في يومهن العالمي… "مراكش للطرب" تنظم معرضاً لمنتوجات الجمعيات النسوية

مسرح "ميدان" بمدينة مراكش المغربية شكل فرصة للعديد من الجمعيات النسوية لعرض منتوجاتها من مختلف مدن البلاد، كونها تحتاج جهود لتثمينها وتسويقها.

رجاء خيرات

المغرب ـ بيومهن العالمي، احتضن مسرح "ميدان" بمراكش تحت رعاية جمعية "مراكش للطرب" معرضاً للجمعيات نسوية شكل فرصة لعرض منتوجاتهن وتسويقها تبادل الخبرات والتعريف بها بشكل أوسع.

نظمت أمس الجمعة 8 آذار/مارس جمعية "مراكش للطرب" معرضاً لمنتوجات التعاونيات النسوية شكل فرصة لهن لتطوير ذواتهن عبر تبادل الخبرات، احتفالاً باليوم العالمي للمرأة، حيث قالت المهندسة في المياه ونائبة رئيس جمعية "مراكش للطرب" مونية بنغانم إن "الجمعية تحتفي بالموهبة النسائية حيث نظمت معرضاً شاركت فيه النساء فقط، وتخلله حفل غنائي أحيته جمعية "زهور مراكش" حيث حملت المشاركات فيه شعار "طموح المرأة"، كون المرأة دائماً تسعى لتطوير ذاتها حتى تكون كائناً متوازناً".

وأشارت إلى أن مسرح "ميدان" يحتفي كذلك بعطاء المرأة من خلال فسح المجال لعدد من الجمعيات والتعاونيات النسوية لعرض منتوجاتهن، حتى يبرزن قدراتهن وكفاءاتهن كفاعلات في المجال الاقتصادي.

وأشادت بما تقدمه "الطحالب الذكية" وهي تعاونية نسوية مكونة من باحثات وأستاذات بالجامعة في علم الطحالب، معتبرةً أنها تعاونية تصبو إلى التجديد في مجال تثمين الموارد الطبيعية خاصة الطحالب، والعمل على التعريف بقيمتها الغذائية بالنسبة للمرأة والطفل.

ولفتت إلى أن "المسؤولية اليوم تقتضي استثمار المعلومات ونتائج البحث العلمي حتى نخول للباحثة الفرصة لكي تكون فاعلة اقتصاديةً، وتساهم في تجاوز التبعية الاقتصادية فيما يخص عدداً من المنتجات الاقتصادية التي يتم استيرادها من الخارج".

وبينت أن "النساء اليوم قادرات على تطوير عدد من المنتوجات الطبيعية والعمل على تسويقها"، مشيدةً بالنساء العاملات والكادحات اللواتي تسعين دوماً إلى التوفيق بين التزاماتهن المهنية وواجباتهن الأسرية".

وعن صعوبة التسويق التي تواجه التعاونيات النسوية، أكدت مونية بنغانم أن "هذه الصعوبات تعترض المنتجين بشكل عام سواء كانوا رجالاً أو نساءً، والفرصة أصبحت متاحة في المجال الرقمي بالنسبة للنساء، حيث أصبح بإمكانهن تسويق منتوجاتهن من داخل بيوتهن، شريطة الإلمام بمجموعة من التقنيات على مستوى التواصل والتسويق الرقمي، حتى تتمكن من بيعها"، لافتةً إلى أن الفضاءات أصبحت متاحة للنساء، وأن كانت المسؤوليات الملقاة على عاتقهن أثقل مقارنة بالرجال بحكم ما يتطلبه التسويق من مجهود دؤوب ومتواصل.

 

 

من جانبها ذكرت الأستاذة الباحثة في علم الطحالب وعضو جمعية "الطحالب الذكية" وفاء شريفي أن "مشاركة الجمعية في المعرض الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كانت فرصة للتعريف بالطحالب الغذائية وفوائدها المتعددة، سواء من حيث الاستهلاك الغذائي المباشر أو من خلال مكملات غذائية للصحة أو مواد تجميلية".

وعن فوائد الطحالب قالت إن "الطحالب غنية بالمعادن والفيتامينات كالطحالب الخضراء تحتوي على الحديد والزنك والمغنيزيوم وهي طحالب مضادة للكوفيد، وكذلك الطحالب البنية الغنية باليود والمنغنيز والفيتامينات "A" و "E" ويمكن استعمالها في علاج مشاكل الغدة الدرقية، وكذلك الطحالب الحمراء الغنية بفيتامينات المجموعة ""B".

وأوضحت وفاء شريفي أن الجمعية عرضت منتوجات مستخرجة من هذه الطحالب كما قدمت أستاذات متخصصات في هذا المجال شروحات للزائرين بهدف تشجيعهم على استهلاك هذه المنتجات التي لا تتطلب الكثير من العناء لتحضيرها، لكن فوائدها الصحية لا تعد ولا تحصى.

 

 

وعن مشاركة جمعية "أبغلو لنساء أوريكة" قالت عضوتها عزيزة رفاق إنهن تحضرن أكلة "الكسكس" بمختلف أنواعه و"الزميتة" (خليط من الحبوب المطحونة) والذرة و"إيلان" بالإضافة إلى الأعشاب الطبية والعطرية.

