جلسة حوارية توضح أهمية الإعلام الثقافي في تحسين صورة المرأة

يهتم صالون نون الأدبي بالنساء المبدعات ويسلط الضوء عليهن، للنهوض بالإعلام الثقافي الفلسطيني.

رفيف اسليم

غزة ـ نظم صالون نون الأدبي، جلسة حوارية في مقر بيت الصحافة في قطاع غزة، استضاف خلالها الإعلامية والأكاديمية رابعة الدريميلي للحديث حول سيرتها الشخصية وأهمية الإعلام الثقافي في تحسين الصورة النمطية عن المرأة في المجتمع.

على هامش الجلسة الحوارية التي نظمها صالون نون الأدبي أمس الثلاثاء 15حزيران/يونيو، قالت مؤسسة الصالون فتحية صرصور أنها تحتفل خلال هذا الشهر بالعيد 22 لصالون نون الأدبي من خلال استضافة شخصية نسوية مبدعة لتكون ضيفة الجلسة وقد وقع الاختيار على الدكتورة رابعة الدريملي لفوزها من مدة قصيرة بجائزة المرأة المبدعة لفئة الإعلام الثقافي، وكونها قدمت اسهامات عديدة في النهوض بالإعلام الثقافي الفلسطيني عبر برامجها المختلفة طوال تلك السنوات.

وأوضحت فتحية صرصور أن صالون نون الأدبي يهتم بالنساء المبدعات ويسلط الضوء عليهن فما كتب عن المرأة وما يكتب، يكون محور جلسات حوارية يعقدها الصالون بشكل دوري، خاصة أن تلك الاسهامات تثري المكتبة والثقافة الفلسطينية، لافتةً إلى أن جميع جلسات الصالون تسجل وتدون ومن ثم ترفع عبر الانترنت لتكون مرجع لطلبة العلم والمثقفين ومحاربة لمحاولات "الاحتلال الإسرائيلي" في طمس وسرقة الثقافة الفلسطينية.

 

 

وبدورها عرفت الصحفية رابعة الدريميلي الإعلام الثقافي بأنه عبارة عن عملية يتم من خلالها إرسال المواد، أو الرسائل الثقافية المتعددة لأفراد المجتمع  فهو بالتالي يؤثر على تكوين الإطار المعرفي لديهم مما يترتب عليه سلوكهم فيما بعد، لافتة إلى أنها من خلال هذا الإعلام استطاعت أن توثق ما جرى في فلسطين خلال أحداث النكبة وما قبلها من خلال استضافة كبار السن الذين كانوا شاهدين على عملية التهجير القسري إضافة إلى العديد من الأديبات اللواتي كان لهن دور بارز بالتوثيق من خلال أعمالهم.

وقالت رابعة الدريملي أن البرامج الثقافية لها دور كبير أيضاً في إثراء ثقافة المرأة الفلسطينية والحديث عن إنجازاتها لتغير الصورة النمطية التي يكونها المجتمع المحلي أو العربي تجاه المرأة الفلسطينية التي تمثل الأم والأكاديمية والطبيبة والمناضلة، مضيفة أن تلك البرامج تركز بشكل أساسي على إبراز حقوق النساء وتوعية المجتمع على كيفية التعامل مع احتياجاتهن في ظل كل ما يقدمنه من إنجازات لأسرهن ولبلدهن فلسطين.

وأشارت رابعة الدريملي أنه من مميزات الإعلام الثقافي أنه يحتضن جميع شرائح المجتمع من خلال اختيار الفكرة المناسبة وكيفية الكتابة عنها وفق ما يتناسب مع الفئة أو الشريحة التي ستوجه له ذلك البرنامج فالكتابة للشباب تختلف عن الأطفال، لذلك يجب اختيار الطريقة المناسبة للحديث عن المرأة مع كل فئة، لافتة إلى أن تلك القوالب أيضاً يتم دراستها جيداً قبل تقديمها للمجتمع بهدف التأكد من وصول الفكرة بالشكل الأمثل وإحداث التوعية.

وأضافت رابعة الدريملي أن دراستها لتلك الفئات وتقديمها للبرامج الثقافية بقوالب متعددة ساعدها على أن تحظى بجائزة المرأة المبدعة للعام 2022 عن فئة الإعلام الثقافي، مشيرة إلى أن تلك الخبرة أهلتها كي تصبح عضو في اللجنة الاستشارية لتقييم الأفلام خلال مهرجان الأفلام السينمائية الذي ينظمه مركز شؤون المرأة وتناول عدة أفلام تعرض وضع المرأة محلياً وعربياً ودولياً وصورتها عبر المستويات الثلاث، وكيف ينظر المجتمع لها بإطار إيجابي يدعم النساء ونضالاتهن.

وأوضحت رابعة الدريملي أن النظرة للمرأة تغيرت منذ عدة سنوات حتى اليوم وقد عكست الأفلام الموثقة تلك التغيرات لتكون داعم للمرأة ومؤشر لأن القادم سيكون أفضل لها بفضل الجهود المبذولة ثقافياً ومجتمعياً، خاصة  الإعلامية التي كان ينبذها المجتمع الفلسطيني سابقاً، موضحةً أنه حتى تطور المرأة من نظرة الآخرين لها يجب أن تبدأ من نفسها، فإن كانت قوية وناضجة ستعلم أين تسير بالتالي ستصل بنهاية المطاف لما تريد وهذه رسالتها لجميع النساء حول العالم.