غياب الأمن والاستقرار بيئة خصبة لجرائم قتل النساء في إدلب

أكدت الناشطة الإعلامية مها الحسين، أن جرائم قتل النساء في إدلب ليست وليدة اليوم وإنما بدأت مع تدهور الأوضاع الأمنية وغياب القانون وانعدام الحقوق والتمييز.

هديل العمر

إدلب ـ تكررت حوادث قتل النساء في إدلب بأسباب متعددة وضمن ظروف غامضة جراء غياب الأمن والحماية والقوانين الرادعة، والتي غدت فيها تلك الجرائم منتشرة كالنار في الهشيم في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.

تصدرت سوريا قائمة الدول العربية لجهة ارتفاع معدل الجريمة، واحتلت المرتبة التاسعة عالمياً لعام 2022 على قائمة الدول الأخطر في العالم، بحسب تقرير لموقع "Numbeo Crime Index" المتخصص بمؤشرات الجريمة في العالم.

وجدت سميرة هارون وهي امرأة مسنّة، مقتولة في منزلها بمدينة معرة مصرين بريف إدلب، أواخر آذار/مارس الماضي، وبعد التحقيقات تبين قيام أحد جيرانها بجريمة القتل بدافع السرقة.

وقالت جارة الضحية وتدعى منال شيخ حمود البالغة من العمر 39 عاماً أن سميرة هارون كانت تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها وهجرة ابنها الوحيد وزواج ابنتيها وإقامتهن في مكان بعيد عنها، ولعل ذلك هو ما شجع المجرمين على التسلل لمنزلها وقتلها بهدف سرقة ما بحوزتها من أموال ومضاغ ذهبي.

وأشارت إلى أن كثرة الجرائم في المنطقة جعلت المرأة لا تأمن على حياتها حتى في منزلها خاصةً إن كانت بمفردها "غدونا نتجنب الظهور بعد مغيب الشمس لعدم التعرض لحوادث إطلاق نار أو الخطف أو السرقة، وأصبحنا لا نثق بأي أحد ولا حتى الجيران، وكثيراً ما نتجنب الاختلاط بأي عوائل جديدة تسكن في الحي خوفاً من اللصوص والمجرمين".

وفي وقت سابق قتلت سلام البكرو البالغة من العمر50 عاماً وطفلها على يد شخص مجهول الهوية وسط ظروف غامضة بالقرب من مخيمات "مشهد روحين" بريف إدلب الشمالي، وهما نازحان من قرية "الواسطة" بريف حلب الجنوبي.

وقالت ربا البكرو البالغة من العمر 37 عاماً، إحدى قريبات الضحية أن سلام البكرو خرجت في ذلك اليوم للبحث في مكب النفايات القريب من المخيم مع ابنها علهم يجدون ما يبيعونه ويستفيدون من ثمنه قبل أن يجدها الأهالي مقتولة بالحجارة مع ابنها البالغ من العمر عشر سنوات بالقرب من تلك المنطقة دون أن يتم معرفة أسباب الجريمة حتى الآن.

ولفتت إلى أن الضحية وابنها لم تكن في مشاحنة أو عداء مع أي أحد، وأنها لا تزال تشعر بالحزن والحيرة من المصير الذي تعرضت له قريبتها، وتناشد المعنيين بالعمل على الكشف عن ملابسات الجريمة وتقديم المجرمين للقضاء وعدم الاستهتار بحياة الأبرياء وخاصة النساء.

وفي السياق عثرت فرق الدفاع المدني السوري على جثة امرأة مسنة من أهالي قرية اليعقوبية بريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، قتلت بأداة حادة على يد مجهولين بعد تعرضها للتعذيب وسرقة مصاغها الذهبي.

بدورها قالت الناشطة الإعلامية مها الحسين إن جرائم قتل النساء في إدلب ليست وليدة اليوم وإنما بدأت مع تدهور الأوضاع الأمنية في مجتمع تحكمه البنادق والفوضى ونقص الخدمات وخطاب الكراهية ممثلاً بمجموعات مسلحة متطرفة.

وأوضحت أن جرائم العنف والقتل ضد المرأة باتت كبيرة ومتكررة ويومية، ومرتبطة بالثقافة الاجتماعية وغياب القانون وانعدام الحقوق والتمييز، وحملت المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن تقاعسه عن حل الأزمة السورية ووضع حد لمعاناة النساء التي طالت ولطالما هددت أمنهن وحياتهن.

وأكدت أن الوضع السياسي والإنساني والأمني في إدلب يلقي بثقله على حياة المدنيين بشكل عام، والمرأة بشكل خاص والتي كانت الضحية الأكبر للحرب التي تشنها حكومة دمشق وروسيا على السوريين، ودفعت الثمن الأكبر، وواجهت تحديات وصعوبات كبيرة من قتل ونزوح وقصف وفقدان المعيل.