بعد أن تحررن من سلاسل الخوف نساء الشهباء يتحضرن للاحتفال بعيدهن

أربع أعوام منذ تحرير الشهباء من براثن مرتزقة داعش، تمكنت عقبها المرأة من الخروج إلى النور بعد أن كان مرتزقة داعش يطوق عنقها بسلاسل الخوف والقمع

فريدة زادة
الشهباء ـ ، واليوم تستعد المرأة في الشهباء للاحتفال وكما في كل عام منذ التحرير باليوم العالمي للمرأة.
ما هي إلا بضعة أيام قليلة ويدخل يوم المرأة العالمي من الأبواب في كافة أنحاء العالم، وفي هذا اليوم الذي تبرهن فيه المرأة انتصارها على نيران الظلم والقمع، وهي تحمل في يديها أزهار ياسمين الحرية، يستعد العالم للاحتفال، وفي كل منطقة تأخذ الاحتفالات طابعاً خاصاً بها، وعن طريقة نساء الشهباء للترحيب بهذا اليوم واستعداداتهن، حدثتنا عضوة منسقية دار المرأة في مجلس المرأة الحرة للشهباء بمقاطعة الشهباء في شمال شرق سوريا رفعة الأحمد.
هنأت رفعة الأحمد في بداية حديثها يوم المرأة العالمي على كافة النساء، وعن كيفية معرفة النساء بهذا اليوم تقول "المرأة في الشهباء لم تكن على علم سابقاً بوجود يوم عالمي لها، وخاصة النساء في الأرياف، لم يكن يحتفلن به، إلا أنه إبان اندلاع ثورة روج آفا "ثورة المرأة"، علمت النساء بوجود هذا اليوم وبدأن بالتعرف على أهميته".
وبينت رفعة الأحمد أنه وعقب تحرير الشهباء من رجس مرتزقة داعش وانتقال النساء للريف الشمالي للشهباء، سنحت الفرصة لهنّ للتعرف على وجودهنّ وكيان المرأة الحقيقي في المجتمع، وانتشار فكر القائد عبد الله أوجلان كان له الفضل الكبير لبدء حركة تحرر النساء.
علماً أن مرتزقة داعش سيطروا على مقاطعة الشهباء عام 2014، حتى تم تحريرها من قبل قوات جبهة الأكراد وجيش الثوار عام 2016.
وقالت رفعة الأحمد أن نضال المرأة عبر السنين الماضية لم يجدِ نفعاً في البداية لإعلان الثامن من آذار/مارس يوماً عالمياً للمرأة، ويعود ذلك لرفض الأنظمة الذكورية منح المرأة حقوقها، وأن تاريخ المرأة في الشهباء يتم التعرف عليه عبر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، والذي يعتبر الوحيد الذي ناضل ويناضل لأجل نيل المرأة لحقوقها والوصول إلى حريتها وجوهرها الحقيقي.
في الـ 19 من تموز/يوليو 2012، وعقب اندلاع الأزمة السورية انطلقت ثورة روج آفا التي قادتها المرأة دون منازع لتتوسع رقعة شرارتها إلى شمال وشرق سوريا وتضم كافة المكونات على اختلاف مذاهبهم وأطيافهم، ولتشمل أماكن عدة من سوريا وتصبح ملاذاً لكل السوريين.
وعن الخطط والأهداف التي يعملون على تحقيقها، بينت رفعة الأحمد "الخطط المبدئية لتحرير النساء تتمحور حول إلقاء المحاضرات وتعريف أبناء الشعب الرجال منهم قبل النساء بالثامن من آذار وحقيقة هذا اليوم، لأنه وحتى اليوم لا تزال الكثير من النساء يجهلن حقيقة المرأة المناضلة التي كافحت عبر التاريخ".
وأوضحت رفعة الأحمد "أن العديد من النساء لا تزلنّ ترضخنّ للذهنية الذكورية، دون إبداء أي رد فعل اتجاه ما تعانيه المرأة من اضطهاد"، مؤكدةً أن على مجالس ودُور المرأة الدفع بهؤلاء النساء للانتفاض "لتلك المجالس الدور الأكبر والأساسي لتحريرهن".
كما عددت لنا رفعت الأحمد بعض الصعوبات التي تواجههن، مؤكدة على أن إحدى المصاعب هي رفض الرجل لانخراط المرأة في الحياة والمجتمع، والخروج من إطار قوالب الحياة المنزلية والزوجية المعتادة، وذلك بهدف منع المرأة من التحرر.
وأعربت رفعة الأحمد بالقول "إن نساء الشهباء تمكن من خطو خطوات نوعية وهامة في طريق التحرر، فإن أردنا أن نخطو في طريق طويل علينا البدء بخطوات صغيرة، فتقريباً تبلغ نسبة تحرر النساء 30%، إن أردنا مقارنة أربع سنوات من النضال لتحرير المرأة، فقد قطعنا شوطاً كبيراً من العمل الجاد، ولن تتمكن أي قوة من ردع المرأة للوصول لحريتها".
ودعت رفعة الأحمد في نهاية حديثها كافة نساء العالم وخاصة العالم العربي بجعل كل يوم لهنّ يوماً للنضال والكفاح يوماً يُحتفل فيه بإنجازات الثامن من آذار/مارس.
والجدير ذكره أن نساء مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، يحتفلن بيوم الثامن من آذار/مارس منذ 4 أعوام أي بعد تحرير المقاطعة من براثن مرتزقة داعش، من خلال تنظيم سلسلة محاضرات واجتماعات توعوية، لشرح هذا اليوم وأهميته على جميع نساء وأهالي المنطقة، بالإضافة لتنظيم مظاهرات وإصدار بيانات تهنئة والتأكيد على النضال والمقاومة.