت شمه رمو أنه لولا وجود الكريلا ووسائل الإعلام لما نُشر فرمان 3 آب/أغسطس في العالم، ولم يُسمع به "لو لم ينشر فرمان 3 آب لم يكن ليعلم أحد ماذا حدث للايزيديين. بفضل القائد عبد الله أوجلان وكوادر حزب العمال الكردستاني شهد العالم كله وسمع ما حدث للإيزيديين. في وقت هجوم داعش، كان الآلاف من البشمركة والقوات العراقية متواجدين في شنكال، لكنهم غادروا شنكال دون أن ينظروا ورائهم. ونحن نعلم اليوم أنه إذا حدث فرمان للإيزيديين في المخيمات فمن سينقذهم، سينزل الكريلا الموجودين على قمة الجبل، ويأخذون في الاعتبار الموت وكل المخاطر وينقذون أمهاتنا وأخواتنا مرة أخرى. نحن نعرف كل شيء جيداً حتى الآن تعرض الإيزيديين لـ 74 فرماناً، لكن باستثناء الفرمان الـ 74 ما هي الفرمات التي شوهدت وسمعت؟".

 

"كل امرأة تقاوم وتصمد بأفكار القائد عبد الله وفلسفته"

وختمت شمه رمو حديثها بالقول "اليوم، بفضل أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان يمكننا كنساء إدارة أنفسنا، يمكننا التحدث عن قضيتنا وحقوقنا أمام كل إنسان. اليوم في شنكال، يمكن لجميع الأمهات والنساء اللاتي اتخذن هذه الفكرة كأساس أن يقاومن ويحمين أنفسهن".