'بدلاً من ترميم جراحهم تركيا تستغل الكارثة لبناء مشروعها الاستيطاني'

قالت نساء مقاطعة عفرين المهجرات قسراً لمقاطعة الشهباء أنه مع وقوع الزلزال في سوريا وتركيا بدلاً من ترميم جراح السوريين في المناطق المحتلة عمل الاحتلال التركي على إضافة جرح لأخر واستغلال الكارثة الإنسانية على حساب فرض سياسته الاحتلالية

فيدان عبد الله

الشهباء ـ استغلت الدولة التركية في مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا الزلزال الذي وقع في 6 شباط/فبراير الجاري بفرض المزيد من سياسة التغيير الديمغرافي وإمحاء هوية وحقيقة أهالي عفرين بإنشاء مستوطنات أخرى في المنطقة وتوطين سكان المنطقة الأصليين.

أعلنت منظمة قطر الخيرية في 12 شباط/فبراير أي بعد أسبوع من وقوع الزلزال في تركيا وسوريا عن مشروع لبناء مستوطنة في مقاطعة عفرين المحتلة من قبل الدولة التركية وأطلقت عليها اسم "مدينة الكرامة" تحت غطاء إعادة إعمار مناطق تضررت جراء الزلزال.

تقول دلال شيخو أن الدولة التركية ومنذ احتلالها لمقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا وهي تفرض سياسة التغيير الديمغرافي وفرض التتريك على سكان المنطقة الأصليين بالإضافة لتوطين الفصائل المسلحة في منازل السكان الأصليين وإخراجهم من منازلهم بالضغط والإجبار.

وأوضحت أن تركيا تستغل حتى الكارثة الإنسانية التي وقعت وخاصةٍ في مقاطعة عفرين المحتلة حيث أنها تسعى وبعد تدمير منازل المدنيين فوق رؤوس أصحابها بإنشاء المزيد من المستوطنات لتوطين سكان عفرين الأصليين فيها والمستوطنين القادمين من مدن ومناطق أخرى.

وأكدت دلال شيخو أن استغلال تركيا لأهالي عفرين في ظل الظروف الصعبة والمأساة التي يمرون فيها أمر غير إنساني وغير أخلاقي "فتركيا على دراية بأن جميع السكان في ناحية جندريسه على وجه الخصوص تدمرت منازلهم وبإنشاء المستوطنات سيضطرون للإقامة في المستوطنات الساعية لتغيير ديمغرافية عفرين".

ومن جانبها أشارت فاطمة عثمان إلى أن الدولة التركية التي اعتزمت مراراً وتكراراً أمام المجتمع الدولي والوسائل الإعلامية أنها شنت الهجوم على عفرين وتدخلت في الشؤون السورية لحماية الشعب السوري، إلا أنه في الواقع تظهر نوايا تركيا في كل المواقف الصعبة التي يمر بها السوريين في المناطق المحتلة.

وأضافت "لم يقدم الاحتلال التركي أي مساعدة أو مساندة لأهالي عفرين مع وقوع الزلزال وانهيار المباني فوق رؤوس الأهالي وهذا ما كان السبب في فقدان الكثير من العوائل جميع أفرادها، حيث أن فرق الإنقاذ تأخرت إلى أن وصلت للمنكوبين، كما أننا رأينا سياسة التفرقة بين الفصائل المسلحة بإخراج المستوطنين من تحت الركام وترك أهالي عفرين الأصليين تحت الأنقاض".

وشددت على أن عفرين أرض أجدادهم وأمهاتهم "ما يفرضه الاحتلال التركي من احتلال وتغيير ديمغرافي نرفضه بتاتاً، فإنشاء المستوطنات وتوطين الشعب فيه ليس الحل للكارثة الإنسانية التي يمر بها أهالي عفرين مع الزلزال المدمر".

فاطمة رشو عبرت عن حزنها ويأسها تجاه ما حل بعفرين المحتلة في ظل هجمات الاحتلال التركي "مع وقوع الزلزال في سوريا وتركيا بدلاً من ترميم جراح السوريين في المناطق المحتلة عمل الاحتلال التركي على زيادة جروح الأهالي وذلك بزرع التفرقة بين شعوب المنطقة والمستوطنين فيها بالإضافة لاستغلال الكارثة الإنسانية على حساب فرض سياسته الاحتلالية وتغيير ديمغرافية عفرين بالتعاون مع الجمعيات القطرية".

وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية بمحاسبة الدولة التركية على جرائمها التي ارتكبتها في عفرين المحتلة وإهمالها لوضع الشعب في عفرين وغيرها من المناطق السورية المحتلة مع وقوع الزلزال فيها.