جلسة حوارية في غزة لمواجهة الانتهاكات الواقعة على النساء

دعت النساء المشاركات في الجلسة الحوارية إلى محاسبة ومساءلة مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق النساء والفتيات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

نغم كراجة

غزة ـ نظم مركز "مسارات" جلسة حوارية في قطاع غزة والبيرة؛ للاطلاع على تجربة واقتراحات التكتل النسوي المشكل في إطار مشروع "دعم الحوار النسوي في فلسطين"، بمشاركة القياديات والناشطات في المجال النسوي.

خلال الجلسة الحوارية التي نظمت أمس الخميس 8 أيلول/سبتمبر، دعت مستشارة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين زينة الجلاد إلى مواصلة النساء الفلسطينيات القياديات والناشطات النضال في المجال النسوي، وتعزيز الحوار بين مختلف مكونات الحركة النسوية حول القضايا الوطنية والمجتمعية لتحفيز مشاركة المرأة في كافة المجالات.

وأضافت "هناك عدة تحديات وصعوبات تواجه المرأة الفلسطينية أبرزها العنف والاحتلال التي باتت عواقبهما وخيمة عليها منها استمرار تشردها جراء هدم البيوت خلال الهجمات المتكررة، وإغلاق المعابر الذي يمنعها من السفر والوصول لخدمات صحية أفضل، وذلك يتطلب فرض حلول من قبل الحكومة الفلسطينية والمنظمات النسوية".

وطرحت الحقوقية سامية الغصين فكرة "إبراز البعد الإنساني لضحايا الهجمات الإسرائيلية والأسيرات في قطاع غزة والضفة الغربية، خاصةً الجريمة الأخيرة في الهجوم على القطاع والذي تمثلت بمقتل الرسامة دنيانا العمور وهي في العقد الثاني من عمرها".

وأوضحت أنه يمكن إبراز ذلك من خلال إقامة معرض مؤقت للفنون، وتطويره لاحقاً لمتحف دائم للنساء، بالإضافة إلى تنظيم وقفة تضامنية لمساندة المرأة الفلسطينية.

وعرضت سامية الغصين مشكلة تغييب النساء في المشاركة بإعادة إعمار قطاع غزة منذ عام 2014 "أصبحت تتواجد امرأة واحدة في اللجان التشكيلية مما أدى إلى قلة مشاركة النساء في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية".

وأشارت سامية الغصين إلى أنه "ركزنا على الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة بحق النساء في الضفة الغربية وقطاع غزة، وازدواجية التعامل الدولي مع هذه الممارسات الممنهجة حيث شهدنا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية تحرك حقيقي من قبل المحكمة الجنائية تجاه مرتكبي الجرائم في أوكرانيا، على عكس ما يحدث في فلسطين وتجاهل الجرائم الواقعة على النساء والفتيات".

وشددت على ضرورة تفعيل المساءلة والمحاسبة سواء في فلسطين أو أي دولة تنتهك حقوق النساء وتضطهدن خاصةً أنهن العنصر المتضرر الأول في الحروب والنزاعات المسلحة "نحاول التركيز على إشراك النساء وتفعيل دورهن في حوارات المصالحة الوطنية ما بين الفصائل الفلسطينية نظراً للتغييب الواضح في مشاركتهن".

 

 

وعلى هامش الجلسة الحوارية قالت عضو حزب "فدا" هدى عليان "نستعد لعقد المؤتمر الوطني السنوي، واقترحنا الأطراف المشاركة من لجان تقصي الحقائق ونساء ضحايا الهجوم الإسرائيلي الذي مورس عليهم الاضطهاد والقتل سواء في القدس أو الصفة أو في قطاع غزة"، مشيرةً إلى وجود وكالات ومؤسسات دولية خاصة بعد ازدياد موجة الاعتداء على الصحفيات.

كما أكدت على مشاركة النساء من جميع الفئات في المؤتمر من حقوقيات وأكاديميات وضحايا العنف والهجمات، وسيتم طرح تجارب نسائية من دول العالم كالتجربة الايرلندية حتى يحتذى بها.

ولفتت هدى عليان إلى أنهن طالبن برفع قضية الفلسطينيات على أجندة مجلس الأمن، ووجود عدالة في تنفيذ القرارات الدولية، حيث أن هناك قرارات تنفذ في بعض الدول العالمية كلجنة التحقيق التي شكلت في أوكرانيا حول الانتهاكات التي تحدث فيها، مضيفةً "أُقرت قرارات دولية لم تنفذ على صعيد الأراضي الفلسطينية منها التحقيق في جرائم الحرب، والقتل المتعمد اليومي في الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ 15 عاماً".

وأوصت بعقد مؤتمر دولي يطرح قضايا الشعب الفلسطيني ومعاناته، كما طالبت بوجود حماية دولية توقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق النساء في فلسطين.

 

 

وبدورها أوضحت الدكتورة رانيا اللوح أن "المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي لا زال يعاني من الحصار والاحتلال، وتعتبر قضية الأسيرات خلف القضبان أكبر أمثلة على معاناة المرأة الفلسطينية التي تنتزع منها كافة الحقوق التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، وتعاني الأسيرات من الإهمال الطبي الحاد مثال على ذلك الأسيرة إسراء الجعابيص التي اعتقلت تعسفاً وتحتاج إلى عناية صحية مشددة".

وأضافت "هناك العديد من الصحفيات تعرضن للقتل والاعتقال دون سبب واضح وصريح كالصحفية شيرين أبو عاقلة وغفران رواسنة اللتان قتلتا أثناء أداء عملهما المدني، فلما تم قتلهما بدم بارد وعدم التحقيق الجاد بتلك الجرائم؟".

 

 

ولفتت رانيا اللوح في ختام حديثها إلى "وجود صور للضحايا أمام الهيئات الدولية حتى تكون شاهدة على هذه الجرائم، تطالب بمعاقبة مرتكبي الجرائم بحقهن دون ازدواجية المعايير".