بمراسم مهيبة تأبين وتشييع رفاة 104 من ضحايا مجزر كوجو

وريت جثامين 104من الإيزيديين ضحايا مجزرة قرية كوجو في شنكال ممن قتلوا على يد مرتزقة داعش، ودفنوا في مقابر جماعية، وذلك خلال مراسم شارك فيها الآلاف من الإيزيديين

نازي سعيد
مركز الأخبار ـ . فيما يطالب المجتمع الإيزيدي بفتح باقي القبور الجماعية.
بتاريخ الثالث من شهر آب/أغسطس عام 2014 ارتكب مرتزقة داعش مجزرة وحشية بحق الإيزيديين في شنكال راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شخص من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. كما اختطف مرتزقة داعش الآلاف من الإيزيديين، فيما اضطر مئات الآلاف من الإيزيديين ممن نجوا من المجزرة إلى النزوح. وعثر في شنكال حتى الآن على 80 قبراً جماعياً، تعود جميعها إلى فترة احتلال مرتزقة داعش لشنكال.
 
مراسم تأبين في بغداد
بعد عمليات بحث استمرت 7 أعوام، تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفاة 104 إيزيدياً. وفي شهر نيسان/أبريل عام 2019، تم إخراج رفاة 104 رجلاً من المقبرة الجماعية في قرية كوجو، وتم إرسالها إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء الفحوصات اللازمة للتعرف على أصحابها. وقبل أيام تم التأكد من هوية الضحايا. وأقيمت مراسم تأبين للضحايا أمام نصب الجندي المجهول في بغداد، بحضور الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي مصطفى كاظمي، وعدد من الوزراء والمسؤولين وأعضاء مجلس النواب العراقي. وبعد إجراء المراسم تم إرسال رفاة الضحايا إلى مسقط رأسهم.
 
الضحايا في كوجو مسقط رأسهم
وشارك الآلاف من الإيزيديين في مراسم دفن الضحايا بحسب الطقوس الدينية الإيزيدية وذلك في مقبرة قرية كوجو.
شرين شنكالي، من أهالي قرية سيبا شيخ خضر، كانت بين المشيعين لتشارك في تشييع جثمان شقيقها. شيرين تمكنت بصعوبة من الحديث أمام كاميرتنا، وقالت إنها جاءت وأحضرت معها حزناً استمر 7 أعوام متواصلة. شيرين التي ارتدت الأسود بدأت بسرد معاناتها وآلامها بكلمة (إنه أمر صعب جداً).
 
"يجب أن تنصب الجهود على فتح باقي القبور الجماعية"
هناك العديد من المفقودين الآخرين من عائلة شرين شنكالي، ورغم أن مشاركتها في مراسم دفن رفاة شقيقها قد ينسيها الألم قليلاً، إلا أنها ترغب بأن يتم البحث عن رفاة باقي المفقودين. وتقول شرين "إنه يوم صعب جداً للإنسانية جمعاء، ويوم صعب بالنسبة لنا أيضاً. جميع الإيزيديين موجودون هنا اليوم. ولكن لا زال هناك من يجب أن نبحث عنهم. وأتمنى أن يأتي ذلك اليوم ونجدهم جميعاً. هناك العديد من القبور بانتظار أن يتم فتحها، ويجب أن تنصب الجهود على ذلك".
شيرين التي شاركت في مراسم دفن رفاة 104 من ضحايا مجزرة قرية كوجو على يد مرتزقة داعش، وجهت نداءاً للعالم أجمع، وقالت "ندائنا إلى جميع الذين يدعون باحترام حقوق الإنسان، بتقديم المساعدة اللازمة لنا، لنتمكن من فتح القبور الجماعية، ونتمكن من دفن عظام أهالينا وفق معتقداتنا وعاداتنا الدينية".
تعالت أصوات العويل والبكاء خلال مراسم التشييع، وكان هنا أشخاص بالكاد استطاعوا الوقوف على أقدامهم. وفي أجواء الحزن هذه، كانت هناك خوخي جندي التي تحدثت لنا بصعوبة بالغة.
 
"قلوبنا تحترق، ولكننا أقوياء"
خوخي جندي توجهت بداية بالشكر لكل من ساهم في العثور على رفاة الضحايا، وأتاح الفرصة لدفنهم وفق الأعراف الدينية الإيزيدية، وأضافت أيضاً "نحن جميعاً هنا اليوم. ولكننا قدمنا الكثير من الضحايا. وليعلم الجميع، أنهم لن يتمكنوا من القضاء علينا بهذه المجازر. كان هناك من أدار ظهره لنا وتركنا وحيدين، وكان هنا من قال أنهم لن يتركوا إيزيدياً واحداً على قيد الحياة. عندما لجأنا إلى جبالنا لو أنهم ساندونا، ربما كنا استطعنا تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر. نحن كنا موجودين، ونحن موجودون وسنبقى موجودين. ولكن متأثرون وحزينين على الضحايا الذين فقدناهم. قلوبنا تحترق، ولكننا أقوياء. سوف نكون على نهج أبنائنا، لن نتوقف حتى نحاسب من أرتكب هذه المجزرة".
 
"يجب فتح باقي القبور الجماعية"
خوخي جندي ناشدت الجميع بمساندة أهالي شنكال، وقالت "ندعو الجميع إلى مساندة شنكال. توجد العديد من المقابر الجماعية التي لم يتم فتحها، يجب العمل على فتح جميع المقابر".
 
ما الذي حدث؟
قرية كوجو الواقعة جنوب شنكال، واحدة من القرى التي ارتكب فيها مرتزقة داعش مجزرة بحق الأهالي. بتاريخ 3 آب/أغسطس عام 2014 داهم المرتزقة القرية، وتم محاصرة القرية لمدة 12 يوماً. رفض القرويين الاستجابة لطلب المرتزقة باعتناق الإسلام. لذلك أقدم المرتزقة على اختطاف النساء والرجال والأطفال، فيما اقدموا على قتل جميع الرجال ودفنوهم في مقابر جماعية.
حتى الآن تم العثور على 18 مقبرة جامعية في قرية كوجو تضم رفاة 407 شخصاً. كما تم اختطاف 900 شخص من القرية، تم حتى الآن تحرير 663 شخصاً فيما لا يزال مصير 140 آخرين مجهولاً حتى الآن.