حملات تضامن إلكترونية لنصرة الشيخ جراح وغزة
منذ بداية الأحداث في حي الشيخ جراح بمدينة القدس واعتداء الإسرائيلي على المتظاهرين رفضاً لقرار إخلاء العائلات المقدسية من منازلهم بالحي

رفيف اسليم
غزة ـ ، تنبه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لأهمية تلك المنصات في نقل الصورة كاملة للعالم الخارجي وبعدة لغات، فقادت النساء عدة حملات تضامنية إلكترونية من خلال وسوم معينة تم تعميمها عبر صفحات عربية وأجنبية يتابعها ملايين الأشخاص حول العالم؛ كي لا تتصدر رواية الإسرائيلي وحدها.
تقول بيان حسنين ذات (24) عاماً لوكالتنا أنها بدأت بتصدير تلك الوسوم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عندما بدأ "الإسرائيلي بالضرب والتهجم على العائلات التي تسكن حي الشيخ جراح بالقدس بهدف تهجيرها من مسكنها الأصلي الذي تملكه بأوراق ثبوتية ترفض المحكمة الإسرائيلية الاعتراف بها"، مضيفةً أن الوسم كان عبارة عن "القدس عاصمة فلسطين، لن نرحل، أنقذوا أهالي الشيخ جراح، لن يمر الاقتحام، الأقصى ينتفض".
وتكمل بيان حسنين أن تلك الوسوم تمت كتابتها بجميع اللغات ليفهمها أكبر عدد ممكن من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم تصديرها من خلال منصات إنستغرام، فيس بوك، تويتر، مضيفةً "تداولها عدد كبير جداً من مناصري القضية الفلسطينية حول العالم داعميها بمعلومات حول الحي وصور وفيديوهات لتعديات قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس"، لافتةً إلى أن تلك الوسوم تصدرت الكثير من المواقع العربية والأجنبية التي نددت بممارسات الإسرائيلي.
وتكمل بيان حسنين أنها ومن معها سيكملون حملات التضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتراجع الإسرائيلي، ويرجع البيوت من المستوطنين لأصحابها الأصليين، لافتةً إلى أن "العدوان على غزة والاعتداءات والاعتقالات والقتل لن يمنعني من اكمال تلك الحملات كما أن محاربة تطبيقي إنستغرام وفيسبوك المحتوى الفلسطيني بحذف وحظر الحسابات المشاركة لن تضعف الحملة بل سيقوم عدد كبير من المتضامنين بإكمال الحملات من حسابات بديلة".

فيما أوضحت سها سكر البالغة من العمر (22) عاماً أن هذه الحملات التضامنية الإلكترونية بدأها المقدسيين بمعلومات أساسية حول حي الشيخ جراح، وتبعيات الصراع بين المقدسيين والإسرائيلي تحت وسم "أنقذوا الشيخ جراح"، ثم بدأ مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتداول الوسم إيماناً منهم بالقضية الفلسطينية عامةً وقضية أهالي الحي خاصة، لافتةً إلى أنهم وسعوا الوسوم كي تشمل كافة الأحداث المستجدة بما فيها استهداف قطاع غزة.
وتشير سها سكر أن الوسوم التضامنية أضيفت لها "غزة تحت القصف" للعمل على القضيتين في وقت واحد، ولعدم حرف الأنظار بعد النجاح الذي حققته تلك الحملات التضامنية الالكترونية مؤخراً، مشيرةً إلى أن تكنيك العمل في هذه الحملة هو البحث عن الصفحات الأجنبية وإغراقها بتلك الوسوم من قبل عدد كبير من مشاركي الحملة؛ ليتكرر ظهور الوسم ويبحث المستخدمين عن القصة كاملة لقضية الشيخ جراح، داعية الشباب لمشاركة أوسع بهدف دعم القضية ومقدساتها.
وتكمل سها سكر أن الحملات التضامنية ازداد مناصريها مع تطور الأحداث بالقدس لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي في كسب التعاطف الدولي وإيصال الحقيقة، وكأداة ضغط على الإسرائيلي للتراجع عن ممارساته، مشيرةً إلى أن تلك الحملات لاقت تفاعل واسع من قبل فنانين ومشاهير ومؤثرين حول العالم، كما قامت عدة دول بالسماح للمظاهرات والتجمعات بالرغم من تشديد ظروف وباء كورونا واستحالة التجمعات بالظروف الطبيعية.

وتضيف سجى حمدان (22) عاماً أنها عندما شاهدت الحملات التضامنية شاركت بها دون أن يُطلب منها ذلك بهدف توسيعها كما اعتمدت على حسابات النساء اللاتي يسكنَّ حي الشيخ جراح ومدينة القدس كمصدر للمعلومات مثل خديجة خويص ومنى الكرد وعدد أخر من المؤثرين الموثوقين، لافتةً إلى أن هدفها إيصال ممارسات الإسرائيلي للعالم أجمع من خلال محاولات دائمة لتصدير الوسوم عبر أكبر عدد ممكن من الصفحات العربية والأجنبية لتبقى متصدرة الترند.
وتكمل سجى حمدان أن خلال الحملات التضامنية كان سعيهم الدائم هو التواصل بشكل مكثف مع المشاهير والفنانين حول العالم مثل الفنان المصري محمد هنيدي وغيرهم الذين أعلنوا تضامنهم وتداولهم لتلك الوسوم، مضيفةً أن تلك الحملات ستزداد مع إعلان التصعيد على قطاع غزة كأداة مقاومة ومدافعة عن المجازر التي يرتكبها الإسرائيلي وسلب الحقوق الفلسطينية أمام صمت مطبق من المجتمع الدولي، بحسب ما تقول.

وقد انضمت التونسية اسلام شخاري ذات (17) عاماً أيضاً للحملات التضامنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي كونها "مؤمنة أن القضية الفلسطينية ومقدساتها لجميع المسلمين"، محاولة تصدير تلك الوسوم لأبناء شعبها ولمتابعيها وغير مهتمة لتهديدات "فيس بوك" بتقييد الحساب أو إغلاقه بالكامل كونها تدافع عن قضية عادلة كما تقول.
أما بالعودة لأصل الحكاية يقع حي الشيخ جراح خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير، وتضم المنطقة العديد من المنازل والمباني السكنية الفلسطينية بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والقنصليات، وقد كانت القدس الشرقية خاضعة للأردن قبل سيطرة إسرائيل عليها عام 1967 وضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وقد وضع مستوطنون يهود أيديهم على منازل في الحي استناداً إلى أحكام قضائية بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت خلال حرب عام (1948) عند قيام دولة "إسرائيل" في حي الشيخ جراح، لكن الفلسطينيين رفضوا الإخلاء كون تلك البيوت ملكهم، وهي المساكن التي أوتهم إثر تهجيرهم القسري عام (1948) بحسب وثائق نشرتها وزارة الخارجية الأردنية والتي تخص 28 عائلة في حي الشيخ جراح.