هيئة أممية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية احتياجات النساء في لبنان

أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء تواجهن في الأزمات مخاطر متزايدة تؤثر على صحّتهن النفسيّة والجسديّة.

مركز الأخبار ـ أصدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بياناً اليوم الأربعاء 2 تشرين الأول/أكتوبر، دعت فيه إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة لتلبية احتياجات النساء والفتيات المتأثرات بالأزمة في لبنان.

جاء في البيان "شهدت لبنان في الآونة الأخيرة تصعيداً في الأعمال العدائية ما أدخل النساء والفتيات في خضمّ نزاعٍ دموي إضافي، فبحسب وزارة الصحة في لبنان فأنّه ما بين 8 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023 و1 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024، قُتل 1575شخصاً، منهم 297 امرأة. وبلغ عدد الإصابات 10,835 من بينهم 2100 امرأة. وإلى 30أيلول/سبتمبر نزح مليون شخص من بينهم تقديرياً 520,000 امرأة. وتقدّر هيئة الأمم المتّحدة للمرأة أنّ ما يقارب 12 ألف من الأسر النازحة تتّخذ المرأة معيلًا وحيداً لها".

كما هو الحال في كلّ الحروب، تتأثّر النساء والفتيات بنسبٍ أكبر من الرجال، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وأوضح البيان "تواجه النساء في الأزمات مخاطر متزايدة على صحّتهن النفسيّة والجسديّة. ففي العام 2023، عاش حوالي 612 مليون امرأة وفتاة على بُعد 50 كيلومتراً فحسب من منطقة واحدة على الأقلّ من بين 170 منطقة تشهد نزاعات مسلّحة، وذلك يمثّل زيادة قدرها 41% مقارنةً بالعام 2015. بالتالي، يحتاج النساء والفتيات في لبنان إلى الحماية الأساسيّة والمأوى والغذاء والدعم الصحّي والمساعدات النقديّة. وتعتبر النساء اللواتي تواجهنَ أشكالًا متعدّدة ومتقاطعة من التمييز على أساس العمر والأصل والجنسيّة أكثر عرضةً لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك يحدّ من حقوقهنّ على الصعيدَين الخاص والعام. ويتفاقم هذا الأمر بسبب إمكانية الوصول المحدودة إلى خطط الإخلاء الوطنيّة التي تضمن سلامتهنّ وكرامتهنّ ورفاههنّ".

وأكد البيان على أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تسعى إلى لفت الانتباه إلى الحاجة الملحّة لاضطلاع المجتمع بدوره في حماية وصون حقوق النساء والفتيات المتضرّرات من الأزمة الإنسانيّة المستمرة، ومنح الأولوية لدعم الفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك الأسر التي تعيلها النساء، والأرامل، والنساء ذوات الإعاقة، والمسنّات، وضمان تلبية احتياجاتهنّ وأولوياتهنّ بإنصاف، بالإضافة إلى زيادة الدعم للمنظّمات التي تديرها النساء، والاعتراف بدورها على المستوى الشعبي في معالجة حقوق المرأة واحتياجاتها، وضمان المشاركة الفعّالة للمرأة في عمليّات صنع القرار المتعلّقة بوضع خطط الاستجابة الإنسانيّة وتنفيذها ومراقبتها".

وقالت ممثّلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان جيلان المسيري "واجهت المرأة والأسر التي تعيلها نساء صعوبات عدّة حتّى قبل النزاع، حيث عانت من انعدام الأمن الغذائي، وكافحت من أجل تلبية الاحتياجات الأساسيّة وتأمين سبل عيشها عبر الانخراط في سوق العمل، على خلاف الأسر التي يعيلها الرجل. لكن، مع تدهور الوضع الأمني، وارتفاع عدد الأسر التي تعيلها المرأة وحدها، ينبغي للدولة التركيز على الاحتياجات الأمنيّة والإنسانيّة للنساء والفتيات، وعلى حمايتهنّ من العنف والاستغلال".