حرفيات جزائريات تروجن للإبداع واستدامة البيئة

اختتم سوق الحرف اليدوية بمقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة الجزائرية الجزائر فعالياته، حيث شهد الحدث مشاركة واسعة من حرفيات جزائريات في مختلف المجالات، استمرّ لمدة يومين.

الجزائر ـ يهدف سوق الحرف اليدوية إلى تعزيز المشاريع الصغيرة والمتنوعة التي تستلهم إبداعها من الطبيعة، وتساهم في الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة والتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للجزائر.

استقطب سوق الحرف اليدوية الذي اختتم أمس السبت 12 تشرين الأول/أكتوبر فعالياته، حرفيات عرضن منتجاتهن لتعكسن التراث الثقافي والفني للجزائر، ومن بين المشاركات تميزت حرفيات في صناعة الأجبان، حيث قدمت كل منهن أنواعاً مختلفة من الأجبان التقليدية، والتي تُعرف بجودتها العالية وطعمها الفريد، حيث يعكس هذا المجال الاهتمام المتزايد بالمنتجات المحلية، ويعزز من فهم الزوار لقيمة الطعام التقليدي وأهميته في الثقافة الجزائرية.

حيث قالت رحاب بن صالح مديرة مدرسة خاصة بالتكوين والتمكين في مجال صناعة الأجبان بطرق طبيعية ومبتكرة، أن أصولها تونسية لكنها اختارت العمل والاستثمار في الجزائر من أجل تنمية مهارات الشباب الجزائري في مجال صناعة الأجبان وتشجيعهم على عرض منتوجاتهم، مضيفةً أن الزوار الذين توافدوا على المعرض أصبح لديهم خبرة أكبر للتفريق أكثر بين الجبن الجاهز والذي يتم تحضيره من الحليب الطبيعي.؜

كما ترى أن تنظيم معارض مماثلة فرصة حقيقية للشباب الجزائري لإبراز مواهبه والتعريف بما يمتلكه من مهارات، مضيفةً أنها تعمل على تقديم التكوين والدعم والمرافقة من أجل نشر ثقافة الاستعمال الفعال للمواد الطبيعية.

 

 

ويعتبر فن صناعة الشموع إحدى الفقرات البارزة في سوق الحرف اليدوية التي تعتبر فناً تقليدياً يتطلب مهارة ودقة، حيث عرضت الحرفية نبيلة هوام مجموعة متنوعة من الشموع المصنوعة من ألوان ونكهات طبيعية، مما أضفى جواً مميزاً على الحدث، وأتاح ذلك للزوار فرصة التعرف على تقنيات صناعة الشموع وكيفية استخدامها في المناسبات المختلفة، مما يعكس أهمية الفنون اليدوية في الحياة اليومية.

وقالت نبيلة هوام أن "هذا المشروع يجمع بين حرفتان متلازمتان، تم إطلاقه منذ سنة ٢٠١٢، حيث نقوم بالتوزيع في أربع ولايات مهمة في البلاد هران وقسنطينة وعنابة والعاصمة الجزائر، ذلك يشعرنا بالفخر"، موضحةً أنه ليس سهلاً على المرأة الجزائرية أن تكون أم وحرفية وعاملة في الوقت نفسه، لكننا كجزائريات فنحن شجاعات وقويات بما يكفي لتحقيق طموحاتنا وتجسيد مشاريعنا على أرض الواقع".

 

 

تعكس المشاريع المعروضة في سوق الحرف اليدوية التزام الحرفيات بالحفاظ على البيئة، فالعديد من المنتجات كانت مصنوعة من مواد طبيعية وقابلة للتجديد، مما يسهم في التقليل من الأثر البيئي، لقد بينت الدكتورة في علم البيولوجيا تيزيري ايت السعيد أن إطلاق علامة كاكتيفيا بالتعاون مع شقيقاي سنة ٢٠٢١، أن الهدف منها توفير مستحضرات عناية صحية للبشرة والجسد تكون مصنوعة من مواد أولية محلية وطبيعية، كاستعمال مستحضرات نبتة الصبار، هذه المنتجات موجهة للأشخاص من أجل إعادة التفكير في تفادي استعمال المواد الكيمياوية والضرر الذي تلحقه بالصحة العامة .

ونصحت تيزيري ايت السعيد كل الحرفيين بضرورة الاستثمار في الحرف اليدوية الطبيعية، لاسيما النساء اللواتي تتمتعن بخبرة في مجالات مختلفة لأن الجزائر تزخر بموارد طبيعية وبشرية كبيرة ويجب الاستفادة منها في ظل توفر فرص العمل مع الحاضنات وتسريع الأعمال بالانتقال من الفكرة إلى التطبيق.

وأشارت إلى أن علامة كاكتيفيا توجت بجائزة بيير كاستال لسنة ٢٠٢٤ كأحسن منتج طبيعي يهدف لرفع مستوى الوعي والعمل مع إفريقيا لدعم شبابها في مجال الزراعة وريادة الأعمال.

وعُرفت هذه الفعالية أكثر من مجرد سوق، كانت احتفالاً بالإبداع النسائي وتشجيعاً على الاستدامة، من خلال التفاعل مع الزوار، استطاعت الحرفيات نشر الوعي حول أهمية دعم المشاريع المحلية التقليدية، حيث كانت الفعالية فرصة لتبادل الخبرات والأفكار، مما يعزز من روح التعاون بين الحرفيات ويحفزهن على الاستمرار في الابتكار.

كما أثبت سوق الحرف اليدوية أنه منصة فعالة لدعم النساء الحرفيات ولتعزيز الوعي البيئي، بالإضافة إلى أن الحدث خطوة مهمة نحو الاعتراف بالجهود النسائية في الحفاظ على التراث الثقافي وتطوير الصناعات التقليدية، مما يعكس التزام الجزائر بالحفاظ على هويتها الثقافية.