بين الحياة والموت... استغاثة طفلة من تحت الركام بغزة

تواجه الطفلة زمزم العجرمي مأساة إنسانية، فقد حوصرت تحت الركام مع أخواتها بعد فقدان والدتها أمام عينيها في قصف عنيف على مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

نغم كراجة

غزة ـ وسط الدمار الذي يعصف بمخيم جباليا، تعيش الطفلة زمزم العجرمي لحظات من الرعب والألم، محاصرة تحت الركام مع أخواتها وخالتها المصابة، لتواجه واقعاً مأساوياً حيث فقدت والدتها أمام عينيها في قصف مدمر قبل ساعات من مناشدتها للعالم.

قامت بتكفين والدتها في مشهد مؤلم يعكس حجم الوضع الكارثي في غزة بعد عام من الصراع بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، في تسجيل صوتي مؤلم، ناشدت الطفلة زمزم العجرمي البالغة من العمر 15 عاماً، العالم لإنقاذها، "نحن هنا محاصرون، لا نملك شيئاً، لا ماء ولا طعام، القصف لا يتوقف" هذه الاستغاثة هي صرخة تعكس معاناة أطفال غزة في ظل الحرب المستمرة، ولتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخل عاجل لإنقاذها ومن معها، في ظل ظروف قاسية تهدد حياتهم.

وللمرة الثالثة خلال هذه الحرب اجتاحت القوات الإسرائيلية مخيم جباليا في هجوم عسكري مفاجئ، مستهدفة منازل المدنيين، بالقصف العشوائي والعنيف أسفرت عن تدمير واسع وسقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح، في وقت كانت الطائرات المقاتلة تحوم فوق المخيم، تلقي حممها على رؤوس الأبرياء، زمزم العجرمي التي فقدت والدها خلال الحرب الجارية على غزة، تعيش الآن تحت الأنقاض بعد أن فقدت والدتها حياتها أمام عينيها خلال هذا الاجتياح، تاركةً إياها وأخواتها في حالة حصار مرعب.

لا تروي هذه القصة معاناة لحظات فقط، بل هي امتداد لسنوات من الألم المستمر الذي تعيشه عائلتها، والدها كان من بين ضحايا الحرب المستمرة التي شنّتها إسرائيل على غزة، خلال الأشهر الثلاث الأولى للحرب، حيث كانت العائلة على موعد جديد مع المأساة حين فُقد أخوها الأكبر في غارة إسرائيلية، ولكن الصدمة الكبرى جاءت عندما استهدفت قوات الاحتلال منزلهم قبل أيام، وقتلت والدتها بدم بارد أمام عينيها، في لحظات لا تُنسى بالنسبة لزمزم العجرمي.

"أنقذونا... لا نملك شيئاً، لا ماء ولا طعام، الطائرات تقصف فوقنا"، هذه كانت كلمات زمزم العجرمي في تسجيل صوتي مؤلم تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تبكي تحت الأنقاض، محاصرةً في مكان مظلم لا ترى فيه سوى الموت يحيط بها من كل جانب، وتتحدث عن حالة من العطش والجوع وانعدام الأمان مع استمرار القصف من قبل طائرات بدون طيار التي تحوم فوقهم، هي ذاتها التي قصفت منزلهم وأودت بحياة والدتها، كل شيء حولها يوحي بالموت الوشيك، لكنها لا تزال تأمل في وصول المساعدة قبل فوات الأوان.

منذ عصر أمس الأربعاء 9 تشرين الأول/أكتوبر انقطعت الاتصالات مع زمزم العجرمي وعائلتها، مما زاد من المخاوف حول مصيرها، كل ما يُعرف حتى الآن هو أنها لا تزال محاصرة في شمال غزة، في مكان مغطى بالركام رفقة أخواتها وخالتها المصابة، والدمار يحيط بهم من كل جانب، والقوات الإسرائيلية تحاصر المنطقة، مما يجعل أي محاولة لإنقاذهم في غاية الصعوبة، الوقت يمر ببطء في ظل قصف جوي وبري لا يتوقف، وحالها كحال العشرات من العائلات المحاصرة في المنطقة.

الوضع الحالي في مخيم جباليا يزداد سوءاً مع استمرار العمليات العسكرية، والمناطق المحاصرة تواجه قصفاً متواصلًا، والطرق المؤدية إليها مغلقة وخطرة، عائلات مثل عائلة زمزم العجرمي تعيش في ظروف كارثية، محاصرة ومنعزلة ومحرومة من أي نوع من الإغاثة، والمنظمات الإنسانية تجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية.