في ظل غياب دور المجتمع الدولي... مجازر الاحتلال التركي تتكرر دون محاسبة

استنكرت نساء ناحية عين عيسى المجزرة التي ارتكبها الاحتلال التركي في قرية الصفاوية، وأكدنَّ على المقاومة والصمود في وجه مخططات الاحتلال التركي التوسعية، بوحدة وتعاضد مكونات شمال وشرق سوريا

دلال رمضان
عين عيسى ـ
قصف الاحتلال التركي بقذائف الدبابات في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم الأربعاء 4آب/أغسطس منازل المدنيين في شرق ناحية عين عيسى بشمال وشرق سوريا، وارتكب مجزرة بحق عائلة من قرية الصفاوية، مما أدى لمقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة مؤلفة من أب وثلاث أطفال، وإصابة الزوجة والابنة بجروح بليغة. 
استنكرت شمسة خلف الشيخ من بلدة الهيشة التابعة لناحية عين عيسى المجزرة وتساءلت "ما ذنب هذه الأسرة، وما ذنبنا من إجرام أردوغان وأعوانه؟". 
وأكدت "لن نسمح للاحتلال التركي بالبقاء على أراضينا، ولن ندعه يواصل ارتكاب الجرائم والمجازر، فالأرض أرضنا، وهي كرامتنا وهويتنا، وسنناضل بكل قوتنا وإرادتنا للدفاع عنها مهما ضحينا في سبيلها"، وبينت "ضحى الآلاف من أبنائنا بأرواحهم من أجل الحفاظ عليها، لذا لن نتركها بسهولة للمحتل التركي". 
ووصفت المجزرة التي راح ضحيتها زيدان خلف العيسى وثلاثة من أبنائه وهم (زياد ومنى وهدى)، فيما أصيبت زوجته وإحدى بناته وحالتهم حرجة بأنها "جريمة بحق الإنسانية والأخلاق"، متسائلة عن دور الضامن الروسي "صمته المخزي حيال مجازر الاحتلال التركي، وعدم مبادرته بأي تحرك لإيقافها، دليل على قبوله بالانتهاكات التركية".
وأكدت على أنهنَّ كأمهات لن ّ يقفنَّ صامتات أمام ممارسات الاحتلال "كلنا كمكونات شمال وشرق سوريا جسد واحد لن يفرق بيننا أحد، مهما حاول المحتل زرع الفتن والبلبلة فسيكون نتيجتها الفشل، البارحة كانت مجزرة بحق عائلة كردية في قونيا واليوم بحق عائلة عربية في الصفاوية". 
ودعت جميع مكونات شمال وشرق سوريا إلى التكاتف والتعاضد من أجل إفشال جميع مخططات الدولة التركية "على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التحرك والقيام بمسؤولياتهم، وعدم تسيس عملهم من أجل مصالحهم مع تركيا".
وبدورها قالت شهر عساف وهي من المكون التركماني من بلدة حمام التابعة لمدينة تل أبيض/كري سبي المحتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 "الدولة التركية هجرت الأهالي والمكونات الأصلية من مناطقهم وقراهم، واحتلت أراضينا واستوطن فيها المرتزقة"، وتضيف "منذ تسع أعوام نعاني من انتهاكات تركيا وكل ذلك بحجج واهية بعيدة عن الواقع، لتشرعن احتلالها وتستبيح أرضنا، وتقتل النساء والأطفال أمام أنظار العالم أجمع".
وتابعت "نريد العودة إلى منازلنا وأرضنا، كمكونات شمال وشرق سوريا من عرب وآشور وسريان وكرد وأرمن وغيرهم، لم نعتدي يوماً على أراضي دولة مجاورة، فبأي حق تهاجمننا تركيا وتحرم أطفالنا من عيش طفولتهم بأمان وسلام؟".  
ونددت بالصمت الدولي والروسي الضامن حيال المجزرة التي ارتكبت في قرية الصفاوية "نطالب المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بعدم غض النظر عن جرائم الدولة التركية ووحشيتها وهمجيتها، وعلى الاحتلال التركي الخروج من أرضنا".
ووجهت رسالة إلى كل امرأة في المناطق المحتلة للاستمرار بصمودها، وعدم الرضوخ للدولة التركية "على جميع العشائر العربية عدم الانجرار وراء مخططات تركيا التي تستهدف وحدة وتلاحم مكونات المنطقة بما فيها المكون العربي التي تستخدم ابنائه في تنفيذ مخططاتها اللاأخلاقية والإجرامية". 
ويتحمل الضامن الروسي المسؤولية عن المجازر التي يقوم بها الاحتلال التركي كون نقاط مراقبته تنتشر على طول خطوط التماس مع الاحتلال التركي ضماناً لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في تلك المنطقة بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية مسافة 32 كيلو متر عن الحدود السورية التركية تنفيذاً لاتفاق سوتشي في الـ 22 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.