جمعيات نسوية تدين الاعتداء على جمعية "الكرامة" في الجزائر

في أعقاب الاعتداء على جمعية "الكرامة" لتنشيط المرأة والدفاع عن حقوقها في الجزائر، نددت عدد من الجمعيات النسوية بالاستهداف المباشر لنشاطات دعم المرأة.

الجزائر ـ شهد مقر جمعية الكرامة بمدينة عين وسارة اعتداءً طال معدات تدريب نسوية أساسية، ما أدى إلى تعطيل ورشات حيوية تهدف لتمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً، وأثار مخاوف حول استهداف مباشر لنشاطات دعم المرأة.

أدانت مبادرة TBD (غداً أفضل) وعدد من الجمعيات النسوية، بأشد العبارات، الاعتداء التخريبي الذي استهدف مقر جمعية الكرامة لتنشيط المرأة والدفاع عن حقوقها بمدينة عين وسارة في الجزائر، معتبرةً أن ما جرى مساساً مباشراً بحق النساء في العمل، التدريب، والعيش بكرامة.

وأكد البيان أن هذا الاعتداء لم يقتصر على تخريب مادي للمقر، بل طال بشكل مباشر معدات التدريب المهني التي تعتمد عليها عشرات النساء في مسارهن نحو الاستقلال الاقتصادي، مما أدى إلى تعطيل ورشات حيوية تمثل مصدر دخل ودعم اجتماعي لعدد من الأسر.

وبحسب المعطيات الميدانية، وقع الاعتداء صباح الجمعة 12 كانون الأول/ديسمبر، داخل مقر الجمعية الكائن في دار الشباب الجديدة بسوق الفلاح، حيث تم كسر باب المقر والدخول إليه بطريقة توحي بوحشية الفاعلين، وأسفر التخريب عن إتلاف أربع آلات خياطة تُعدّ العمود الفقري للورشات التدريبية؛ إذ عُثر على ثلاث آلات مخبّأة خلف المبنى في مكان معزول، فيما وُجدت آلة رابعة محطّمة بالكامل، إضافة إلى تسجيل أضرار في آلة أخرى داخل المقر، ما خلّف خسائر مادية عطّلت برامج التدريب الحرفي.

ويكتسي توقيت الاعتداء دلالة مقلقة، كونه جاء بعد 48 ساعة فقط من اختتام ملتقى نسوي حول قانون الأسرة نظمته الجمعية يومي الثلاثاء والأربعاء، وهو ما طرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان الفعل مجرد تخريب عابر أم رسالة موجهة ضد نشاط يسعى إلى رفع الوعي القانوني وتمكين النساء اجتماعياً.

وشدد البيان على أن تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً ليس تهديداً للمجتمع، بل أحد ركائز استقراره وتماسكه، كما أكدت ذلك مراراً السياسات العمومية الجزائرية واللقاءات الرسمية المتعلقة بمناهضة العنف ضد النساء ودور المرأة في التنمية.

كما اعتبرت الجمعيات النسوية أن ما حدث يُعدّ شكلاً من أشكال العنف المادي والمعنوي والنفسي والاقتصادي، لما خلّفه من خوف وتعطيل لمصادر الرزق ومسّ مباشر باستقرار نساء في أوضاع هشّة، مؤكدة أن مقاومة مسارات التمكين لن تثني الفاعلات الجمعويات عن مواصلة عملهن.

من جهتها، وصفت جمعية الكرامة الاعتداء بـ "الفعل الجبان"، مؤكدة أنه استهدف رسالتها الإنسانية والاجتماعية قبل معداتها، مشددة على أن نشاطها سيستمر رغم الصعوبات والضغوط.

وعلى إثر الحادثة، باشرت الجهات الأمنية المختصة المعاينة الميدانية وفتحت تحقيقاً لتحديد ملابسات الاعتداء، مع الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عملية لتأمين الفضاءات الجمعوية.

وفي ختام مواقفها، وجّهت الجمعيات النسوية وجمعية الكرامة نداءً إلى السلطات المحلية بمدينة عين وسارة وولاية الجلفة من أجل توفير الحماية اللازمة ومقر دائم وآمن، يضمن استمرارية النشاط الجمعوي في ظروف تحفظ سلامة النساء والتجهيزات، وتمكّن الجمعية من مواصلة دورها التنموي والاجتماعي.