بناء مجتمع خالي من العنف يتطلب البدء من العائلة
تغير العادات والتقاليد البالية يتطلب الإرادة القوية لمناهضة العنف، من خلال التوعية والتكثيف من المحاضرات بين الأحياء لملامسة كافة أفراد المجتمع
منبج ـ ، ليبدأ كل فرد من عائلته من أجل بناء مجتمع خالٍ من العنف، هذا ما ركزت عليه محاضرة تجمع نساء زنوبيا.
يستمر تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج وريفها بعقد سلسلة من المحاضرات التي أطلقها منذ 20 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار "ناضلي لدحر العنف والاحتلال".
ونظمت اليوم الأربعاء الأول من كانون الأول/ديسمبر محاضرتين منفصلتين في الخط الغربي والشرقي في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، حضرها نساء ورجال.
تضمنت محاور المحاضرة التي ألقيت في الخط الغربي أسباب العنف وأشكاله وواقع المرأة في المجتمع، وعلى هامش المحاضرة قالت دجلة شيخان إحدى المشاركات "يشهد مجتمعنا الكثير من أشكال العنف كزواج القاصرات، والضرب، وتقييد حرية المرأة، وعدم إعطائها مساحة من الحرية لممارسة حقوقها"، مؤكدةً على أنه من واجب المرأة الدفاع عن حقوقها.
وعن كيفية بناء مجتمع يخلوا منه العنف بينت أنه "للتخلص من العنف يجب أن تتحلى المرأة بالوعي وكذلك الرجل لبناء مجتمع محرر انطلاقاً من المساواة بين الجنسين"، مؤكدةً على دور المؤسسات النسوية في ذلك "ينبغي تنظيم مثل هذه المحاضرات في الأحياء وبين المجتمع، وأن يتم التركيز على طرق تربية الأطفال على المساواة بينهم وعدم التفرقة أو التميز وتفضيل جنس على آخر".
أمينة العبد وهي مشاركة أيضاً، أوضحت مدى أهمية المحاضرات بالقول إنها تساهم في "مناهضة العنف ضد المرأة عن طريق التوعية"، مشيرةً إلى ضرورة إعطاء المرأة الحق في العمل وبناء المجتمع.
وحول سبل مناهضة العنف ضد المرأة بينت "لا بد من تعليم المرأة، ودعمها لزيادة وعيها، إلى جانب منع الزواج المبكر". مؤكدةً على إرادة المرأة لإيقاف العنف "يمكن الحد من العنف عندما تتحلى المرأة بالإرادة والقوى لتحطيم كل القيود التي تفرض عليها بتعليمها وفكرها وقوى إرادتها وتغيير العادات والتقاليد والمعتقدات الخاطئة التي تفرض عليها وتمنعها من لعب دورها كفرد فعال ترتقي بالنساء والمجتمع". مشددةً على رفض جميع النساء للعنف "نحن النساء جميعنا نسعى للعيش في مجتمع يخلو من العنف".
كما شارك في المحاضرة العديد من الرجال حيث أكد خلف سرخانو على ضرورة تطبيق الحياة التشاركية بين أفراد العائلة "لبناء مجتمع خالي من العنف ينبغي البدء من العائلة والتربية، وعلى وجه الخصوص مسألة زواج القاصرات التي ينبثق منها الكثير من النتائج السلبية والتي تنعكس على المجتمع، كانعدام شخصية المرأة وازدياد حالات الطلاق"، مضيفاً "نطالب بتكثيف هذه المحاضرات في الأحياء لملامسة كل فرد من المجتمع".
ومن جانب آخر قال يوسف العباس عن واقع العنف في المجتمع "نسبة العنف كبيرة في المجتمع وكذلك حرمان المرأة من أبسط حقوقها"، مضيفاً "مجتمعنا مسلم ولذلك عليه أن يقدر المرأة فالرسول محمد قال استوصوا بالنساء خيراً، وكان يصفهن بالقوارير، لكن ما نراه اليوم عكس ذلك بل يتم تعنيف المرأة باسم الدين".
وأكد يوسف العباس أن "على الرجل أن يتقرب من المرأة بروح إنسانية فإذا تحلى بالإنسانية سيعطي المرأة كافة حقوقها، وهذا العنف الشائع في المجتمع ناتج عن قلة الوعي لذا ينبغي التكثيف من المحاضرات للقضاء عليه".
فيما قالت عضو الهيئة الإدارية العليا لتجمع نساء زنوبيا غادة الحميد والتي ألقت المحاضرة "ركزنا اليوم على العادات والتقاليد البالية الدخيلة على المجتمع وأهمية تغييرها؛ لأن هذه العادات تطبق على المرأة وتنعكس سلباً على المجتمع كزواج القاصرات وتعدد الزوجات"، مبينةً أن الحضور طالبوا بضرورة تطبيق القوانين للحد من زواج القاصرات.
وعن أسباب عدم تطبيق قانون حماية المرأة في مدينة منبج بالشكل المطلوب أوضحت غادة الحميد "يسود مدينة منبج مجتمع عشائري متشبث بالعادات والتقاليد فتطبيق قانون حماية المرأة يحتاج بعض الوقت لحين توعية المجتمع بأكمله واقتلاع جذور الذكورية المترسخة في ذهنية أفراده ليدركوا النتائج السلبية للعنف ضد المرأة، ونحن نعمل على ذلك".