جمعية القلم الأمريكية: إيران ثاني أكبر سجن للكتاب في العالم
بحسب أحدث تقرير "مؤشر حرية الكتابة" نشرته جمعية القلم الأميركية، ارتفع عدد الكتاب المسجونين في العالم للعام السادس على التوالي، وأصبحت إيران ثاني دولة في العالم تنتهك حرية التعبير بعد الصين.

مركز الأخبار ـ نشرت جمعية القلم الأمريكية، أمس الخميس 24 أيار/مايو، أحدث تقرير لها بعنوان "مؤشر حرية الكتابة 2024"، مشيرة إلى أن عدد الكتاب السجناء في العالم ارتفع للعام السادس على التوالي، وأن الصين وإيران والمملكة العربية السعودية على رأس الدول التي تنتهك حرية التعبير.
بحسب هذا التقرير، بلغ عدد الكتاب المسجونين في 40 دولة حول العالم في عام 2024 نحو 375 كاتباً. في حين بلغ عدد الكتاب السجناء في عام 2023 نحو 339 كاتباً في 33 دولة. وبحسب هذا التقرير، تظل الصين، التي تضم 118 كاتباً مسجوناً، أكبر سجن للكتاب في العالم، وتأتي إيران في المركز الثاني في هذا الترتيب، حيث تضم 43 كاتباً مسجوناً، معظمهم نساء.
ومن حيث عدد الكتاب السجناء، تأتي هذه الدول في المرتبة من الثالثة إلى العاشرة على التوالي: المملكة العربية السعودية (23)، فيتنام (23)، إسرائيل (21)، روسيا (18)، تركيا (18)، بيلاروسيا (15)، مصر (10)، وميانمار (10).
وبحسب تقرير صادر عن جمعية القلم، فإن عدد الكتاب المسجونين في إيران انخفض قليلاً، وصل عددهم إلى 49 في العام السابق (2023)، وشهد عدد الكتاب المسجونين في هذا البلد قفزة كبيرة في عام 2022.
في عام 2023، كانت إيران في نفس المرتبة، مع فارق أن عدد الكُتّاب المسجونين بلغ 49. ووفقاً لتقرير منظمة القلم، يشير هذا الانخفاض الطفيف إلى استمرار الاتجاه بالانخفاض في عدد السجناء بعد القفزة الحادة في عام 2022، وهو العام الذي تم فيه اعتقال الكُتّاب خلال القمع الواسع النطاق للانتفاضة الثورية الأخيرة بعد مقتل جينا أميني.
وبحسب هذا التقرير فإن عدداً كبيراً من الكتاب الذين تم إطلاق سراحهم بعد الانتفاضة الثورية إما فروا إلى المنفى أو ما زالوا تحت قيود وضوابط شديدة.
وفي الوقت نفسه، شهد العام الماضي اعتقالات عديدة جديدة للكتاب والفنانين، وتلقى بعض السجناء السابقين أحكاماً إضافية وجديدة.
كما هو الحال في السنوات السابقة، كانت القوميات والشعوب المقيمة في إيران، وكذلك الكاتبات المدافعات عن حقوق المرأة، أكثر عرضة للاعتقال من غيرهم.
وترى جمعية القلم الأمريكية أن هذا بمثابة شهادة على الدور الرئيسي الذي يواصل الكتاب لعبه في الدعوة إلى التغيير السياسي والاجتماعي، بما في ذلك تحدي قوانين الحجاب الإلزامي والعمل على إلغاء عقوبة الإعدام.
وأشارت الجمعية في تقريرها أيضاً إلى "زيادة حالات اعتقال الكاتبات" وزيادة عدد حالات سجن "المعلقين على الإنترنت" بسبب نشر آرائهم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها اتجاهات مثيرة للقلق في البلدان التي تنتهك الحق في حرية التعبير.
وفي تقريرها "مؤشر حرية الكتابة" لعام 2024، تناولت الجمعية على وجه التحديد وضع بعض الكاتبات، بما في ذلك الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي، التي تعرضت للضرب المبرح على يد قوات الأمن في سجن إيفين في آب/أغسطس 2024 مع العديد من النساء الأخريات.
ومن بين الكاتبات والمترجمات والشاعرات الأخريات سبيدة رشنو، وكلرخ إبراهيمي إيرائي، ومهوش ثابت، وعاطفة رنغريز، وحورا نيكبخت، وسروناز أحمدي، حيث أوضحت جمعية القلم الأمريكية حالة المواجهات الأمنية والقضائية معهن.
وتقول كارين دويتش كارلكار رئيسة قسم حماية الكتاب المهددين "تحاول الأنظمة الاستبدادية بشكل يائس السيطرة على المساواة حسب إرادتها وإخفاء الحقيقة حول أفعالها. لهذا السبب فإن للكتاب دوراً مهماً وهذه الأنظمة تحاول إسكاتهم".