"Jin Jiyan Azadî" النهضة الجديدة في كردستان

في مواجهة مشاكل سياسات الهجرة والاحتلال والقمع والاستيعاب والدمار المادي والثقافي والأزمة البيئية، فإن الجواب والبديل هو نضال المرأة وثورتها.

روكن نقده

تتدفق المرأة مثل نبع صافٍ ونهر هائج؛ جميلة ونظيفة، تحرر من شرانق الضعف وعدم الرغبة وانعدام الهوية، ويصل إلى ذاته ويدفئ قلبها. إنها تشرق مثل كوكب الزهرة في سماء الليل.

ثورة المرأة هي الشمس التي تشرق بعد آلاف السنين من الظلام. إن دفئه الواهب للحياة يجلب الوعد بالحياة الحرة للإنسانية والطبيعة. لقد زرع القائد عبد الله أوجلان، هذا المفكر الحر، بذور هذه الثورة وسقاها بفلسفة العيش الحر. والآن، بدأت شتلات هذه الفكرة تتجذر في جميع أنحاء العالم.

إن ثمرة هذا الفكر ملموسة وواضحة في النضال، في قلب الحياة المشتركة، في التنظيم الذاتي، وفي وحدتنا العالمية. واليوم تشارك المرأة الكردية جمالها مع جميع نساء العالم. وهذا يعني أنه تم تحدي الجماليات الزائفة. الجمال الحقيقي لا يكمن في المظهر، بل في الفكر والنضال من أجل العيش بحرية، والآن تم الكشف عنه.

هذه الثورة هي نهضة لـ Jin Jiyan Azadî، نهضة تتحرر فيها المرأة من العبودية، وتستعيد الحياة معناها الحقيقي، والحرية كالنسيم البارد تهب على جسد الإنسانية المتعب.

 

فجر الثورة: Jin Jiyan Azadî

وعندما رفع علم الثورة في كردستان بشعار Jin Jiyan Azadî""، تجلى فيه فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان. ورأت المرأة الكردية نفسها في مرآة هذا الشعار وأصبحت على الفور القلب النابض للثورة. لقد اتخذ خطوات حازمة في هذا الطريق الذي لا نهاية له.

وهو الآن يقود النضال ضد الفاشية الأبوية. القائد أوجلان يلوي لفيفة الاحتلال، والسياسي الذي يزيل القناع عن وجه المخادعين. إنه محب للحياة الحرة، ومستكشف للحقيقة، وعالم اجتماع يسعى للعدالة، وصاحب رؤية عالمية.

ولم تعد تلك المرأة أسيرة في براثن رجل مستبد؛ ولن يعد منتجاً إعلانياً أو رأس مال؛ ولن تكون بعد الآن آلة إنتاج العبيد وخادمة على مدار الساعة. والآن قامت امرأة تحرق الأنماط القديمة في عقلها وروحها وتخلق من رمادها ذاتاً جديدة.

وهذا التحول يثير غضب الظالم. هذه المرة المرأة واقفة؛ أقوياء ومصممون، ومستعدون لبناء عالم جديد، عالم تكون فيه المرأة والحياة والحرية ركائزه الأساسية.

 

قيامة المرأة الكردية: نضال لا هوادة فيه ضد الظلم

في شمال كردستان، مع صعود الحركة الآبوجية، ارتقت النساء إلى مرتبة المقاتلين. ورفعوا راية النضال ضد الفكر والملكية الأبوية. لكن الحكومة والأسر التي تعتمد عليها لا تزال تحاول فرض التقاليد الأبوية على النساء.

وتحاول الجماعات المسلحة وقوات الشرطة ورجال الدين التابعين لها تشويه سمعة هؤلاء المقاتلات باتهامات كاذبة وافتراءات لا أساس لها من الصحة. هدفهم هو مهاجمة الحركة النسائية وإسكات أصوات النساء الواعيات. إن التحرش والاغتصاب هما أدواتهما للقمع. وفي مواجهة مقاومة النساء، لجأوا إلى الاختفاء والقتل.

لقد كشف القتل المؤلم للطفلة نارين عن عمق تأثير الجماعات المتطرفة في نسيج الأسرة والمجتمع. تعمل هذه المنظمات بهدف هزيمة المجتمع الكردي وخاصة النساء الكرديات. إن العرض العلني لمقتل نارين هو استمرار للاعتداءات القاسية ضد النساء.

وحتى لو كانت عائلة نارين متورطة في هذه الجريمة، فإن الدولة التركية تحاول حماية الرجال، بينما يتم استخدام الأم كأداة لإخفاء الذهنية الأبوية. يوضح هذا الحدث المحزن كيف تدعم السلطات، بألعاب معقدة، الرجال ذوي الأفكار العدوانية.

