حقوقية تونسية: تضامن النساء مهم من أجل وقف آلة القتل والتنكيل في ظل الحروب
أكدت الناشطة الحقوقية جنين التليلي أن دعم النساء في مناطق الحروب وخاصة في غزة والسودان وسوريا مؤخراً، أمانة يجب أن تحملها كل المنظمات والنسويات في تونس وغيرها، لافتة إلى أن الوضع الذي تعانيه النساء مربك ومخيف وسيغذيه الصمت الدولي.
زهور المشرقي
تونس ـ تتخوف النسويات في تونس من عودة سيناريو سبي النساء واغتصابهن من قبل المرتزقة في سوريا، في ظل غياب التغطية الإعلامية في المناطق التي تشهد توتراً الآن مما ضاعف مآسي النساء هناك ودفع بعدم إيصال الصورة الحقيقية.
مع التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وسوريا مؤخراً، برزت مخاوف من إعادة سيناريو التنكيل بالنساء واعتماد أجسادهن كأسلحة حرب والتنكيل بهن بانتقام، كما فعل داعش قبل سنوات مع الإيزيديات وغيرهن خاصة وأن الصراعات خلال السنوات الماضية كشفت أن سياسة التخويف والترهيب عبر النساء طريقة حرب جديدة، لا سيما في ظل الصمت الدولي.
أكدت الناشطة الحقوقية والنسوية جنين التليلي أن دعم النساء في مناطق الحروب على غرار السودان وغزة وسوريا ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا أمانة يجب أن تحملها كل المنظمات والنسويات في تونس وغيرها، مطالبة بأهمية تحكيم التضامن خاصة في هذه الفترة الحساسة.
وعبّرت عن التضامن المطلق واللا مشروط مع النساء اللواتي تواجهن واقعاً صعباً في مناطق الحروب، مؤكدة أن النساء هن من تدفعن دائماً ثمن الصراعات وتكون الحرب على أجسادهن.
وأفادت بأن النساء لاعتبارهن في وضعية هشاشة تتعرضن لكل أشكال التنكيل والاضطهاد بشكل مضاعف مقارنة بالفئات الأخرى، حيث تعانين من النزوح والتهجير القسري في ظروف لا تحترم خصوصية المرأة واحتياجاتها التي لن تفهمها الا امرأة مثلها، لافتةً إلى العنف المسلط على النساء من قبل المرتزقة التي سيطرت على عدة مدن في سوريا، حيث تنكل بهن مختلف الجهات دون مراعاة لوضعهن.
وأكدت جنين التليلي أن غياب التغطية الإعلامية في المناطق التي تشهد توتراً الآن ضاعف مآسي النساء هناك ودفع بعدم إيصال الصورة الحقيقية لما تقاسيه من تهجير وجوع واضطهاد، معتبرة أن مهمة إيصال أصواتهن للعالم والمجتمع الدولي تقع على عاتق المجتمع المدني خاصة في البلدان المستقرة نسبياً والتي لا تعيش حروباً.
ودعت إلى تكثيف أدوات التواصل والاتصال مع النساء والمنظمات التي تعمل هناك لتوضيح الصورة عبر اللقاءات للتعريف بقضيتهن ودعمهن.
وقالت جنين التليلي إن التضامن بين النسويات في مختلف أنحاء المنطقة ضرورة، مقترحة خلق وسائل ومسارات للتذكير بمعانتهن والتنبيه من خطورة العنف المسلط ضدهن حتى يعرف العالم ما تتعايش معه النساء أثناء الحروب "نحن معهن وسنواصل المساندة وإعلاء صوتهن، وإيصال صيحتهن مهما كلفنا ذلك، نتضامن كنساء ونحاول التشبيك من أجل غد أفضل لنا ومن أجل وقف آلة القتل والتنكيل والاضطهاد ضدنا، مشاكلنا وقضايانا واحدة ولن نسمح بهذا العنف".