الحرب تقتل الشباب الأفغان... والنساء تأملن بتشكيل جبهة نسائية للحماية

بين الم الفقدان والانتهاكات المستمرة بحق النساء الافغانيات، تحلم شيما آغا، شقيقة أحد ضحايا الهجمات الباكستانية الأخيرة على كابول، بتشكيل جبهة نسائية للدفاع عن حقوق النساء، مستهلمة تجربة المقاتلات الكرديات في المقاومة والصمود.

بهاران لهیب

پروان ـ تتهم حكومة باكستان المسلحين المناوئين لها باسم حركة "تحريك طالبان باكستان"، المعروفة باسم طالبان باكستان باستخدام الأراضي الحدودية مع أفغانستان، وعلى أثر ذلك استهدفتهم في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، بالمقابل نددت حركة طالبان بما وصفته انتهاكاً لمجالها الجوي، وقالت أن الطيران الباكستاني استهدف العاصمة كابول أيضاً.

في خضم هذه الفوضى، فقدت العديد من العائلات الأفغانية ابنائها، وحاولت حركة طالبان تغيير الحقائق إذ أعلن المتحدث باسم حركة طالبان، على عجل أنه "كان هناك خزان وقود في موقع الحادث، فانفجر"، لكن شهود عيان أفادوا أنهم " شاهدوا ثلاث طائرات مسيرة في سماء كابول قبل الانفجارات، ووقعت الانفجارات في الوقت نفسه"، كما أعلنت الحكومة الباكستانية أنها نفذت غارات جوية في كابول وسبين بولداك.

العدد الدقيق للضحايا غير متوفر لأن طالبان لا تسمح لوسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية بالوصول، ويقتصر نشر الصور ومقاطع الفيديو للحادث على السكان المحليين.

وكان من بين الضحايا شاب يدعى شاكر، يبلغ من العمر 20 عاماً، من ولاية بروان، زارت وكالتنا عائلته، فقالت والدة الشاب سعيدة آغا، "لم يكن ابني عضواً في أي قوة؛ لقد غادر ولايتنا إلى كابول للعمل، وكان يكسب عيشه براتب زهيد".

التقت وكالتنا بالعديد من الأمهات الثكالى اللاتي قُتل أبناؤهن في الحرب مع طالبان على مدار العشرين عاماً الماضية. وشاركت جميع النساء آلامهن، مع سعيدة آغا، الأم التي فقدت بكرها، ولم يتسنّ لنا الحديث معها لسوء حالتها النفسية، بينما بدت الشقيقة الكبرى لشاكر شيما آغا، غاضبة من الحال الذي وصلت إليه حياتهم، وكان الحقد والغضب والألم واضحين عليها. قالت "كان أخي شاباً رائعاً ومتميزاً عن الآخرين، ولطالما سعى إلى أن أكون امرأة متعلمة ومستقلة، ولأن والدي مريض، فقد خرج للعمل منذ سن التاسعة، وأصر على تعليمي وتعليم أخواتي".

بعد صمت طويل، أضافت "هؤلاء الجهلة سلبوا منا نحن النساء تعليمنا وعملنا وحياتنا؛ ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل سلبوا منا أعزّ ما لدينا. لطالما تمنيت لو تشكلت جبهة نسائية كالنساء الكرديات، أن أكون أول امرأة تحمل السلاح، وتقاتل ليس فقط من أجل إخوتي، بل من أجل نفسي وجميع النساء الأخريات اللواتي حُرمن من حق الحياة. أكره هؤلاء المغتصبين للأراضي".