بحضور نسائي لافت انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة

تجسد الدورة الـ 25 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية احتفاءً بارزاً بالإبداع النسوي في المجال السينمائي، حيث تتلاقى أعمال المخرجات المشاركات لتشكّل فسيفساء فنية تعبّر عن المقاومة، والكرامة، وسعي المرأة الإفريقية نحو تمثيل ذاتها وتاريخها.

رجاء خيرات

المغرب ـ انطلقت فعاليات الدورة الـ 25 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بمدينة خريبكة (عاصمة الفوسفات)، أمس السبت 21 حزيران/يونيو، تحت شعار "من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات… تجاذبات السينما الإفريقية"، وذلك بحضور لافت لصانعات السينما الإفريقية.  

حضر المهرجان العديد من النساء المخرجات اللواتي تشاركن بأفلام قوية ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، من خلال طرح مواضيع تلامس قضايا النساء ومقاومتهن من أجل إسماع أصواتهن كالمخرجة المغربية ليلى التريكي بفيلمها "وشم الريح" والمخرجة المغربية خولة أسباب بنعمر بفيلمها "راضية" والمخرجة أنجيلا أكيريبورو راباتيل من دولة التوغو بفيلم "ميكوكو"، ثم المخرجة أليماتا كيدراوغو من بوركينا فاسو بفيلمها "هذا يكفي" والمخرجة رحيمة نانفوكا من أوغندا بفيلم "نكينزي". 

وعلى هامش المهرجان قالت الممثلة السينغالية رقية نيونغ إنها سعيدة لحضور فعاليات المهرجان، حيث أنها سبق وأن حضرت في دورات سابقة، ومنذ 2003 كانت ضمن لجن تحكيم المسابقات.

وأوضحت أن هذه الدورة لها طابع خاص ومميز، لأنها كرمت صوتاً سينمائياً سينغالياً مهماً بالنسبة لها ويتعلق الأمر بالمخرج منصور سورا، الذي قدمها لأول مرة في فيلم روائي طويل كوجه نسائي جديد على السينما.

وعن رأيها بالسينما المغربية، قالت أن هذه الأخيرة فرضت نفسها "سبق وشاركت في عدد من الأعمال لمخرجين مغاربة" مؤكدة أنها "مغربية" الهوى.

وبدورها عبرت السينمائية الكاميرونية ياسمين لووي عن أهمية المشاركة في مهرجان السينما الإفريقية بخربيكة، نظراً لأهميته ضمن المهرجانات الإفريقية، مؤكدة أن مشاركتها وحضورها سيكون له تأثير هام على مسيرتها كواحدة من الشغوفات بالفن السابع.

وعن حضور المرأة في السينما الكاميرونية، قالت إن النساء أصبحن أكثر حضوراً في السينما وبتن تحصدن العديد من الجوائز، سواء في الإخراج أو التمثيل أو السيناريو، وهو ما يبين أن حضورهن طاغي في عالم السينما، ويمتلك تصوراً ورؤية سينمائية خاصة ومتفردة.

وفي صنف الفيلم القصير يشارك خمسة عشر فيلماً من مصر، تونس، ليبيا، السينغال، البنين، ساحل العاج، الطوغو، إثيوبيا، رواندا، بوركينا فاسو، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى والمغرب البلد المنظم.

وتشارك العديد من الأصوات النسائية (مخرجات شابات) في عالم الفن السابع ضمن هذه المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة من عدو دول إفريقية مثل بوركينا فاسو، البنين، إثيوبيا، الكوت ديفوار، جمهورية إفريقيا الوسطى، والمغرب.

ويحتفي المهرجان خلال هذه الدورة، كما دأب على الاحتفاء في دوراته السابقة بسينما دول إفريقية، بالسينما الموريتانية وتسليط الضوء عليها، باعتبارها إحدى التجارب المتألقة الواعدة، التي قدمت أعمالاً راقية في القارة الإفريقية، وتوجت قارياً وعالمياً، ولها ما يميزها شكلاً ومضموناً.

وبحسب المنظمين فإن هذا الاحتفاء، يندرج في إطار دأب المهرجان على الاحتفاء بالتجارب السينمائية الإفريقية، للتعريف بها وفتح نقاش حول مسارها، وكذلك فتح باب التواصل ما بين المسؤولين عن قطاع السينما بين البلدين، لتعزيز المزيد من التعاون.

وتعتبر السينما الموريتانية، سينما مغمورة، بين باقي التجارب السينمائية بالقارة الإفريقية، ولدت في ستينيات القرن الماضي، مثل باقي البلدان الإفريقية، إلا أن ولادتها ظلت في بلاد الغربة ولم تتمكن من الحصول على الدعم داخل الوطن، رغم أن أغلب الإنتاجات السينمائية حصلت على جوائز بعدة مهرجانات قارية وأجنبية.

وخلال هذه الدورة، سيتم تسليط الضوء على جانب من التاريخ السينمائي الموريتاني الحافل، ومساءلة الواقع الحالي، لسينما تعتمد على المبادرات الفردية ومكونات المجتمع المدني الموريتاني، لجعل السينما أحد الآليات التربوية في مجتمع شفهي عرف بلقب "بلد المليون شاعر".

وسيتخلل المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى الـ 28 حزيران/يونيو تنظيم ندوة حول "الذكاء الاصطناعي في الصناعة السينمائية"، وهو الموضوع الذي يعبر عنه ملصق الدورة، نظراً لهذا القلق الذي يساور كل المهتمات والمهتمين بالسينما الإفريقية، حيث تساير السينما عصرها وترتبط بمدى قدرة الحكواتيين الأفارقة على الهمس للذكاء الاصطناعي بالبحث عن ولادة متجددة لحلم بصري إفريقي متفرد.

ولفهم هذه التحولات الكبرى، التي بدأت تغير ملامح العالم ولتفكيك مساءلة "الذكاء الاصطناعي" ستكون الدورة الـ 25 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة مناسبة للمختصين وصانعات وصناع السينما لتعميق النقاش والكشف عن غموض مفترض حول الموضوع.