وعن الخدمات التي تقدمها الجمعية للمشاركات فيها، أكدت أن "النساء اللواتي انضممن للجمعية منذ تاريخ تأسيسها عام 2015 لسن ذاتهن عام 2024، حيث أنهن استطعن تحقيق ذواتهن، كما مكنتهن الجمعية تحقيق استقلالهن الاقتصادي من خلال إنشاء مشاريعهن الخاصة".

 

 

بدورها ذكرت رئيسة جمعية "مستقبل درعة" رشيدة لغريسي أن جمعيتها تنتج التمور المعروفة بجودتها على الصعيد العالمي، بالإضافة "الزميتة" المكونة من حبوب الشعير والتمر المجفف وكذلك قهوة نواة التمر و"تحلاوت" وهي عبارة عسل التمر، وكذلك "الكسكس" المنسم بالتمر و"الكسكس" الممزوج بالأعشاب، فضلاً عن صناعة مواد طبيعية للتجميل.

وعن تسويق هذه المنتوجات قالت إن "النساء تجدن صعوبة في بيعها، حيث ينتظرن بفارغ الصبر المعارض للمشاركة فيها كونها تتيح لهن فرصة للتسويق لمنتوجاتهن وبيعها، وما عدا ذلك فهن تعتمدن على علاقاتهن الخاصة لبيعها".

 

 

من جهتها أوضحت الدكتورة في قسم الكيمياء ورئيسة مختبر المنتوجات التجميلية سارة القباج أنها برفقة نساء أخريات استطعن صناعة مواد تجميلية للعناية بالبشرة والشعر تعتمد على مواد طبيعية كالبابونج، بالإضافة إلى عطور طبيعية مستخرجة من زهرة البرتقال، وهو المشروع الذي طورنه عبر بحوث بالاعتماد على خبرة علمية امتدت لسنوات، مؤكدةً أنهن استطعن الحصول على علامة الجودة من قبل وزارة الصحة المغربية.

وعن التسويق أشارت إلى أنهن تعتمدن على التسويق الرقمي في التعريف بمنتوجاتهن كما أن هناك زبونات تقصدن المركز للحصول على طلباتهن.

 

 

من جانبها أوضحت رئيسة جمعية "يطفي" فاطمة الوردي أن الجمعية متخصصة في صناعة الحلويات التي تعتمد على المنتجات المحلية (جوز هندي، لوز، تين مجفف.)، بالإضافة إلى التمور ذات النوعية الجيدة التي تتميز بها المنطقة، و "تحلاوت" والسكر المصنوع من التمر المجفف (بديل عن السكر الأبيض).

وأشارت إلى أن المنطقة تتميز بالعديد من المنتوجات الطبيعية التي تحتاج إلى جهود لتثمينها وتسويقها، لافتةً إلى أن هذا المعرض أتاح لنساء في الجمعية الفرصة للمشاركة باليوم العالمي للمرأة كما مكنهن من عرض منتوجاتهن وتسويقها بحضور مشاركين/ات من مختلف مدن المغرب وخارجه.

كما لفتت إلى أن المرأة القروية لا زالت تعيش ظروفاً قاسية، لكنها تعمل بكد وإصرار ومثابرة حتى تتمكن من تحقيق استقلالها الاقتصادي وتضمن دخولاً يمكنها من تلبية احتياجاتها الأساسية.

 

 

بدورها قالت مبتكرة منتوج "وريدة" للتجميل هاجر عباس إنها استوحت فكرة منتوجها من المواد التي كانت تستعملها الأمهات والجدات قديماً، حيث اعتمدن على مواد طبيعية للتزيين مثل "العكر الفاسي والورد المجفف".

وعن تسمية منتوجها بـ "وريدة" فهو تصغير لاسم وردة، لافتةً إلى أن المنتج يكسب الخدود لوناً وردياً ومن هنا أطلقت هذا الاسم كمنتج أول لها، كما تعمل على تطويره وتحضير منتوجات أخرى خاصة بالتجميل.

وعن اختيارها لهذا النوع من المنتوجات أكدت أن ذلك نابع من اهتمامها بكل ما يخص العناية بالبشرة والجمال، مؤكدة على أهمية المواد الطبيعية التي كانت تستعملها الجدات وتطويرها عبر إضافة أنواع ومواد أخرى إليها حتى تصبح ملائمة أكثر.

 

 

أما عضو تعاونية "آفاق لتربية النحل" لإنتاج العسل وصال كريم فقد ذكرت أن التعاونية تنتج العسل بمختلف أنواعه (عسل الأعشاب وعسل الخروب)، كما أن النساء في التعاونية تعملن في الأعمال اليدوية مثل التطريز وصناعة الزرابي وكذلك منسوجات نباتية مثل الإكسسوارات من "الدوم"، بالإضافة إلى لمنتوجات غذائية مثل "التريد والكسكس والزميتة" المصنوعة من القمح والشعير.

وأكدت أن النساء تكتفين بالتسويق لمنتوجاتهن من خلال المعارض التي تشاركن بها، لافتةً إلى أنهن بصدد التفكير في ولوج العالم الرقمي، من خلال إنشاء صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج بشكل أوسع.