"حوار مع الماء" معرض تشكيلي نسائي للتوعية بأهمية حماية البيئة
تحت شعار "حوار مع الماء" افتتحت كل من الفنانتين المغربيتين ناجية المرابط وفتيحة بولمان معرضهما التشكيلي بمراكش.

رجاء خيرات
المغرب ـ احتضن متحف الماء معرضاً تشكيلياً يتضمن لوحات تعبيرية للفنانتين التشكيليتين المغربيتين، والذي انطلق في الأول من آذار/مارس ويستمر إلى غاية 30 من الشهر ذاته؛ لتكريس ثقافة حماية البيئة.
يعد الماء محور العديد من الورشات الإبداعية والندوات واللقاءات بالمغرب، حيث دق خبراء وباحثون في مجال البيئة والمياه ناقوس الخطر بسبب ندرة المياه التي يشهدها المغرب، كما دأب المسؤولون الحكوميون بوضع الخطط والاستراتيجيات، مثل تحلية مياه البحر وجلب المياه العذبة لمناطق أصبحت مهددة بالعطش، كما نظمت النساء في عدد من المناطق مسيرات حاشدة احتجاجاً على ندرة المياه.
وقالت الفنانة ناجية المرابط إن اختيار متحف الماء بمراكش لتنظيم المعرض الثنائي الذي يجمعها بالفنانة التشكيلية فتيحة بولمان، لم يأت اعتباطاً، بل جاء لكون هذا المتحف يعبر عن حضارة الماء التي عرفها المغرب "لا وجود لفضاء آخر يمكننا أن نبرز من خلاله أهمية الماء ودوره في حياتنا مثل هذا المتحف، وقد ارتأينا أنا والفنانة فتيحة بولمان أن نعمل سوياً ونضع لمستنا الفنية من أجل التحسيس بأهمية المياه والعمل من أجل ضمان استدامة هذه المادة الحيوية على مستوى الكوكب".
وأوضحت أن الفنان التشكيلي يمكنه أن يلعب دوراً أساسياً لإثارة مثل هذا النقاش حول البيئة، لافتة إلى أن الفنان ملتزم بقضايا مجتمعه وبتغيير سلوك الأفراد، كما يعمل على تمرير عدة رسائل عن طريق الفرشاة واللوحات "اليوم نحن نعرض لوحات تشكيلية تعبر عن عدة جوانب من حياتنا مثل الطبيعة المائية والمسؤولية البيئية والجانب الروحاني كذلك".
وبحسب المنظمين فإن المعرض يقدم تجربة بصرية فريدة تستكشف العلاقة العميقة بين الإنسان والمياه، باعتباره عنصراً أساسياً في الطبيعة والحياة اليومية، من خلال أساليب فنية متنوعة، تسلط الفنانتان من خلالها الضوء على جماليات المياه وتأثيره البيئي والرمزي، حيث تعتمد ناجية المرابط على الألوان الزاهية التجريدية، بينما تميل الفنانة فتيحة بولمان للتركيز على التفاصيل الدقيقة.
من جهتها اعتبرت الفنانة التشكيلية فتيحة بولمان أن الفنان الذي يعمل بالصباغة المائية أو المداد يعرف جيداً أهمية المياه "في ظل الظروف الحالية التي يعيشها المغرب مع توالي سنوات الجفاف، اخترنا أنا والفنانة ناجية المرابط أن نركز على تيمة "الماء"، وقد اخترت الأسماك كنوع من التعبير الرمزي للإنسان الذي يدور في فلك محيط يرمز لدوامة الحياة بأفراحها ومعناتها وانتكاساتها".
ولفتت إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن التشكيلي في التوعية بأهمية المياه ودورها في الحياة "هناك تفاصيل بسيطة لا يمكننا أن نعبر عنها إلا من خلال المياه، فلا حياة بدون ماء".
وحول اختيار الأسماك في لوحاتها، قالت إنها أرادت أن ترمز إلى أنه حتى الكائنات الحية ومنها الأسماك تعاني من تلوث المياه، وتحتاج لبيئة سليمة من أجل أن تحيا.
وعن تنظيم معرض ثنائي جمعها بالفنانة ناجية المرابط أوضحت"اتفقنا على التحضير لمعرض ثنائي نحاور فيه من خلال لوحاتنا المياه، ونسلط الضوء على أهمية المياه في حياة الإنسان وحماية البيئة"، مشيرة إلى أن هناك أعمال أخرى سوف تجمعهما سوياً مستقبلاً، للعمل من خلالها على قضايا أخرى تهم الإنسانية.
وبينت أن هذا المعرض يهدف إلى إثارة التأمل حول أهمية المياه في مختلف الثقافات، ودوره كرمز للحياة والتجديد والإبداع، كما أن متحف حضارة الماء بمراكش يعد رواقاً أمثل لاستضافة هذا الحدث الفني، حيث يلتقي الإبداع التشكيلي مع الإرث المائي العريق للمدينة، في حوار يجمع بين الفن والتاريخ والاستدامة.
وأشارت إلى أن الفن التشكيلي يمثل وسيلة قوية للتعبير عن القضايا البيئية، حيث تكمن استدامته في قدرة الفنانين على مقاومة التحديات البيئية من خلال أعمالهم، فالفن البيئي لا يقتصر على الجماليات فحسب، بل يدفع نحو تغيير الوعي الاجتماعي وتقويم سلوك الأفراد.
وأكدت أن المعرض يسلط الضوء على ضرورة حماية الموارد المائية، باعتبارها عنصراً أساسياً لاستدامة الحياة على كوكب الأرض، كما أنه يشكل دعوة إلى وعي بيئي يعزز ممارسات الحافظ على التوازن بين الإنسان والطبيعة.