ووراء هذه المجزرة تكمن الأيديولوجيا العميقة والمظلمة للسلطات، التي تحاول إخفاء قبحها خلف حجاب المجتمع. لكن المرأة الكردية، بوعيها ووحدتها، تقف ضد هذا القمع وتناضل من أجل الحرية والعدالة.

 

ثورة المرأة: ما وراء الحدود والتوقعات

والأنشطة النسائية، رغم تألقها، لا تزال غير كافية. نارين ليست مجرد شخص واحد؛ إنها تجسيد لكردستان وهوية المرأة والمجتمع. ربما يأتي اليوم الذي تتم فيه تصفية الحسابات وجهاً لوجه، وتنتقم النساء، وخاصة الأمهات الثكالى، من الرجال. لكن الطريقة الرئيسية هي تنظيم الحماية المتأصلة بحيث لا يجرؤ أحد على تكرار مثل هذه المآسي. فليحموا أنفسهم وأطفالهم بروح Jin Jiyan Azadî""، لأن مكافحة هذا الرعب هي فلسفة الثورة النسائية.

ولا يختلف الوضع كثيراً في شرق كردستان وإيران، فمع رفع عل Jin Jiyan Azadî""، تكثفت الهجمات ضد المرأة. إن التغيير الذي أحدثته الثورة في شخصية المرأة أمر لا يطاق بالنسبة للرجال، لأن المرأة الآن هي قائدة حياتها. لم يعد شرفاً أو ملكية أو أداة أو ظلاً لشخص ما؛ فهو نفسه، بإرادة مستقلة. ويعتبر الرجل ذلك فشلاً، لأنه رأى قوته في عبودية المرأة وتبعيتها.

ويقول القائد عبد الله أوجلان "لقد أخرجت المرأة من النظام الأبوي، ولهذا واجهت هجوماً كبيراً وعزلة شديدة". إن النظام القائم على تدمير المرأة محكوم عليه بالانهيار. ومن أجل منع هذا الانهيار يهاجم.

وفي إيران وشرق كردستان، أحدثت فلسفة Jin Jiyan Azadî""، تغييرات على مستوى الأسرة والرجل، وفتحت المجال أمام النقد الذاتي للمجتمع، وخاصة الرجال. عندما يقف الرجال والنساء جنباً إلى جنب في صفوف النضال، تتجلى حقيقة أن الحياة مع امرأة حرة يمكن أن تكون ذات معنى وحرية.

وترى السلطات في هذه التغييرات تهديداً خطيراً وتحاول الحفاظ على سيادتها من خلال فرض قوانين وأنظمة صارمة. لكن موجة التغيير بدأت ولا يمكن لأي عائق أن يقاومها.

 

المرأة: خالقة الحياة والمنتصرة على الموت

تعرف السلطات الآن أن أداة الخوف فقدت فعاليتها. المرأة، التي هي خالقة الحياة، لا تخاف من الموت والنضال. في أعماق وجود المرأة يكمن سر الخلق، ولهذا كانت التضحية ثمن هذه المعرفة مرات عديدة.

لم تعد المرأة تموت ميتة لا قيمة لها. بالنسبة لهم، الموت له معنى مثل الحياة. الموت والحياة والحيوية هي الأضلاع الثلاثة لمثلث الوجود والاستمرارية. الموت، إذا كان في مكانه، هو واهب الحياة؛ أما إذا فرض على امرأة فذلك يعني موت الحياة نفسها.

أي رجل يقتل امرأة فهو في الواقع يقتل الحياة. بهذا الفعل، يقطع علاقته بالفهم الحقيقي للحياة ويطلق رصاصة ليس فقط على جسد المرأة، ولكن أيضاً على قلب الإنسانية.

وفي هذه المعركة يجب على كل امرأة أن تتسلح بسلاح الوعي والتغيير. فالرجل الذي يتحول مع الثورة النسائية ويصقل عقليته المهيمنة بفلسفة Jin Jiyan Azadî""، يستطيع أن يجد هوية جديدة وإنسانية. لكن من يقاوم هذا التطور لا يمكنه أن يفتخر بالمرأة المستنيرة بأي هجوم أو دعاية سلبية.

والآن حان وقت التدقيق. هؤلاء هم النساء الذين سيقررون المصير. إن الحكومات الإسلامية ظاهرياً تعلم جيداً أن ما يجري في إيران هو ثورة تحمل رايتها النساء.

تقدم فلسفة Jin Jiyan Azadî""، تعريفاً جديداً للحياة، وليس للموت. المرأة وحدها هي القادرة على فهم هذا الفهم العميق للوجود بشكل كامل وجعله يتدفق في الحياة. وهذا هو سر ديمومة الثورة التي خرجت من قلب التاريخ وتسير نحو المستقبل المشرق.

