دراسة: هناك تفاوتات كبيرة في نسب الحصول على الرعاية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية

أصدرت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الإنجاب البشري التابع للأمم المتحدة ومعهد غوتماخر، دراسة تحصر معدلات الحمل غير المقصود والإجهاض في 150 بلداً

مركز الأخبار ـ أصدرت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الإنجاب البشري التابع للأمم المتحدة ومعهد غوتماخر، دراسة تحصر معدلات الحمل غير المقصود والإجهاض في 150 بلداً، والتي تظهر تفاوتات كبيرة في فرص الحصول على الرعاية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية.

نشرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع "معهد غوتماخر" وبرنامج الإنجاب البشري التابع للأمم المتحدة، أمس الخميس 24 آذار/مارس، أول دراسة حول التقديرات القطرية بشأن الحمل غير المقصود والإجهاض.

وحللت الدراسة التي نشرت في مجلة ""BMJ Global Health، المعدلات المسجلة في الفترة ما بين عامي (2015 ـ 2019) بهدف توفير رؤى أكثر تعمقاً بشأن فرص الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في البلدان من جميع مستويات الدخل في العالم.

وتشير الدراسة الجديدة إلى أن معدلات الحمل غير المقصود والإجهاض تختلف اختلافاً كبيراً من بلد لآخر، بل حتى داخل الإقليم أو المنطقة الجغرافية نفسها. وسجلت أكبر الاختلافات في أمريكا اللاتينية حيث تراوحت معدلات الحمل غير المقصود فيها ما بين 41 ـ 170 لكل ألف امرأة، أما أفريقيا الجنوبية فتتراوح ما بين 49 ـ 145 لكل ألف امرأة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن "الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية جزء أساسي من التغطية الصحية الشاملة ومطلوبة لإنهاء التمييز ضد النساء والفتيات".

وأشارت الدراسة إلى أن هذه التفاوتات لا تحدد وفقاً لمستوى الدخل فحسب؛ ففي أوروبا مثلاً، تصنف معظم البلدان ذات معدلات الحمل غير المقصود الأعلى من المتوسط الإقليمي على أنها بلدان مرتفعة الدخل في حين يصنف البلدان اللذان سجلا أدنى التقديرات على أنهما بلدان متوسطا الدخل. ويبين هذا الاستنتاج كيف أن العقبات التي تعترض الحصول على رعاية فعالة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية واستخدامها موجودة في البيئات الكثيرة والقليلة الموارد على السواء.

وتسلط هذه الدراسة على المستوى القُطري الضوء على أهمية الاستثمار العادل في الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الشاملة وستزيد معرفة البلدان التي تعمل على تنفيذ الدلائل الإرشادية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية المهتمة بخدمات الإجهاض الجيدة.

وقالت الدكتورة بيلا غاناترا رئيسة وحدة الوقاية من الإجهاض غير الآمن في منظمة الصحة العالمية "من أجل صحة جيدة، يحتاج الناس في جميع أنحاء العالم الحصول على حزمة شاملة من التثقيف الجنسي ومعلومات دقيقة عن خدمات تنظيم الأسرة، فضلاً عن رعاية الإجهاض عالية الجودة"، مؤكدةً أن البحث إلى دعم البلدان أثناء عملها على تعزيز الخدمات المنقذة للحياة التي تقدمها للصح الجنسية والإنجابية وتحسين النتائج الصحية خاصةً النساء والفتيات".

وقال كبير الباحثين العلميين في معهد غوتماخر "تبين هذه الاختلافات ضرورة الاستثمار حتى في المناطق التي تسجل فيها معدلات منخفضة للحمل غير المقصود مما يمكّن النساء والفتيات في جميع البلدان من اختيار الظروف التي يرغبن في إنجاب الأطفال في ظلها"، مشيراً إلى أن "نسبة حالات الحمل غير المقصود التي تنتهي بالإجهاض والبالغة 68% حتى في البلدان التي تحظر الإجهاض تماماً، توضح مدى قوة رغبة ملايين النساء في تجنب الإنجاب غير المخطط له".