 

الثورة النسائية: معركة من أجل التغيير الجذري

وفي قلب هذه الثورة، تناضل النساء من أجل تغيير وجهات النظر التي عفا عليها الزمن حول الزواج والمهر. وفي إيران، تضفي الحكومة الشرعية على زواج الأطفال تحت ستار الشريعة والدين. في العراق، قانون مشؤوم يسمح بزواج الفتيات في عمر 9 سنوات. ورغم وجود أصوات احتجاجية، إلا أنها لم تتحول بعد إلى حراك واسع النطاق.

هذا الوضع الكارثي يتطلب ثورة فكرية في العراق وإقليم كردستان. يمكن لفلسفة Jin Jiyan Azadî""، أن تغير هذه الآراء الجندرية والرجعية. الخيانة التي تحدث في إقليم كردستان اليوم لا يمكن إيقافها إلا بثورة المرأة. الرجال المحتجزون في دائرة مصالحهم لا يجرؤون على مواجهة النظام الحاكم. لكن النساء اللاتي ليس لديهن ما يخسرنه، اخترن الشكل الأكثر جذرية للنضال والمقاومة.

يقول القائد عبد الله أوجلان ببصيرة عميقة "المنظمات العسكرية كلها ذكورية. لن تتحقق الحرية إلا بتمكين المرأة. يخشى البعض من أن تصبح المرأة قوية، لكن الحقيقة هي أن عليك أن تخاف من المرأة الضعيفة، وليس المرأة القوية. هذه المنظمات هي مظهر من مظاهر القمع والعنف. وحيثما لا تتواجد النساء، يصل العنف إلى ذروته. إن المؤسسات التي تحكمها السلطة الأبوية، وخاصة المؤسسات العسكرية، هي أدوات حرب وأعداء للسلام والحياة".

ترسم هذه الكلمات صورة واضحة للتحدي الذي ينتظرنا. إن ثورة المرأة لا تهدف إلى تغيير القوانين فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إحداث تحول جذري في هياكل السلطة وعقلية المجتمع. إنها معركة لإعادة تعريف الإنسانية والعدالة والحرية. إن المرأة، رائدة هذا التحول الكبير، تمهد الطريق لمستقبل أكثر عدلاً بشجاعة ووعي.

 

سنتان من الثورة: دروس للمستقبل

مر عامان على بداية الثورة النسائية بشعارJin Jiyan Azadî""، في إيران وشرق كردستان. ولا تزال هذه الحركة، مع التغيرات الجذرية، ديناميكية وحيوية. منذ الأيام الأولى للانتفاضة وحتى اليوم، تواصل المرأة نضالها في الشوارع والمنازل وأماكن العمل وحتى السجون. وفي هذه الأثناء، يقف الرجال المحبون للحرية أيضاً جنباً إلى جنب مع النساء.

لقد أصبحت هذه الحركة مرآة ينظر بها الرجال إلى أنفسهم وهم يعرفون هوية المرأة وإرادتها الحرة. إنهم مجبرون على القيام بثورة داخلية، لأنهم أدركوا أنه بدون حرية المرأة، لا الحياة ولا الوطن، لن تتذوق معنى الحرية الحقيقي.

لكن نظرة إلى إقليم كردستان تعلمنا دروساً قيمة. حيث قامت ثورة، وسفكت دماء العديد من الشهداء، وكانت النساء رائدات. تم تشكيل حكومة جديدة، لكن حرية المرأة، التي كان ينبغي أن تكون المحور الرئيسي للثورة، لم تكن حتى على جدول الأعمال. اليوم، المرأة في إقليم كردستان محرومة من حقها وإرادتها وهويتها. هذه الأرض، رغم أنها تبدو مستقلة ظاهرياً، إلا أنها وقعت في قبضة الاحتلال والخيانة.

تُظهر هذه التجربة المريرة أن الحكومة التي يديرها الرجال وحدهم لا يمكنها تحقيق الحرية الحقيقية. هل يمكن أن نتحدث عن الوطن والحرية في مثل هذا الوضع؟

الدرس الكبير هو: في إيران وشرق كردستان، يجب أن نتعلم من تجربة إقليم كردستان. يجب أن تكون ثورة المرأة في قلب كل تحول اجتماعي وسياسي. حرية المرأة ليست شعاراً، بل يجب أن تكون الأساس لكل حركة محبة للحرية.

 

ثورة المرأة: تحول شامل في كردستان وخارجها

لقد أظهرت التجربة التاريخية لكردستان أن التطورات الاجتماعية في هذه الأرض تتشكل خطوة بخطوة. واليوم، أصبح مصير المرأة والمجتمع الكردي متشابكاً لدرجة أنه من المستحيل تحرير أحدهما دون الآخر. المرأة هي مفتاح هذا التحرر.

هذه الثورة، أبعد من مجرد حركة بسيطة، تتطلب تنظيماً عميقاً للنساء. ويجب عليهم أن يبنوا نظامهم الدفاعي الخاص وأن يحصلوا على هوية سياسية مستقلة. وبدون هذه الخطوات الأساسية، فإن خطر العودة إلى عصر الحرمان من الحقوق والفاشية الأبوية يكمن دائماً. ولذلك فإن حرية المجتمع مرتبطة مباشرة بحرية المرأة.

إن حركة Jin Jiyan Azadî""، في إيران وشرق كردستان، والتي يسميها البعض ثورة جناح، لها جذور أعمق. ورغم أن مقتل جينا أميني كان الشرارة التي أشعلت نار الثورة، إلا أن هذه الحركة بدأت مع مقتل شلير رسولي. إن هذه الثورة في جوهرها هي ثورة المرأة، ويجب الحذر من استنفاد محتواها.

إن نظرة شاملة للوضع في كردستان تظهر أنه ليس النساء فقط، بل البيئة والأمة الكردية بأكملها، مستهدفات بهجمات منهجية. وتستهدف هذه الهجمات أيضاً القائد أوجلان وحركة الحرية، لأنهم يعتبرون حماة الإنسان والمرأة والمجتمع والبيئة. في الواقع، إنها معركة من أجل الحقيقة ضد نظام مبني على القمع.

هذه الثورة لديها القدرة على الانتشار في جميع أنحاء المنطقة وتنظيمها بفلسفة "Jin Jiyan Azadî" وهذه الفلسفة، لا تقتصر على كردستان فحسب، بل يمكن أن تكون نموذجاً لحركات الحرية في جميع أنحاء العالم.

 

الوطنية في ضوء أيديولوجية تحرير المرأة: نظرة جديدة لمفهوم الوطن

في قلب أيديولوجية تحرير المرأة، يحتل مفهوم الوطنية مكانة خاصة. ويقدم هذا المنظور تعريفاً عميقاً ومتعدد الأبعاد لحب الوطن يتجاوز الحدود التقليدية.

وفي هذا الموقف، فإن للوطنية صلة وثيقة بالوطن الأم. ويشمل هذا المفهوم مجموعة واسعة من القيم: من الحفاظ على اللغة الأم وتوسيع نطاقها إلى حماية ثقافة السكان الأصليين، ودعم جميع التراث التاريخي والاجتماعي. وهذا النوع من الوطنية، الذي يتجاوز مجرد الحماية، يعني إعطاء الحياة لجميع هذه العناصر.

النقطة الأساسية في هذا الرأي هي التمييز بين وطنية المرأة والأيديولوجيات الدينية أو المتخلفة. وهذا التمييز يمهد الطريق لفهم تقدمي وشامل للوطنية. كما أنه يفصل هذا المفهوم عن القومية المتطرفة.

وفي هذا الإطار، عندما تحب المرأة وطنها، فهي لا تدافع عن حقوقها اللغوية والثقافية فحسب، بل تحترم أيضاً وطن ولغة وثقافة الآخرين. ويعتبر هذا الموقف العالمي التنوع الثقافي بمثابة ثروة للأسرة البشرية بأكملها.

وهذا الرأي لا يعتبر المرأة حارسة على تراثها فحسب، بل أيضاً متقبلة للثراء الثقافي للآخرين. وهذا النهج يمهد الطريق أمام الحوار بين الثقافات والتعايش السلمي.

 

المرأة رائدة حماية الأرض ومكافحة الأزمة البيئية

ومن ناحية أخرى، كان للرأسمالية والتصنيع والاستعمار تأثير مدمر على كوكبنا. إن نهب الموارد الطبيعية، والتلوث واسع النطاق، والاستغلال المفرط للأراضي والموارد الجوفية، إلى جانب تدمير الأنواع البيولوجية وزيادة عدد السكان، قد أدى إلى وصول الأزمة البيئية إلى مستوى حرج. وفي هذه الحالة، تلعب المرأة دوراً حيوياً باعتبارها القلب واللغة والحامية الرئيسية للطبيعة. لديهم اتصال عميق مع التربة والهواء والماء وجميع الكائنات الحية. في مواجهة العديد من التحديات، بما في ذلك سياسات الهجرة غير العادلة، والاحتلال، والاستعمار، والاستيعاب الثقافي، والإبادة الجماعية والأزمة البيئية، فإن نضال المرأة وثورتها هو الحل والبديل الفعال الوحيد. من خلال الجمع بين الوعي البيئي والعدالة الاجتماعية، تقدم هذه الحركة طريقة جديدة للعيش في وئام مع الطبيعة ومع بعضنا البعض.